يستمر الدولار في الانخفاض لليوم الثاني على التوالي، وذلك بعد توجيه الرئيس ترامب اتهامات لكلا من روسيا والصين بأن التلاعب بقيمة اليوان والروبل. ويجدر بنا أن نضع في الاعتبار أن ترامب بدأ حرب تجارة مع هاتين الدولتين، مع تصاعد احتمالية الدخول في مواجهات عسكرية مع روسيا، بعد الهجمات الجوية التي شنها على سوريا.
يشغل فيراج باتيل منصب استراتيجي عملة في مجموعة إن إن (NYSE:إي إن خي)في لندن. يصف باتيل اتهامات ترامب بأنها "إشارة أخرى من الإدارة حول رغبتها في دولار أضعف، خاصة في مواجهة أكبر الشركاء التجاريين للبلاد." ويتنبأ باتيل بأن "التوقعات بضعف الدولار تظل قوية في السوق، خاصة في إذا استمرت الإدارة في التركيز على سياسات المذهب التجاري."
يشير باتيل إلى بيان الرئيس دونالد تراب الذي أدلى به في مقابلة مع صحيفة وول ستريت جورنال في 17 يناير من العام 2017، بأن الدولار "القوي جدا، سيتسبب في هلاكنا." في أعقاب تلك التصريحات، كرر مرشح الرئيس لمنصب وزير الخزانة ستيفين منوتشين مؤكدا تلك العبارات لأعضاء مجلس الشيوخ، وهم على وشك تأكيد ترشيحه. يضاف لذلك التزام منوتشين بتلك اللهجة الخطابية.
وفي مطلع العام الجاري، كرر منوتشين نفس التصريحات بشأن الدولار الأضعف، وقدرة قصيرة المدى على إفادة الولايات المتحدة. ودفعت تلك التصريحات سوق الأوراق المالية (الفوركس) للجنون.
وشكل مؤشر الدولار نموذج مثلث صاعد، بفعل عملية شد الحبل ما بين العرض والطلب، وبذلك تأكد تقدم الثيران (المضاربون على الصعود) على الدببة (المضاربين على الهبوط). وبدأ الثيران عمليات الشراء في منتصف فبراير، عند مستويات 88.00، واظهروا في أواخر مارس رغبتهم في الاستثمار عند مستويات 89.00. لكنهم، أبدوا الرغبة في البيع فوق مستوى 90.50 منذ بداية فبراير.
يمنح نموذج المثلث الصاعد رؤية منتعشة، فلو صمد النموذج، سيقوم المشترون بابتلاع كافة المعروض عند تلك المستويات، ويتطلب المزايدة على الدولار لاستمرار عمليات الشراء.
إضافة، نرى بأن انخفاض اليوم أحدث اختراق للحد الأقل من النموذج، ولكنها يقف فوقه الآن، مشكلا معدل مخاطرة-مكافأة مثالي للدخول في مراكز طويلة.
بيد أنه يوجد إشارات تشاؤم، تدل على أن السوق ربما ليس مستعدا بعد. اخترق السعر يوم الخميس المتوسط المتحرك لـ 50 يوم، لأسفل، وأغلق تحته. وكرر نفس الأمر يوم الجمعة.
وانخفض السعر أمس بنسبة 0.45% أسفل مستوى المقاومة، وأغلق في قاع الجلسة. ويعطي كل من مؤشر القوة النسبية وماكد إشارات بيع. فبالنسبة لماكد: مر المتوسط المتحرك القصير أسفل المتوسط المتحرك الطويل، موضحا أن الأسعار الآن أقل من الأسعار السابقة. ووقع مؤشر القوة النسبية أسفل المثلث الصاعد الخاص به، والزخم حول تحرك السعر هذا يقترح أن السعر ربما يهبط لأسفل قاعدة النموذج هو الآخر.
استراتيجيات التداول:
الاستراتيجية المحافظة: ينتظرون اختراق حاسم بنسبة 3.00%، وإغلاق أعلى النموذج، ومؤشر لقاع. ومن ثم سينتظرون حركة عودة لإعادة اختبار صلابة النموذج، عن طريق شمعة خضراء واحدة يلتهم جسدها الحقيقي الجسد الحقيقي للشمعة الحمراء السابقة. كافة تلك الإشارات تدل أن السعر استكمل قاع.
الاستراتيجية المعتدلة: يرتضون اختراق 2.00%. وربما ينتظرون حركة عودة للدخول من أفضل موقع، ولكن ليس للتحقق من الدعم.
الاستراتيجية العنيفة: يدخلون مراكز طويلة فورا، مع وقف خسارة أسفل انخفاض اليوم. وجود السعر ثابتا أسفل قاع النموذج يزود بمعدل خطر إلى مكافأة استثنائي، حتى لو كان مجرد 90.50 قمة النموذج. هذا وبينما ينتظر المتداولون الصبورون اختراق لأعلى، وعندها سيزيدون الأرباح 3 أمثال، وهما بذلك يخاطرون ببعض الأرباح المتوفرة حاليا بالطبع.