الذهب عانى هذا العام مع إنخفاض المعدن الثمين بحوالي 11٪ تقريباً من أعلى مستوى له هذا العام حيث أثرت قوة الدولار على الأسعار, وهذا بسبب تفضيل المستثمرين للدولار على السبائك كملاذ آمن. حيث تجاوز المستثمرون الذهب في البحث عن الملاذات وأختاروا بدلاً من ذلك العملة الخضراء الدولار أو الين أو سندات الخزانة.
كما أثار النمو القوي في الولايات المتحدة تكهنات بأن صانعي السياسة قد يحتاجون إلى زيادة تكاليف الإقتراض بوتيرة أسرع مما يزيد من إنخفاض الطلب على المعدن الذي لا يحمل فائدة.
ووفقاً للبيانات الصادرة عن لجنة تجارة السلع الآجلة الأمريكية الصادرة يوم الجمعة حافظت صناديق التحوط بالرهان على بيع الذهب حتى عندما بدأت الأسعار في الإرتفاع. بعد تعزيز مديري الأموال مركزهم الصافي القصير على المعدن للأسبوع الخامس على التوالي, وتجاوز الرهان على إنخفاض الذهب عدد المراهنات على مكاسب الأسعار من خلال 78579 عقداً في الأسبوع المنتهي في 21 أغسطس.
بهذا قد أعطى ذلك سوق المعادن الثمينة ضربة ضرورية بعد أيام من قيام مديري الأموال بتعزيز مراكز البيع على الذهب إلى رقم قياسي للأسبوع الخامس على التوالي.
يوم الجمعة سجل الذهب أكبر إرتفاع أسبوعي له في خمسة أشهر منذ مارس وسط حرب تجارية طويلة الأمد بين الولايات المتحدة والصين وبعد خطاب رئيس مجلس الإحتياطي الفيدرالي جيروم باول الذي أشار إلى أن صانعي السياسة ملتزمين بالزيادات التدريجية في سعر الفائدة.
أغلقت عقود الذهب الآجلة تسليم ديسمبر للأسبوع بإرتفاع 2.5% عند 1213.30 دولار للأونصة, وهو أكبر مكسب أسبوعي لعقد أكثر نشاطاً منذ 23 مارس.
حيث يرى المستثمرين أنه يدعم رؤية صناع السياسة من محضر إجتماع اللجنة الفدرالية للسوق المفتوحة من إجتماع أغسطس هذا الرأي بأن النمو الإقتصادي الممتاز في الربع الثاني يعود إلى عوامل مؤقتة. مصرحين إن النمو سوف يتباطأ في النصف الثاني من العام, وهذا يتفق مع توقعات للنمو إلى معتدلة عند 2.8 ٪ تقريباً في النصف الأخير من عام 2018.
إضافة إلى تراجع الدولار عودة عدم اليقين الذي يساعد على تعزيز جاذبية الإستثمار في الذهب, وهي الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين التي تستعد للتصعيد بعد أن فشل التفاهم في إحراز تقدم في يومين من المحادثات.
مما أخاب آمال المستثمرون الذين كانوا يأملون في التوصل إلى حل تجاري عالمي بعد إنتهاء المحادثات الأمريكية مع الصين بزيادة إحتمال أن تتصاعد الرسوم الجمركية, وهذا يلقي بظلاله على مستقبل النمو العالمي.
بينما يتطلع المستثمرين لمحدثات نافتا هذا الأسبوع بما يخص منطقة التجارة الحرة لأمريكا الشمالية ما بين الولايات المتحدة والمكسيك وكندا إذا ما سيكون هناك تقدم بالمناقشات بينهم. أيضاً من المحتمل أن تتراجع القراءة الثانية للناتج المحلي الإجمالي في الربع الثاني من أول تقدير لها بنسبة 4.1٪. تشير أيضاً التقديرات مستويات هبوطية للإستثمارات السكنية, وذلك بعد ضعف بناء المساكن الجديدة عن مما كان متوقع في يونيو. وفي إستطلاع لوكالة بلومبرج للمتداولون والمحللون أظهر تحسن شهية المستثمرين للذهب أخيراً نحو أفضل مستوى منذ يونيو. حيث تعليقات رئيس الفيدرالي جيروم باول يوم الجمعة شجعت الثيران بعد هبوط المعدن الثمين إلى أدنى مستوى له في 19 شهر في منتصف أغسطس.
وينتقل التركيز الآن إلى سياسة البنك الإحتياطي الفدرالي حيث يتشبث متداولين السندات بالمراهنات لرفع سعر الفائدة بحلول نهاية العام. حيث أنهم يشجعون الإضطرابات في الأسواق الناشئة وإستمرار التوترات التجارية ورؤية الرئيس الأمريكي الذي دفع بأفكار السياسة العامة بشكل علني إلى البنك الفدرالي.
ليعزز رئيس الفدرالي جيروم باول التوقعات برفع سعر الفائدة مرة أخرى في سبتمبر, وأبقى فرص حدوث رفع آخر في ديسمبر ما يزيد على 60% تقريباً. يتوقع المستثمرون زيادة 25 نقطة أساس أخرى من البنك الفدرالي في إجتماعهم الشهر المقبل, ومن شأن ذلك أن يرفع النطاق المستهدف لمعدل الإقراض إلى 2.25%.
النظرة الفنية
توقعنا في مقالتنا (الذهب والقاع المحورية) مع بدايات شهر يوليو الماضي على مدونة شركة أوربكس. أن يشهد الذهب المزيد من الضغط التراجعي إذا ما نجح بالتداول ما دون 1238 لينجح بذلك بإستهداف وإختراق مستوى الدعم المتوقع عند 1180 دولار للأونصة, وليستمر بالهبوط نحو مستوى 1160 تقريباً. حالياً يعود الذهب ليشهد بعض الزخم التصاعدي, ولكن ما زال ضمن نطاق هابط على المدى الطويل. قد يواجه الذهب مستوى مقاومة أولية عند مستوى 1217 قمة 10 أغسطس, وإذا نجح بإختراقها يعزز بالسعر لإستهداف 1227.6 متوسط متحرك 50 يوم. ثم مستوى المقاومة عند مستوى 1245 تقريباً بالقرب من مستوى 50.0% فوبناتشي, وهي نقطة محورية للمقاومة على عودة إيجابية الذهب على المدى الطويل أو إرتداده وفقدان هذا الزخم.
بينما إذا ما عاد وفقد بريقه المعدن الثمين قد يواجه مستويات دعم أولية عند 1195 كما هو موضح على الرسم البياني حيث مازال يحافظ على تداولاته أعلاها. إذا ما أخترقها قد يواجه مستوى 1183 قاع الأسبوع الماضي, وأي تداول يومي ما دون مستوى 1180 قد يضع الذهب تحت الضغط للعودة لمستويات 1160 ومن ثم 1146 قاع عام 2017.
تويتر: Abdelhamid_TnT@