قد تكون العملة المحلية لكل دولة واحدةً من الأصول السياسية قبل أن تكون اقتصادية . واذا كان كل بلد في العالم معروف بعملته الا أن العملة المحلية قد لا تعبّر حقيقةً عن قوة اقتصاد البلد او ضعفه. الدولار الأمريكي بالمحصلة ’ العملة الرئيسية الأكبر في العالم من ناحية التداولات والاحتياطيات للبنوك المركزية تراجع بنسبة تقارب 9% العام الفائت 2017 ’ بينما كان اقتصاد الولايات المتحدة الأمريكية يحقق أداءً جيداً هو الأفضل بعد سنوات الأزمة المالية العالمية في الوقت الذي حققت فيه مؤشرات الأسهم الأمريكية مكاسب قياسية . لا أحد يريد عملةً قوية تضعف صادرات البلد ’ وتجعل من تحقيق مستويات التضخم المستهدف أمراً صعباً وتضعف من قدرة البنك المركزي على المناورة في أسعار الصرف , هذا ما فعله الفيدرالي الأمريكي وبنك الشعب الصيني وكذلك المركزي الياباني . لكن السؤال لمن ستكون الغلبة؟
حقق اليورو ’ مكاسب قياسية خلال العام الفائت مرتفعاً بنسبة 14% مقابل الدولار الأمريكي ( من 1.0610$ الى 1.2501$ ) . لن يكون البنك المركزي الأوربي سعيداً بهذا الارتفاع السريع ووصول اليورو الى مستويات 1.25$ ( أعلى مستويات منذ ديسمبر / كانون الأول 2014 ) بأسرع من التوقعات ’ ولكن قوة اليورو هنا تعكس ثقةً متزايدة باقتصاد المنطقة الأوربية وارتفاع الأرقام الاقتصادية تدريجياً ووصول التضخم الى مستويات 1% بعد أن كان بمستويات أقل بكثير قبل عامين من الآن . السياسة النقدية التسهيلية للمركزي الأوربي لن تنتهي الآن ’ وليس ربما قبل نهاية العام الجاري ’ آخذين بعين الاعتبار التحديات السياسية وقوة اليورو السريعة . على الرغم من أن أرقام منطقة اليورو لم تكن قوية خلال الشهر الفائت ( مبيعات التجزئة ’ التصنيع ومؤشر الخدمات ) الا أننا نعتقد بقوة اليورو أنها ستستمر ’ وقد نرى مستويات 1.25$ قريباً جداً مرةً أخرى . قد لا تكون التقلبات قوية كما كانت خلال العام الفائت لكن الاتجاه العام يبقى ايجابياً لليورو .