دعا ماريو دراغي رئيس البنك المركزي الأوروبي دول منطقة اليورو لإصلاح اقتصاداتها محذراً ان النمو في المستقبل سيكون متواضعاً في ظل البطالة المترسخة وانخفاض الاستثمار. وبالرغم أن تلك ليست المرة الأولى التي يقوم فيها ماريو دراغي بتلك المناشدة، إلا ان التأكيد على موقفه المؤيد للإصلاح يسلط الضوء على المخاوف من ان الحكومات ربما تضيع الوقت الذي يمنحه لها برنامج المركزي الأوروبي من طباعة النقود. وقال دراغي في اجتماع لكبار مسؤولي البنوك المركزية حول العالم "يجب ان يكون واضحاً ان الإعتقاد بأن السياسة النقدية التيسيرية تمثل عذراً للحكومات والبرلمانات كي تؤجل جهودها من الإصلاح هو إعتقاد غير صحيح".
وتأتي تعليقاته في وقت يؤدي فيه برنامج المركزي الأوروبي للتيسير الكمي البالغ حجمه تريليون يورو والذي يستهدف شراء سندات أغلبها حكومية إلى تعزيز معدلات الإقراض البطيئة ويضخ مزيد من السيولة في منطقة العملة الموحدة. وهذا بدوره يخفف الضغط على الحكومات من أجل التغيير. وفي كلمته، حذر دراغي الدول أن مشكلات أوروبا أبعد ما تكون عن نهايتها رغم توقعات اقتصادية "أفضل اليوم مما كانت عليه لسبع سنوات طويلة". وأضاف ان هذا التحسن يشوبه ديون طائلة عبر منطقة اليورو وبطالة راسخة "تلاحق دول كثيرة جداً".