اتفاق المكسيك يرفع أسعار الذرة، والماشية ولكن بعض السلع تتراجع بسبب الأزمة مع كندا

قفزت أسعار السلع الزراعية أمس، وطال الارتفاع: والماشية، والذرة، ويعزى ذلك الارتفاع إلى الاتفاقية التجارية التي أبرمتها الولايات المتحدة مع المكسيك، الهادفة إلى إعادة كتابة نافتا، ولكن بالنسبة لسوق السلع ككل، من المحتمل أن يعاني لحين وصول الولايات المتحدة والصين إلى حل للحرب التجارية بينهما.

تعد اتفاقية التجارة الحرة بين الولايات المتحدة والمكسيك، المبرمة يوم الاثنين، اسم جديد لاتفاقية التجارة الحرة في شمال أمريكا، بيد أنها تحتوي على اتفاقات جديدة بين الدولتين في أمور مثل: الاقتصاد الرقمي، والسيارات، والزراعة، والاتحادات العمالية، ولكنها تحتفظ بجوهر نافتا، والتي تسمح بأن تعمل شركات الولايات المتحدة في المكسيك بلا تعريفات. السؤال المطروح هنا هو: هل الاتفاق الثنائي يمكن أن يصبح ثلاثيًا وتنضم إليهم كندا. هدد رئيس الولايات المتحدة، دونالد ترامب، بأن تظل كندا خارج الاتفاق، كما سيفرض عليهم تعريفات على السيارات، إذا لم ينضموا للمفاوضات العادلة.

أمّا بالنسبة للسلع، سيكون من الجيد والمفيد أن تبرم واشنطن اتفاقًا مع أوتاوا، والتي فرضت 12.5 مليار دولار من التعريفات على البضائع الأمريكية، ومنها: الصلب، والتوفي، وشراب القيقب، وحبوب البن، ومربى الفراولة، كرد على تهديدات ترامب بالخروج من نافتا. ومن جانب الولايات المتحدة، فرضت تعريفات 25% على الصلب، و20% على الألومنيوم، و10% على الألومنيوم المستورد من كندا.

ولكن من المهم أن تتمكن الولايات المتحدة من التحالف مع كندا، لحل أزمة الحرب التجارية مع الصين، والتي ازداد سوئها الأسبوع الماضي، بفرض البلدين تعريفات إضافية بنسبة 25% على الواردات. بدأت المعركة التجارية في شهر يناير، وتصاعدت الشهر الماضي، عندما وافقت كل جهة على فرض تعريفات ضد الأخرى مقدارها 34 مليار دولار.

وفرضت الصين تعريفات 60 مليار دولار على البضائع الأمريكية، ومنها الغاز الطبيعي المسيل، والطائرات، وللرد على تلك التعريفات فرضت الولايات المتحدة تعريفات 200 مليار دولار على الواردات الصينية. وتعد تلك إشارة خطيرة على الرغم مع عدم وجود تناسب بين التعريفات التي تفرضها الصين بالدولارات، وكذلك النسبة المئوية. فتصل التعريفات الصينية على لحم الخنازير، على سبيل المثال، إلى 70%.

وصرح ترامب يوم الاثنين قائلًا: "هذا ليس وقتًا مناسبًا للحديث،" حول اتفاقية تجارية مع الصين.

صعود، أم مزيد من التقلب؟

يقول محللو السلع في الولايات المتحدة، أنه بدون اتفاقية مع الصين وكندا، لن تتمكن الأسعار من الصعود لأعلى بكامل قوتها، بسبب حالة الطلب المشكوك فيها في اثنين من أكبر أسواق الولايات المتحدة. يعتقد البعض أن سوق السلع يمكنه أن يصعد بحماس الآن، لأن الجزء الأول من أحجية التجارة وُضع في مكانه الصحيح. وأيضًا، يوجد هناك تنبؤات بأن ترامب سيكون حاسمًا لينفذ وعوده، ويصل إلى أفضل اتفاق للولايات المتحدة، وربما تظل الأسعار مرتفعة على ذلك الأمل خلال الأيام القليلة القادمة.

