في أعقاب خطاب ثوماس جوردان يوم الخميس الماضي في فرانكفورت، تعرض الفرنك السويسري لضغوطات صعودية متجددة حيث هبط اليورو مقابل الفرنك السويسري (EUR/CHF) ما دون المستوى ١.٠٩ للمرة الأولى منذ منتصف يناير. أحد الأسباب ميكن أن يعزى إلى أن رئيس البنك الوطني السويسري (SNB) قد أدلى بخطاب غري واضح بشأن حد سياسة سعر الفائدة، في حني جاءت البيانات القادمة من منطقة اليورو على الجانب الضعيف. من جانب، حذر البنك المركزي الأورويب (ECB) من التأثريات السلبية المحتملة من الاستخدام المفرط للتدابري غري التقليدية، مثل أسعار فائدة سلبية بشكل مفرط على الودائع - مبرراً بأن ذلك من الممكن أن يؤدي إلى هجرة النقد ولكنه طالب مجدداً ولكنه أشار إلى أنها أداة حيوية ومثالية من الأدوات النقدية. من وجهة نظرنا، المشكلة تكمن في أن البنك الوطني السويسري (SNB) ينفذ أيضا سياسة أسعار فائدة سلبية، والتي هي علاوة على ذلك أكرث جرأة من تلك في البنك المركزي الأورويب (ECB). لذلك البنك الوطني السويسري أيضا عرضة لتهديد هجرة النقد وإلى حد بعيد أكرث عرضة من البنك المركزي الأورويب لمخاطرة هذه المسألة. الأمر كام لو أنك تطلق النار على قدمك. على الرغم من إشارة السيد جوردان إلى أن دول اقتصادية صغرية مجاورة مثل سويسراً والدمنارك وجمهورية التشيك، تكيفت بشكل جيد نسبياً مع الاضطرابات الأخرية - بفضل سياستها النقدية الجريئة - كان لدينا شعور بأن هذه الندوة كانت اعترافاً بالضعف من قبل ثوماس جوردان حيث أشار إلى أن مزيداً من التخفيض على أسعار الفائدة إلى منطق سلبية سوف يكون على حساب تكلفة كبرية محتملة، في حني أن التدخل بشكل واسع في سوق العملات الأجنبية على الأغلب مل يكن مطروحاً على الطاولة نظراً إلى استعداد البنك الوطني السويسري (SNB) للحفاظ على ميزانيته العمودية عند مستوى ميكن السيطرة عليه. من خلال الإدلاء بتلك التصريحات يعترف السيد جوردان بأن البنك الوطني السويسري (SNB) ميتلك متسعاً ضئيلاً للتحرك ومعرض للخطر بشكل كبري لأي حركة على السياسة النقدية من البنك المركزي الأورويب (ECB). أخرياً، مل يتطرق رئيس البنك الوطني السويسري (SNB) إلى الحديث عن ترسانته من أدوات السياسة. السبب وراء ذلك رمبا يكون لأن البنك الوطني السويسري (SNB) لا ميتلك أدوات حيوية متبقية في جعبته وسوف يحاول عوضاً عن ذلك إقناع البنك المركزي الأورويب (ECB) بالتراجع.