مئات التوصيات والتحليلات التي ترسل كل يوم للمضاربين والمتداولين على حد سواء ’ مَن الأهم أو الأذكى ’ من هو المصيب أو الأقدر على تحقيق الأرباح , كل هذا لايهم , لأنه في نهاية اليوم هناك سؤال هو الأساس ’ هل حققت أرباحاً أو لا ’ واذا لم تحقق أرباحاً هل خسرت أو أنك لم تتداول أصلاً ؟
من المهم القول ’ لايوجد انسان منطقي في هذا العالم يجب أن يدعي معرفته المطلقة بتحركات الأسواق ’ لكن لابد أيضاً من القول أن هناك عاملين مهمين للتحكم بآلية التداول ككل ’ وخاصةً في أسواق العملات والسلع ’و هما الخوف والطمع !
عوامل بشرية وليست اقتصادية ’ فالأسواق تبقى كما هي سواءً ارتفعت السيولة أم تراجعت التقلبات . تختلف مابين سوق العملات السريع وبين أسواق الأسهم التي يكون الهدف فيها طويل الأجل اضافةً الى عوامل آخرى .
أشرنا في المقالات السابقة الى الذهب ’ وسنعطي هنا مثالاً واقعياً . قبل يومين قلنا أن هناك فرصة جيدة للذهب وكان عن 1332$ للأونصة ’ ارتفع يوم أمس بقوة ليصل الى مستويات 1365$ وهو الأعلى منذ آب 2016 , ثم عاد للتراجع مجدداً بسرعة الى مستويات 1349$ للأونصة الواحدة . وحقيقةً لايمكن اجبار أي متداول على اغلاق صفقاته , لكن يمكن أن نقول أن الربح المنطقي يحدده المتداول والمستثمر لوحده دون انتظار أوهام السراب أحياناً ! الذي قام بالشراء مثلاً عند مستويات 1330$ للأونصة ’ لايمكنه أن يتجاهل حقيقةً أن 35$ كمكاسب للأونصة تعتبر جداً منطقية آخذين بعين الاعتبار مستويات التذبذب الضعيف أحياناً ورأس المال وبالتالي الصفقات المفتوحة ومستويات الهامش المسموحة.
لاتخف من أن يتغير اتجاه السوق ’ كما يجب ألا يكون المتداول طماعاً بربح غير منطقي ينتظره فيخسر المكاسب والوقت . لعبة غير سهلة لكن أعتقد أنها القدرة على ضبط العوامل البشرية أكثر من كونها تقلبات يومية .
وهنا الرسم البياني للذهب لآخر يومين .