شهد الذهب والفضّة تصحيحًا هبوطيًا خلال الدورة المسائية بعد أن تقدّما عقب صدور قرار فائدة بنك الاحتياطي الفدرالي القاضي بتقليص برنامج شراء الأصول بقيمة 10 مليار دولار إضافية. كان هذا الحدّ من الحوافز متوقّع من قبل الخبراء الاقتصاديين ولم يكشف بيان السياسة النقاب عن أي تغييرات على صعيد إطار عمل عنصر التوجيه المستقبلي. في هذا الإطار، من الممكن أن يعكس التحرّك الصعودي الذي اختبرته المعادن الثمينة مشاعر الطمأنينة في أعتاب مرور الحدث المحفوف بالمخاطر.
حقّق النفط الخام المكاسب بعد أن أظهرت أرقام المخزونات الأسبوعية الصادرة عن وزارة الطاقة هبوط مخزونات المقطّرات وفق أكبر قدر لها في عشرة أسابيع. عزت وسائل الإعلام تدنّي مستويات المخزونات الى تنامي الطلبات على وقود التدفئة نتيجة الأحوال الجوّية الباردة المهيمنة. علاوة على ذلك، تجاهل الإتّجاه الصعودي اليومي اجتماع مجلس الاحتياطي الفدرالي: تراجعت عقود خام غرب تكساس الوسيط بعد أن عمد الاحتياطي الفدرالي الى تقليص الحوافز ولكنّها سرعان ما استأنفت تقدّمها السابق وسط تطابق النتائج مع التوقعات.
من المحتمل أن توفر أرقام الناتج المحلي الإجمالي الأميركي للفصل الرابع بعض الدلائل الإضافية على مسار الدولار الأميركي وتتمتّع بالتالي بتأثيرات على مناخ السلع. هذا وتشهد البيانات الاقتصادية الأميركية تدهورًا تدريجيًا مقارنة بالتوقعات في الأسابيع الأخيرة (وفقًا لسيتي غروب) ولا سيّما في ما يتعلّق بالقراءات المخيّبة للآمال لتقرير الوظائف الأميركية المتوافرة خارج القطاع الزراعي لشهر ديسمبر وطلبات السلع المعمّرة. من المرجّح بروز الأمر عينه على صعيد الناتج المحلي الإجمالي: من المحتمل تباطؤ معدّل النمو السنوي الى 3.2% من 4.1% في الفصل الثالث.
لم يدفع تباطؤ الإنتعاش الأميركي بنك الاحتياطي الفدرالي الى إبطاء وتيرة تقليص التيسير الكمّي، لذلك من المستبعد أن توفر أي قراءة تتطابق مع التقديرات محفزًا جديدًا لبائعي الدولار الأميركي. من جهة أخرى، ستعتبر أي مفاجأة صعودية بمثابة ابتعاد عن الديناميات السائدة في الآونة الأخيرة وقد تدفع الدولار الأميركي الى الإرتفاع. سيلقي سيناريو مماثل بثقله على المعادن الثمينة وسط تبدّد الطلبات على الأصول غير الورقية. في غضون ذلك، سيتقدّم النفط الخام في حال عزّز الأداء الأميركي الأفضل من المتوقّع شهية المخاطر.