لطالما كان هذا السؤال نوعاً من الجدل الذي لا ينتهي بين الطرفين , بين طرف يخطط ويقررالسياسة النقدية التي تؤثر فينا جميعاً بدءاً من شراء المنزل وانتهاءً بالرهان على قرض السيارة, وطرف آخر لم يكن في يوم ما الا فاعلاً مهماً وليس فقط مكاناً لتلقي سياسات قد لاتنتهي كما هو متوقع , والسؤال الآن من هو الأهم , ومن هو صاحب الأولوية والمصداقية ؟
والحقيقة أن الجواب قد لايكون سهلاً , لطالما كانت الأسواق في بعض الأحيان غير معنية بالكثير من القرارات أو أنها تقرأ بطريقة تختلف عن هدف قرارت البنوك المركزية . مناسبة هذا الكلام هو خطاب ماريو دراغي رئيس البنك المركزي الأوربي يوم أمس , عندما قال أن كلامه بخصوص الثقة باقتصاد منطقة اليورو وانهاء برنامج شرا الأصول مع نهاية العام الجاري لايعني انتهاء السياسة النقدية المتكيفة . هذه النقطة بشكل خاص تبدو بسيطة ولكن برأينا غاية في الأهمية . هي تعني ببساطة ألا تراهنوا على كل شيء يقوله البنك المركزي , هذا معناه أن هذا الكلام ينطبق تماماً على الفيدرالي الأمريكي حتى لو كان يرفع الفائدة حالياً. يبدو المركزي الأوربي منسجماً بقراراته وطريقة قرائته لمستويات اليورو وهذا ربما كان جزءاً مهماً من ارتفاع اليورو ووصوله الى مستويات 1.17$ حالياً. هذا الكلام يجعلنا نعتقد أنه حتى الفيدرالي الأمريكي لن يحيد عن السياسة المتكيفة حتى لو لم يقلها وسوف يضطر للبطئ برفع الفائدة في حال أي تراجع للأرقام الأمريكية يزيد عن ثلاثة أشهر . باعتقتدنا تبقى الأسواق منطقية أكثر في يومياتها من قرارات تؤخذ مرات بطابع سياسي , هناك معنويات معينة للأسواق لا أحد يستطيع قراءتها الا من يعيش يومياتها, وكما قلنا سابقاً لا تثقوا بكلام السياسيين . من هنا نرى أن اليورو قد يكون مستقراً وموثوقاً للوصول الى مستويات أعلى تصل الى 1.20$ خلال الأسابيع القادمة . قوة العملة أو ضعفها ليس فقط من يصنع التضخم , ولذلك اذا كانت قوة اليورو تدريجية لن تؤثر عميقاً بهدف التضخم للمركزي الأوربي . الدولار الأمريكي ومن خلال مكاسب قوية خلال أربعة أشهر بين شهري نيسان الماضي وآب يبدو هشاً لأي قرارات سياسية أو أي تراجع حتى لو كان بسيطاً في الأرقام الاقتصادية الأمريكية لأن الرهان على قوته كان مرتفعاً من خلال عقود الشراء وبالتالي التصحيح سيكون قاسياً عند حدوثه. المستويات الحالية لليورو عند 1.17$ , وكذلك مكاسب الذهب الذي وصل حالياً الى 1205$ للأونصة لن تكون نهائية.