يواصل زوج اليورو/الدولار الأمريكي زخم الارتفاع الذي حققه هذا الأسبوع ليتخطّى مستويات 1.0700 خلال بدء جلسة التداول الأوروبية اليوم، مسجلاً بذلك أعلى مستوى له هذا العام. ويعزز الزوج من مكاسبه مع قيام المستثمرين ببيع الدولار الأمريكي وسط تزايد المخاوف بشأن آفاق الاقتصاد الأمريكي. وقد تراجع مؤشر الدولار الأمريكي (DXY)، الذي يقيس قيمة الدولار مقابل ست عملات رئيسية، إلى أدنى مستوى له في أكثر من ثلاثة أشهر وتداول تحت مستوى 105.00.
تغيرت تصورات المستثمرين في السوق بشكل كبير حول أجندة التعريفات الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حيث يتوقع العديد من المستثمرين أن تؤدي التعريفات إلى تباطؤ نمو الاقتصاد الأمريكي بدلاً من تعزيز النمو وزيادة التضخم كما كانوا يتوقعون سابقًا. خصوصا للارتباط القوي في سلاسل التوريد بين الولايات المتحدة والمكسيك وكندا.
كل هذا في ظل ارتفاع التوقعات بانخفاض الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي للربع الأول بنسبة 0.1%، مع توقعات بأن يعود الاحتياطي الفيدرالي (Fed) إلى دورة التيسير النقدي التي توقفت في ديسمبر في اجتماع مايو المقبل. مع تطبيق التعريفات الجمركية، وهدوء التضخم، وانخفاض أسواق الأسهم، وتباطؤ الإنفاق الاستهلاكي، تزداد احتمالية تخفيض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي في مايو.
في الوقت نفسه، دخلت التعريفات الجمركية بنسبة 25% على كندا والمكسيك و10% إضافية على الصين حيز التنفيذ يوم الثلاثاء. كما أكد الرئيس ترامب أنه سيتم فرض التعريفات المعاكسة اعتبارًا من 2 أبريل خلال خطابه أمام الكونغرس يوم الثلاثاء.
أنظار المستثمرين يجب أن تتجه نحو قرار السياسة النقدية للبنك المركزي الأوروبي (ECB)، الذي سيتم الإعلان عنه يوم الخميس. حيث أنه من شبه المؤكد أن يقوم البنك المركزي الأوروبي بتخفيض سعر الفائدة على الودائع بمقدار 25 نقطة أساس للمرة الخامسة على التوالي. ولذلك، سيركز المستثمرون على المؤتمر الصحفي لرئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاجارد بعد الاجتماع الخاص بالسياسة النقدية.
من المتوقع أن تؤكد لاجارد أن مسار السياسة النقدية واضح، لكنها لن تقدم خطة محددة للتوسع النقدي. لكن التركيز يجب أن يكون على معرفة تأثير التعريفات الجمركية التي فرضها ترامب وإعادة هيكلة ديون ألمانيا لتعزيز الإنفاق الدفاعي وتحفيز النمو الاقتصادي في منطقة اليورو.
من منظور فني، سجل زوج اليورو/الدولار الأمريكي أعلى مستوى له في أكثر من ثلاثة أشهر عند 1.0722، متجاوزًا المتوسط المتحرك الأسي لمدة 200 يوم (EMA) لأول مرة منذ أوائل نوفمبر. كما حقق الزوج مكاسب يوم الثلاثاء بعد اختراقه الحاسم للمستوى الذي تم تسجيله في 27 يناير عند 1.0533. وقد قفز مؤشر القوة النسبية لمدة 14 يومًا (RSI) إلى ما فوق مستوى 68. وسيستمر الزخم الصعودي إذا بقي مؤشر RSI فوق هذا المستوى.
في حال التراجع، سيشكل المستوى الذي تم تسجيله في 27 يناير عند 1.0533 منطقة دعم رئيسية للزوج، بينما سيكون أعلى مستوى تم تسجيله في 6 نوفمبر عند 1.0937 هو الحاجز الرئيسي أمام استمرار صعود اليورو.