من خلال الماضي ممكن أن نتوقع المستقبل ، نعم بهذه البساطة ، تماماً مثلما نشاهد النشرة الجوية ، فمقدم النشرة يتحدث باستمرار عن توقعات بهطول امطار تارة ، وتارة اخرى يتحدث عن عاصفة قادمة ، وكلها امور يتم وقوعها بصورة كبيرة ، ويعتمد عليها الملايين .
وفي أسواق البورصات العالمية ، وبغض النظر عن هوية هذه البورصة ، ستجد دائماً من يقوم بتوقع تحركات الاسعار العملات أو للسندات والاسهم المختلفة ، كذلك العملات الاجنبية .
في حين يشكك الكثيرون في امكانية توقع الحركة السعرية في البورصة او في امكانية معرفة المستقبل اصلاً ! للوهلة الاولى قد يكون الامر منطقياً ،بينما في الحقيقة الامر مختلف تماماً ، حتى ان معرفة المستقبل تتعلق بالماضي البعيد .
كيف يمكن معرفة ماذا سيحدث لسهم معين ، او ماذا سيصنع الدولار في نهار الغد ؟
إن الاسواق العالمية تتجاوب بصورة منطقية جداً مع التوقعات والتحليلات البيانية ، خاصتاً التحليلات على المدى الطويل ، فمعرفة ماذا سيحصل غدا هو عملياً معرفة ما الذي جرى في الامس واول الامس !
وإن الاسواق جميعها تنظر للماضي لمعرفة التوقعات المستقبلية ، فاي بقالة او متجر صغير ، يعلم حق العلم ان مواسم الاعياد تتطلب تجهيزات خاصة ، وشراء بضائع بصورة اكبر ، لان لان الطلب متوقع ان يزداد اكثر .
فخلاصة الموضوع بأن أي استثمار كان ، في اي مجال ، يعتمد على توقع حركة الاسعار ، الامر ليس حظاً طبعاً ، الامر منطقياً بل بديهياً .
على سبيل المثال ان الدولار الامريكي صنع هبوط قوياً الاسبوع الماضي ، وهذا الاسبوع ايضاً بداه بهبوط ، اذا ماذا نتعلم من هذه الحركة ؟ ماذا تتوقع ان يحدث غداً ؟ نعم ، غداً ايضاً من المتوقع ان يستمر الهبوط .
لنتفق أن التوقعات تعتمد بصورة كبيرة على الحركات السابقة ، والحديث يدور على استمرار الوتيرة السابقة ، والسير مع التيار ، وعدم التطلع للمفاجئات – بالرغم من وجودها - .
فرضاً ماذا لو علمت في النشرات الاخبارية ان دولة معينة مصدرة للنفط تهدد في ايقاف الانتاج النفطي ، او انها ستحتفظ بمخزون النفط لنفسها ، فبصورة تلقائية وباغلب الاحتمالات ، ان سعر النفط سيرتفع ، ببساطة لان الانتاج قل بينما الطلب لا يزال في نفس القيمة العددية .
مقولة شهيرة ، علمنا اياها التاريخ ، "التاريخ يعيد نفسه "، فموازين القوى في العالم في تغير مستمر ، فعندما تكون الذروة فلا محال من الهبوط . كذلك في البورصات فحتى التحركات القياسية ، تنعكس بعد وصولها للمناطق القصوى .