هوى الدولار الأميركي على خلفية قرار بنك الاحتياطي الفدرالي

تراجع الدولار الأميركي مقابل اليورو وغيره من نظرائه الرئيسيين بعد أن خيّب بنك الاحتياطي الفدرالي آمال الذين تطلّعوا الى تقليص سياسات التيسير الكمّي ولكن هل هذا كافيًا لدفع الأخضر الى بلوغ قيع جديدة؟

كانت ردود فعل التّجار أزاء عدم التقليص واضحة للغاية: عمدوا الى بيع الدولار الأميركي وشراء الأسهم والسندات. جميع هذه الأسواق فعلت العكس تمامًا في مايو عندما أشار برنانكي للمرّة الأولى الى موضوع التقليص؛ في هذا الصدد، تبدو تحرّكات الأسعار التي برزت في الاونة الأخيرة منطقيّة للغاية. ولكن لماذا أخطأ الجميع الى هذا الحدّ ولماذا قرار بنك الاحتياطي الفدرالي هذا يعرّض الدولار الأميركي لمخاطر حقيقية؟

أوضح الاحتياطي الفدرالي أنّه يستهدف مستوى معيّن للبطالة قبل تقليص التيسير الكمّي، وبات جليًا للجميع حاليًا أنّه من الضروري أخذ هذا الشرط بعين الإعتبار. أخطأ معظم التّجار أزاء تقليص عمليات الشراء الشهرية بما أنّه كان يتوقّع على نطاق واسع أن يكون التحسّن الذي تختبره سوق العمل كافيًا لدفع المصرف المركزي الى التحرّك؛ ولكنّه لم يكن. يبلغ معدّل البطالة في الوقت الراهن 7.3% أي فوق هدف الاحتياطي الفدرالي المحدّد عند 7.0%، وسط تراجع التضخّم في الواقع.

سيكون الدولار الميركي والأسواق المالية الأوسع نطاقَا أكثر حساسية أزاء أرقام الوظائف الأميركية والتضخّم التي ستصدر في المستقبل أكثر من أي وقت مضى. في حال اختبرت تقارير الوظائف المتوافرة خارج القطاع الزراعي أو تضخّم مؤشر أسعار المستهلك أي مفاجأة مخيّبة للآمال، أصبحنا نرجّح انخفاض الدولار الأميركي.

إنّنا على بعد أسبوعين من صدور القراءة التالية لمعدّل البطالة المحلّية، ويشير التدهور الكبير الذي تشهده أسعار التذبذبات الى أنّ القليلين فقط يراهنون أو يتحوّطون ضدّ أي تحرّكات كبرى قبيل حلول الموعد المذكور. هل بإمكان الأخضر توسيع دائرة تراجعه أكثر؟

نلاحظ تماسك مؤشر الدولار داو جونز أف أكس سي أم على مقربة من الدعم عند المتوسط الحسابي لمئتي يوم، الذي يتزامن مع قيع تأرجحات رئيسية. الى أنّ نلحظ حدوث اختراق هبوطي رئيسي، ثمّة سببًا للإعتقاد بأنّ الأسواق قد تختبر فترة من التوطيد وتتداول ضمن نطاقات واسعة الى حين بدء الاحتياطي الفدرالي بالتقليص. في الواقع، نعتقد انّ تراجع الدولار الحالي يمثّل على الأرجح فرصة سانحة لدخول مواقع شراء زوج الدولار/ين والدولار/كندي.

ولكن ألا يدفع جمود الاحتياطي الفدرالي الأخضر الى تكبّد المزيد من الخسائر؟ ليس بالضرورة- كانت ردود فعل أسواق أخرى دراماتيكية للغاية، ولكن حتّى سندات الخزانة الأميركية ومؤشر S&P500 أخذت تخسر بعض المكاسب التي حققتها عقب صدور قرار مجلس الاحتياطي الفدرالي.

كان قرار بنك الاحتياطي الفدرالي غاية في الأهمّية، ولكنّ من غير الضروري أن يكون العنصر الذي يغيّر المعادلات القائمة. تتوقّع الأسواق في الوقت الراهن إمكانية بدء عملية التقليص في أكتوبر- بحسب نتائج البيانات الاقتصادية. وبحسب المعطيات المتوافرة، سنعرف عاجلاً أم آجلاً موعد بدء الاحتياطي الفدرالي بسحب الحوافز النقدية.

التوقعات جيّدة. نترقّب الآن صدور سلّة البيانات الاقتصادية التالية.