تبدو قصة الين الياباني ممتعة فعلاً . يعتقد الكثير أن الفيدرالي الأمريكي هو من بدأ عمليات التيسير الكمية وشراء الأصول بعد الأزمة المالية العالمية 2008 , ولكن الحقيقة أن البنك المركزي الياباني هو من بدأها وقبل عقدين من الزمن . قد يكون الموضوع متشعباً لكن دعونا نبسط التفاصيل. لاأحد يرغب بعملة قوية كما قلنا سابقاً ’ في هذا العالم الذي يتحرك بالعولمة واتفاقيات منظمة التجارة العالمية وتوسع الرأسمالية ’ تبقى العملة الضعيفة أداة ’وهي أداة مطلوبة من البنوك المركزية حتى لو لم تعترف بذلك البنوك المركزية.
نعتقد بأن العوائد على سندات الخزينة الأمريكية لن ترتفع بقوة ’ وصلت حالياً الى مستويات 2.82% لسندات العشر سنوات ’ بيد أن الفيدرالي لن يكون مستعجلاً برفع الفائدة محافظاً على السياسة المتكيفة حالياً دون أن يغامر بصدم الاقتصاد . كما أن الفائدة الأمريكية مرتبطة بتوقعات التضخم الذي وصل تقريباً الى 2% وهو هدف الفيدرالي المحدد سابقاً . هذا يعني أن الفيدرالي سيستمر برفع الفائدة ولكن ببطئ محاولاً أن يحافظ على تضخم معقول ودولار أمريكي مستقر ومبيعات تجزئة استهلاكية قوية في اقتصاد يشكل فيه الاستهلاك 70% من حجم الناتج المحلي الاجمالي .
أما بالنسبة لبنك اليابان ’ فسوف يكون الأخير بين البنوك المركزية الكبرى من يرفع الفائدة التي هي حالياً عند مستويات سلبية-0.10% وهذا ما سيعطي مزيداً من الزخم بشراء الين من قبل المضاربين وصناديق التقاعد اليابانية التي تعتبر الأكبر في العالم . يتداول الدولار مقابل الين عند 107.25 ين حالياً ’ ولكن قد تكون هذه المستويات قريبة جداً من أن تتغير في الفترة القادمة لصالح قوة أكثر للين. لنتابع التطورات ..
نرحب بجميع التعليقات والمشاركات سواءً من خلال هذا الموقع أو حساباتنا على تويتر وقناة تيليجرام التي نرسل فيها يومياً تحديثات ورسائل صوتية .
شكراً جزيلاً