زادت المخاطر على التجارة العالمية بعد فشل مجموعة ال20 في معارضة الحمائية الصاعدة. وفي تطور مفاجئ، أصدرت مجموعة العشرين بياناً يلغي صيغة: "مقاومة كافة أشكال الحمائية" مما يسلط الضوء على عدم قدرة المجموعة على التوصل إلى حل وسط. وفي انقلاب كامل للأدوار، رفض وزير الخزانة الأمريكي مونشين إدانة الحمائية بينما كان الرئيس الصيني شي جين بينغ واضحاً في دعم التجارة الحرة. وتضمن البيان التزاماً بـ"تعزيز مساهمة التجارة لاقتصاداتنا". وعلى الرغم من أن البيان لم يؤثر على الأسواق، زاد خطر زعزعة سياسة التجارة الأمريكية. فلقد كانت إدارة ترامب منشغلة لإخفاقات السياسة الداخلية واضعة جانباً القضايا الدولية. وكان وزير الخارجية الأمريكي تيليرسون في زيارة إلى الصين لتهدئة حدة التوترات ثنائية الأطراف. إلا أنه لم يتم مناقشة القضايا الرئيسية مثل كوريا الشمالية والمخاوف بشأن سياسة سوق العملات والتجارة.
ومن المستحيل التنبؤ بالحركة التالية لترامب فيما يتعلق بالعملات والسياسة التجارية. وبدلاً من تحقيق تعهداته التي قطعها في حملته الانتخابية عندما وصف الصين بالدولة التي تتلاعب بالعملة وفرض رسوم ضخمة على الواردات الصينية من "اليوم الأول"، رضي ترامب بمكاسب سياسية سهلة. ونعتقد أن ترامب يتبع أسلوب الخداع بالنسبة لسياسة العدوانية إزاء الصين إلا أنه لا ينبغي استبعاد خطر إجراء تصرف متطرف من جانبه. وعلى المدى الطويل، نتوقع أن الرابح الأكبر من تصرفات ترامب غير التقليدية (شريك سياسي غير مستقر والانسحاب من الشراكة الاقتصادية الاستراتيجية عبر المحيط الهادئ الخ) سيكون الصين، حيث أنها ستكسب سيطرة كلية على المنطقة الأسيوية. وفي هذا الخصوص، نبقي على توقعاتنا بارتفاع الأصول الصينية. ويبقى الدولار الأمريكي مقابل اليوان الصيني مستقراً حول مستوى 6.90 مع ثبات عند تراجع طفيف عند 6.89.