قد يكون العنوان غريباً , على الرغم من أن أرقام الوظائف الأمريكية لم تصدر بعد للشهر الفائت (آب 2018)؟ والحق يقال أننا نعتقد أن أرقام الوظائف الأمريكية وبغض النظر عن قوتها أو ضعفها لن تغير في الاتجاه العام للسوق أو تقلبات الكثير من العملات. قد يكون لدينا عدة فرضيات بناءً على الأرقام السابقة أن أرقام الوظائف قد تكون جيدة ولكن هذا ليس باعتقادنا التحدي الأكبر.لن تغير أرقام الوظائف الأمريكية اليوم من الاتجاه العام للسوق ’ بمعنى حتى لو كانت سيئة فان تراجع الدولار الأمريكي قد يحدث ولكن لن يكون تغييراً جذرياً في النظرة العامة لأداء الاقتصاد الأمريكي , أرقام شهر واحد ليست كافية.
السيناريو الأول , ستكون الأرقام ممتازةً , التوقعات تشير الى 191 ألف وظيفة أفضل من السابق عند 157 ألف وظيفة . هذا السيناريو سيعزز من قوة الدولارا لأمريكي الحالية , وسيمنى الذهب واليورو بخسائر ولكن لن تكون قاسية حسب اعتقادنا . هذا المسار القوي للدولار الأمريكي هو نتيجة الكثير من العوامل الاقتصادية والسياسة النقدية المستمرة في السنوات الأخيرة وبالتالي شهر واحد هو مجرد رقم.
السيناريو الثاني , ستكون أرقام الوظائف الأمريكية أقل من التوقعات , عندها سيحقق اليورو مكاسب وكذلك الاسترليني بالتوازي مع تراجع العوائد الأمريكية . العوائد على السندات الأمريكية ستكون هي المعيار الأكثر دقة لأنها تقرأ المخاطر بسرعة أكبر وخاصة للعوائد على السنتين والعشر سنوات .
السيناريو الثالث , قد لا تتغير الأرقام كثيراً وعندها سيتراجع أيضاً الدولار الأمريكي لأن الأسواق تقراً هكذا أرقام بطريقة سلبية وليست ايجابية من جهة أن نمو قطاع التوظيف ليس قوياً , عندها قد نرى مكاسب بسيطة على اليورو والذهب .
لن تغير الأرقام الحالية في قرار الفيدرالي الأمريكي لرفع أسعار الفائدة حتى لو كانت ضعيفةً بعض الشيئ, المعايير الاقتصادية الكلية هي ما يهم وليست بيانات شهر واحد فقط . لن يحصل تصحيح قاسي للدولارا لأمريكي حالياً وطالما أن أسعار الفائدة الأمريكية أعلى من بقية الاقتصاديات المتقدمة وأزمة الأسواق الناشئة مستمرة هذا معناه أن مكاسب الدولار تبقى مستقرة دون حدوث تغيير جذري حالياً على الأقل علماً أننا لا نتوقع استمرار زخم هذه المكاسب خلال ستة الى تسعة أشهر . السياسة النقدية للفيدرالي الأميكي ليست ايديولوجية بل ستبقى براجماتية متكيفة مع الأرقام الاقتصادية وتحديات الأقتصاد ككل . هذه التقلبات المحدوة في سوق العملات تشير بوضوح الى المخاوف وعدم وضوح الاتجاه العام للأسواق , ,اي تصحيح قاسي على الدولار الأمريكي يلزمه سببين أساسيين :
الأول , الاتفاق التجاري مع الصين سيمهد لتراجع تدريجي للدولار الأمريكي عالمياً وهذا بالتأكيد يشمل السياسة أيضاً.
ثانياً , التغيير الجذري في طريقة قراءة الفيدرالي لأسعار الفائدة خلال السنوات القادمة وعوائد السندات الأمريكية. لا ننسى أن البنك المركزي الأوربي وكذلك بنك انكلترا مايزالان في المراحل الأولى من سياسة تشديد السياسة النقدية والتي باعتقادنا لن تتغير كثيراً عن طريقة الفيدرالي الأمريكي , تدريجية وبراجماتية ومتكيفة ستشكل فرصةً جيدة لليورو والباوند لاحقاً .
أي تراجع يحدث للذهب عن المستويات الحالية 1200.80$ سيشكل فرصةً للبناء عليها مرة ثانية و وخاصة اذا أصبحنا قريبين من 1182$ , ولكن كما أوضحنا سابقاً بصفقات لاتشكل انكشافاً كبيراً على المخاطر .