الدولار الأسترالي يخالف حالياً كل التوقعات ويتجاهل العوامل التي من الممكن أن تدفعه إلى الهبوط بعد أن استمر في الارتفاع لثلاثة جلسات متتالية ليصل إلى أعلى مستوياته في ستة أسابيع، مما يجله الحصان الأسود في سباق العملات هذا الأسبوع والذي استطاع الارتفاع في الوقت الذي عاد الجميع إلى الهبوط مجدداً.
ارتفع زوج الدولار الأسترالي مقابل الدولار الأمريكي اليوم ليسجل أعلى مستوياته عند 0.7342 بعد أن افتتح جلسة اليوم عند 0.7323 ليتداول حالياً عند 0.7330 وكان قد افتتح جلسة هذا الأسبوع عند المستوى 0.7180.
هناك 3 عوامل ساعدت على ارتفاع الدولار الأسترالي هذا الأسبوع رغم كونها في بعض الأحيان عوامل غير متوقعة وسنقوم بسردها في إيجاز خلال النقاط التالي:
العامل الأول هو قرار البنك المركزي الأسترالي بتثبيت السياسة النقدية والذي كان من المفترض أن يؤثر بشكل محايد على الدولار الأسترالي، ولكن ما حدث العكس فقد ارتفعت العملة الأسترالي بعد تثبيت أسعار الفائدة عند أدنى مستوياتها 2% نظراً لتزايد التوقعات بعدم لجوء البنك إلى خفض جديد في أسعار الفائدة خلال الفترة القادمة.
من جهة أخرى تقرير السياسة النقدية الذي صدر عن البنك المركزي الأسترالي أظهر تحسن في أداء القطاعات الغير تعدينية لتدعم التعافي في النمو الاقتصاد وهو ما يعني نجاح السياسة النقدية في تغيير اعتماد الاقتصاد على القطاع التعديني وحده.
العامل الثاني هي تحسن بيانات النمو عن الربع الثالث ليسجل الاقتصاد الأسترالي نمو بنسبة 0.9% من 0.2% وعلى المستوى السنوي سجل الاقتصاد نمو بنسبة 2.5% من 2%.
قوة النمو الاقتصادي جاء معتمدة بشكل أساسي على تراجع مستويات الدولار الأسترالي ومساعدته في تعويض ضعف الصادرات خلال الربع الثاني وزيادة القدرة التنافسية للصادرات الأسترالية في ظل تراجع الطلب العالمي ولاسيما من قبل الصين الشريك التجاري الأول.
العامل الثالث هو التصحيح الذي شهده الدولار الأمريكي بداية الأسبوع مقابل العملات الرئيسية قبل تقرير الوظائف الأمريكي الذي يصدر نهاية الأسبوع، وقد ساعد هذا التصحيح في تخفيف الضغط السلبي عن الدولار الأسترالي ليتكمن من الارتفاع والاستفادة من التوقعات الإيجابية عن السياسية النقدية.