ولكن يشعر البعض الآخر أنه إذا لم تبدي كلًا من أوتاوا والصين رغبتيهما في إبرام اتفاقيات مع واشنطن، ربما تهبط الأسعار في عطلة نهاية الأسبوع، ويتأهب السوق لمزيد من التقلب. ويقول ستيف بلات: "من وجهة نظرنا كمتداولين ونحو ذلك، يمنحنا ذلك الكثير من عدم اليقين حول تراجع الأفراد عن الاندماج في السوق، لأنك لا تعلم ما ستسمعه من يوم لآخر،" بلات استراتيجي عقود آجلة في Archer Financials في شيكاغو، ومشارك نشط في سوق السلع لفترة تزيد عن 40 سنة. "يمنحوك التفاؤل يومًا بوجود اتفاقية تجارة، ولكن تحصل على التشاؤم اليوم التالي."

ويتفق آدم سرحان، مؤسس والمدير التنفيذي لـ 50Park Investments، في نيويورك. يقول سرحان: "في هذه المرحلة، تأثير الولايات المتحدة على السلع المتداول وفق الاتفاقية المسماة اتفاقية التداول الحر بين الولايات المتحدة والمكسيك، يعد تأثيرًا يمكن تجاهله." "لا يؤثر الاتفاق نفسه على المعادن الخام تأثيرًا جوهريًا. فلو كان له التأثير، كنا سنرى حركة صاعدة في السوق يوم الاثنين."

كانت الخنازير المتداولة على بورصة شيكاغو التجارية الرابح الأكبر في الجلسة الماضية، وارتفعت تقريبًا 6%، بعد إعلان اتفاقية التجارة يوم الاثنين، لأنه تخلصت من التعريفات المكسيكية ذات 20% على لحوم الخنازير الأمريكية.

وكان الذرة هو الآخر أحد أكبر المستفيدين من الاتفاقية، فاستقر بارتفاع 3.5%، والماشية الحية ارتفعت 2%. ارتفعت الماشية مع ارتفاع الخنازير في الأسابيع الماضية، لأن المتداولين يرون أن نوعي اللحوم هذين مصادر بديلة للبروتين. ويعد الذرة واحد من أهم الواردات المكسيكية من الولايات المتحدة، فهو طعام للبقر، وغيرهم من الماشية، وكانت المكسيك تدرس احتمالية فرض تعريفات على الحبوب الكاملة، لتواجه بها التعريفات الضخمة التي فرضتها المكسيك على الصلب والألومنيوم.

سلع قليلة ترتفع

بينما ارتفعت سلع قليلة، حازت الكثير من السلع على أرباح محدودة، والبعض الآخر منها هبط.

وصل فول الصويا على بورصة شيكاغو إلى منخفضات 6 أسابيع، واستقر بانخفاض 1.0% تقريبًا، وما زال عليه ضغط من التعريفات 25% التي فرضتها الصين على الولايات المتحدة. وعلى مدار العام هبط فول الصويا 12%.

يقول دان هيوبر: "ما زالت مخاطر المحاصيل الضخمة، والآثار السلبية للحرب التجارية، تلقي بظلال ثقيلة من عدم اليقين، حتى لو تحسن المستقبل قليلًا،" يعمل هيوبر في The Center for Agriculture في إيلينوي، وكتب ذلك في مذكرة عن فول الصويا يوم الاثنين.

ربح النحاس على بورصة شيكاغو نيويورك للمعادن 0.2%. ولكن على مدار العام، ما زال منخفضًا بنسبة 17%، مع استهداف كندا هذه السلعة بتعريفات 25%، واستوردت كندا 70,000 طن السنة الماضية.

ارتفع خام غرب تكساس الوسيط، المتداول على بورصة نيويورك التجارية 0.4%. ويعتقد بريان باتل في تصريح لبلومبرغ أن خام غرب تكساس الوسيط سيصل إلى 70 دولار للبرميل، إذا وصلت الولايات المتحدة والصين إلى اتفاق، "على الرغم من تعقيد جانب العرض... بسبب النفط الإيراني، وأيضًا كيف سينتج الروس إذا رغبوا في البقاء مع الأوبك،" باتل مدير في Performance Trust Capital Partners.