لطالما تساءل الكثير من المتابعين والمهتمين , من الذي يقف وراء القرارات الكبرى والاتفاقيات الهامة على مستوى العالم سياسياً واقتصادياً ؟ والحقيقة أن الاقتصاد لطالما لعب دوراً هاماً ومحورياً في صياغة أي قرار , اتفاقيات تجارية , معاهدات صداقة وتبادل تجاري وحتى موضوع الضرائب على الواردات ومعضلة الرسوم التجارية بين الدول المشتعلة حالياً والتي لايبدو أن النتيجة قد تكون سارةً للكثيرين. في نفس الوقت, عندما تتدخل السياسة على مستوى عالي, تستجيب الأسواق سلباً أو ايجاباً وقد لاتكون هذه القرارات السياسية مرتبطة بأجندة اقتصادية في الوقت الراهن. حقيقةً , علينا أن ننظر نظرة شمولية ونأخذ العديد من المعايير في تحديد عمليات الشراء أو البيع وفقاً لهذه الفرضية. الجدل السياسي والتهديدات بين كوريا الشمالية من جهة , والولايات المتحدة وكوريا الجنوبية من جهة أخرى كان لها تأثير سلبي في مرحلة ما على الرغبة في المخاطرة وكذلك على تراجع مستويات مؤشرات الأسهم الآسيوية وارتفاع الذهب في مرحلة ما , بينما يبدو أن ارتفاع الأسواق الآسيوية اليوم يشكل انعكاساً للايجابية بعقد القمة الأمريكية - الكورية الشمالية يوم غد الثلاثاء في سينغافورة. هكذا سيناريو سيعزز من مكاسب الأسهم الآسيوية (نيكي الياباني,هانج سينج وكذلك كوسبي الكوري جنوبي).قد يعزز الدولار الأمريكي من مكاسبه مقابل الين ( حالياً عند مستويات 109.78 ين ) قبل أن يجتمع الفيدرالي يوم الأربعاء القادم , اضافةً الى أننا لانريد أن نبالغ في تأثير هذه القمة المرتقبة على الأسواق آخذين بعين الاعتبار هشاشة الموقف السياسي لترامب أولاً , وقراءة الأسواق لاجتماع الفيدرالي الأمريكي يوم الأربعاء والتي قد يرفع الفائدة بربع نقطة مئوية لتصل الى 2% ( 1.75% حالياً ). دون الدخول في تفاصيل فنية , يبدو أن زخم الأسواق يعزز من قوة الدولار الأمريكي حالياً , دولار أمريكي / ين هو الزوج الأكثر تأثراً بهكذا سيناريوهات . كما أن أزواج الين الأخرى مقابل اليورو والاسترليني أيضاً تشكل فرصة جيدةً خاصةً اذا بقيت مؤشرات الأسهم الآسيوية مرتفعةً.