من المحتمل أن يبلغ الدولار الأميركي ذروات جديدة وسط أسبوع محوري بالنسبة الى الأسواق المالية

شهد الدولار الأميركي ارتدادًا حادًا اعتبارًا من القيع الأخيرة، إذ عزّزت الجولة الجديدة من التقليص التي أقرّها بنك الاحتياطي الفدرالي آفاق الأخضر. إنّ التوترات الظاهرة في السوق الناشئة وتراجع مؤشر S&P500 سيوفرانعلى الأرجح الدعم لمكاسب الدولار الأميركي ضمن أسبوع تداول محوري.

يعد تقرير الوظائف الأميركية المتوافرة خارج القطاع الزراعي المنتظر واجتماعات ثلاثة مصارف مركزية رئيسية بتوليد تذبذبات جمّة في الأيّام القادمة. مع ذلك، كان عدد من المصارف المركزية غير الرئيسية هو من أدّى الى بروز التحرّكات الأكبر في الأسواق المالية خلال أسبوع التداول الفائت.

أدّت الأزمة المصرفية الجديدة في الأرجنتين الى دبّ الذعر في نفوس المستثمرين في الأسواق الأخرى، ولقد لاحظنا عملات غير مرتبطة على الأرجح بها كالراند الجنوب أفريقي والروبل الروسي تتكبّد الخسائر مقابل الدولار الأميركي. عمد حكام مصارف الأسواق الناشئة الى رفع معدّلات الفائدة بشكل حادّ بهدف إحلال الإستقرار في عملاتهم، ولكن في بعض الحالات حدث العكس وسط خوف المستثمرين. الى أين يقودنا هذا الواقع؟

لا شيء في الأسواق المالية موجود في فراغ؛ إنّ المزيد من التوترات في السوق الناشئة من شأنه التأثير بكل سهولة على الدولار وفئات الأصول العالمية الأوسع نطاقًا. هذا وبالتالي سنرصد عن كثب ما إذا كانت أزواج مثل الدولار/الراند الجنوب أفريقي ستستقرّ في وجه المخاطر الحقيقية.

لم يتناول بنك الاحتياطي الفدرالي الإضطرابات التي تعاني منها السوق الناشئة وسط إعلانه عن تقليص عمليات شراء الأصول بقيمة 10 مليار دولار إضافية. بهذه الطريقة، أوضح بنك الاحتياطي الفدرالي أنّه غير قلق أزاء التذبذبات الحاصلة في السوق أو أزاء التقرير الضعيف للوظائف الأميركية الذي صدر في ديسمبر.بشكل عام، سيعزّز التقليص المستمرّ للتيسير من قبل الاحتياطي الفدرالي الدولار الأميركي مقابل نظرائه الرئيسيين.

ساهم القرار الأخير لمجلس الاحتياطي الفدرالي والبيان المرافق له في تبديد كمّ كبير من الغموض أزاء السياسة المستقبلية، ولكنّ التّجار سيرصدون مع ذلك عن كثب تقرير الوظائف الأميركية المتوافرة خارج القطاع الزراعي المنتظر صدوره يوم الجمعة بغية قياس فرضيّة اعتماد الاحتياطي الفدرالي المزيد من التشديد. تشير التوقعات الى تزايد الوظائف بشكل ملحوظ في يناير؛ تدلّ بيانات ديسمبر المخيّبة للآمال على إمكانية ارتداد عملية التوظيف في الشهر الأوّل من العام 2014. تجدر الإشارة الى أنّ قراءتين ضعيفتين متتاليتين ستزعزعان الثقة في الإنتعاش الاقتصادي الأميركي وفي الدولار الأميركي.

سيكون من الضروري معرفة ما إذا كانت ستبرز في الإجتماعات القادمة لبنك الاحتياطي الأسترالي والبنك المركزي الأوروبي وبنك انجلترا بعض المخاوف أزاء التبذبات الحاصلة في الأسواق. من المستبعد أن يتّخذ أي من المصارف الثلاثة المذكورة خطوات جديدة، ولكن ستولّد أي مفاجآت على صعيد السياسة أو التعليقات تحرّكات كبرى.

يبدو الدولار مستعدًا لإختبار ذروات جديدة مقابل نظرائه الرئيسيين وسط تشديد الاحتياطي الفدرالي سياسته وهيمنة التوترات في الأسواق. مع ذلك، يشير الأسبوع المحفوف بالمخاطر وتنامي التذبذبات في أسعار العملات الأجنبية الى إمكانية سلوك تحركات الأسعار مسارات معاكسة عدّة. ننصح التّجار بإبقاء الرافعة المالية متدنّية والسيطرة على المخاطر في خضمّ أسبوع محوري بالنسبة الى الأسواق المالية.