على ايقاع اعادة تفعيل العقوبات الأمريكية على ايران , يبدو أن الادارة الأمريكية تحارب على كافة الجبهات الاقتصادية على الأقل . من خلافها مع كندا بشأن النافتا,الى عدم اتفاقها مع الأوربيين بشأن العقوبات على ايران ووصولاً أخيراً الى شرق العالم وصراعها القديم - الجديد مع الصين .ويبدو حقيقةً أن المؤشرات الأمريكية لم تتأثر كثيراً في الوقت الذي منيت فيه المؤشرات الصينية بخسائرقاسية خلال الأسابيع الماضية, ولكن من هو المتضرر الأكبر هنا تكمن المشكلة ؟
باعتقادنا لا أحد سيكون رابحاً بمنطق الخسارة والربح من حرب تجارية قد تؤدي الى تضرر كبير لحركة التجارة العالمية ورفع مستويات التضخم غير الحقيقي الذي لا يعبر عن نمو مستدام . الصين ستتضرر ولا شك لأن أمريكا هي السوق الأكبر لمنتجاتها التي تصل قيمتها سنوياً الى 500$ مليار , بينما لن يقدم ترامب تنازلات بهكذا سيناريو حيث يمر الاقتصاد الأمريكي بواحد من أفضل حالاته خلال العقدين الأخيرين . لانعتقد أن الصين ستتوقف عن التدخل في سعر صرف اليوان طالما أن ترامب وادارته يتبعان هكذا سياسة عدائية براجماتية لايبدو أنها منسجمة مع طريقة التفكير الصينية . الدولار الأمريكي / يوان حالياً عند مستويات 6.8980 يوان بينما كان قد وصل الى 6.90 يوان في بداية الشهر الحالي وهي أدنى مستويات اليوان منذ أيار 2017 . فنياً , تبدو هذه المستويات مقاومة جداً مهمة قبل أن تصل الى مستويات 7 يوان , وهي بذلك ستكون أدنى مستويات اليوان منذ أكثر من عشرين عاماً . قد لاتفيد المستويات الفنية مع هذه العملة معتمدةً أكثر على السياسة والتغييرات الاقتصادية في قرارات بنك الشعب الصيني . مايجري حالياً يجعلنا نعتقد أن كل هذه أدوات قبل أن يجلس الطرفين مجدداً الى طاولة المفاوضات التجارية البراجماتية وعندها قد يستطيع ترامب الحصول على بعض التنازلات الصينية بشأن سعر صرف اليوان .
بالتوازي مع هذا الزوج ( دولار - يوان ) يبدو أن زوج العملات الرئيسي دولار / ين يتماشى مع نفس الاتجاه كما يوضح المخطط البياني . هذه نقطة مهمة يمكن البناء عليها خاصةً بعد أن وصل الدولار الأمريكي/ ين الى مستويات 111.45 ين حالياً مع اعتقادنا أن التغيير الطفيف بعوائد سندات الحكومة اليابانية وسياسة بنك اليابان ستجعل الين أكثر ارتفاعاً ولكن ببطئ, وهذا ربما ما يفسر عدم ارتفاع الين بقوة على الرغم من الحرب التجارية الدائرة في شرق آسيا .