جدد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، انتقاده لسياسة بنك الاحتياطي الفيدرالي الرامية لرفع معدلات الفائدة، جاء تجديد الانتقاد يوم الأربعاء، مما رفع من الشكوك حول احتمالية إقدامه على محاولة رفد رئيس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول. وتشير الاستطلاعات حول الانتخابات النصفية إلى احتمالية خسارة الحزب الجمهوري للسيطرة على الكونجرس. وإذا حدث ذلك، سيحصل الذهب على دفعة قوية، فخسارة الجمهوريين للكونجرس يمكنها أن تحرك الذهب بقوة أكبر من أي محرك جيوسياسي آخر، وفق ما يدلي به محللون.
ووجه ترامب فوهة سلاحه في وجه باول، في مقابلة أجراها مع وول ستريت جورنال يوم الأربعاء، قائلًا: يبدو أنه يستمتع برفع معدلات الفائدة، والتسبب في اضطراب للأشياء "العظيمة" التي فعلتها الإدارة.
ورغم إقراره باستقلالية الفيدرالي في وضع السياسة الاقتصادية للبلاد، إلا أن الرئيس أعرب عن رغبته في تخفيض معدلات الفائدة، وفق ما ذكرت وول ستريت جورنال. بدأت فترة تولي باول لمنصب رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في فبراير الماضي، وحتى الآن رفع معدل الفائدة ثلاث مرات.
وذكرت جورنال في دفاع عن قرارات الفيدرالي، بعض المزايا التي حققتها قراراته، مثل: النمو الاقتصادي الصلب، وهبوط معدلات البطالة، والوصول بمعدل التضخم إلى القرب من النسبة الهدف 2%، ودفعت تلك الأمور البنك إلى رفع معدلات الفائدة، خوفًا من مخاطر النمو غير المستدام. ويظهر النمو غير المستدام في شكل تضخم مرتفع، أو فقاعات اقتصادية. وفي الفترة السابقة على ديسمبر 2015، حافظ الفيدرالي على معدلات الفائدة قريبة من مستويات الصفر، لعدة أعوام- وهذه النقطة هي أحد الحجج التي يتذرع بها ترامب، الزاعم لأن أوباما حصل على معاملة أفضل منه.
الذهب يستفيد من صراع ترامب مع الفيدرالي
وجاء في مدونة كلينت سيجنير هذا الأسبوع منشور يفيد بأن الذهب سيحصل على دفعة قوية إذا أقدم ترامب على طرد باول، سيجنير، هو محلل المعادن الثمينة، والمدير في شركة واسطة Money Metals Exchange.
ولكن لم يأت سيجنير على ذكر مدى قوة تلك الدفعة. ولكن في منشور سبق مقابلته مع وول ستريت جورنال بيومين، جاء:
"رغم ما يقوله المسؤولون في البنك المركزي، فالبنك ليس مستقلًا. نتساءل إذا ما كانوا سيردون على دعوات الرئيس بوقف رفع الفائدة، أو أن قطاع البنوك الخاصة، التي لها اليد العليا في قرارات الفيدرالي، تعد لشيء آخر."
هبطت أسهم شركات وول ستريت من أرقام قياسية، وألقى ترامب اللوم على الفيدرالي، هذا بجانب اتهامات إبطاء معدل النمو الاقتصادي، تذكر مدونة سيجنير. فإذا سلم الرئيس والجمهوريون الكونجرس للديموقراطيين، وفقما تشير إليه أغلب الاستطلاعات الأولية، سيسوء حال أسهم الشركات، ويقف على حافة الهاوية في صراعه مع الفيدرالي.
وكتب سيجنير:
"إذا تعمقت التصفية، في الأغلب بسبب هزيمة الجمهوريين، يمكن أن يدفع ذلك ترامب لاستبدال باول بشخص آخر، سهل الانقياد، وتزداد تلك الاحتمالية قوة إذا استمر الفيدرالي في طريقه الحالي، ورفع الفائدة مرة أخرى في ديسمبر، وما بعده."
"وترتفع أسواق المعادن بعد انعكاس مسار سياسة الفيدرالي."
وصلت أسعار الذهب في 2018 إلى 1,365.40 دولار للأونصة في أبريل. ومن ذلك الارتفاع، هبطت إلى مستويات انخفاض 21 شهر، لسعر 1,205 في سبتمبر الماضي، وتعرض الذهب للأذى من سياسة الفيدرالي التي رفعت معدل الفائدة 3 مرات، مما أمد الدولار بالقوة على حساب الذهب. ودفع الارتفاع المذهل لأسهم وول ستريت، التي وصلت لمستويات قياسية، مديري الصناديق إلى نقل أموالهم لقطاع أسهم الشركات، فكان ذلك أفضل لهم من جنة آمنة كالذهب، التي اعتمدت على الأزمات الجيوسياسية ليزداد بريقها.
تغير هذا كله في بداية أكتوبر، بعد ارتفاع عوائد سندات الخزانة هي الأخرى، لأن أصحاب السندات سعوا خلف الحصول على تعويضات أعلى من الاقتصاد القوي، للدين الذي يمتلكون. تراجعت أسهم الشركات، وارتفع الذهب لمستوى 3 شهور، ليجني الذهب ربح يبلغ 4%، لهذا الشهر، وهو الارتفاع الأعلى منذ يناير 2017. في تداولات ما قبل الافتتاح اليوم، الخميس، ارتفعت العقود الآجلة للذهب، شهر ديسمبر، مقدار 9.10 دولار، أو 0.7%، ليقف السعر عند 1,240.20 دولار، ويتجه إلى هدف الثيران التالي عند 1,250 دولار.
الديموقراطيون: دعم للذهب، وأزمة لأسهم الشركات
ويقول والتر بيويتش، محلل آخر للذهب، إن المعدن الأصفر ينتظره فرصة ارتفاع مذهلة في الربع الرابع، إذا تمكن الحزب الديموقراطي من السيطرة على الكونجرس، لأن ذلك سيعيق طريق ترامب، ويخلق بيئة متخوفة من الإقدام على المخاطرة، وفي مثل تلك البيئة يزدهر الذهب.
ويقول نائب الرئيس التنفيذي في Dillon Gage Metals، في تكساس، في سياق مذكرة نشرت يوم الخميس:
"في رأيي، فوز الديموقراطيين في الانتخابات النصفية، هو الشيء الوحيد الذي يمكنه منح الذهب دفعة قوية. وأتوقع أن يكون هذا الفوز هو السبب في تصحيح ضخم لسوق الأسهم، وبسبب التصحيح يهرب المستثمرون إلى أصول الجنان الآمنة، مثل الذهب، والسندات."
ولكن حتى إذا لم يتمكن الديموقراطيين من الفوز في نوفمبر، لن يتمكن سوق الأسهم من العودة إلى مركزه السابق، مع معدلات الفائدة المستمرة في الارتفاع، كما يقول سيجنير.
ويقول إن الذهب هو المستفيد الوحيد، ويضيف:
"لو استمر مسؤولو الفيدرالي على نفس النهج، وارتفعت الفائدة في ديسمبر، يمكن أن يتسبب ذلك في اقتلاع العجلات التي يسير عليها سوق الأسهم."
"انتهى مرح أسواق الأسهم في رأينا. فالمزيج غير المتجانس المتكون من: ارتفاع سوق الأسهم، مع ارتفاع معدلات الفائدة، ورضا الأسواق التقليدية عن أدائها، ويوجد أيضًا الدولار الذي يزداد قوة في سوق العملات الأجنبية، هذا المزيج الفوضوي لا يمكن أن يستمر للأبد."