وأخيراً بعد شهرين تقريباً من التراجعات القاسية في أسواق النفط العالمية , ارتفع النفط في اليومين الأخيرين بعد طول غياب. ماذا تخبرنا الأرقام ؟ تشير الأرقام بوضوح الى أن النفط الخام غرب تكساس تراجع من مستويات 76.20$ للبرميل مع بداية أكتوبر / تشرين الأول الفائت ليصل الى مستويات 50.46$ للبرميل قبل عدة أيام متراجعاً بنسبة تقارب 35% أوصلته الى أدنى مستوياته في أربعة عشر شهراً. يتداول حالياً عند مستويات 52.03$ للبرميل محققاً بذلك ارتفاعاً متواضعاً يعادل تقريباً 5% هي بالتأكيد جيدة ولكنها بعيدة عن الأهداف للمنتجين الكبار.
فنياً , المؤشر اليومي يوضح تماماً زخم البيع القاسي وحجم الشموع الكبيرة للبيع , مقابل عمليات شراء متواضعة لا تعدو كونها مضاربة تستفيد من مستويات النفط المتدنية على قاعدة الشراء من الأسفل بسعر أرخص . كمعيار فني , من المبكر الكلام عن ارتفاع مستمر , كما أنه من المبكر الكلام عن اتجاه صاعد باستمرار , بحاجة أن نرى مزيداً من الزخم بالشراء ينعكس في المؤشر. على مؤشر RSI الذي يقيس القوة الخاصة بالمؤشر مازال دون مستويات 30 نقطة التي تعتبر معياراً مهماً للدعم ( بشكل عام ) وهذا يعني بشكل أو آخر التشبع بالبيع والذي قد يليه عمليات شراء تصل بالمؤشر مجدداً الى ما فوق مستويات 30 نقطة .
الأساسيات في أسواق النفط العالمية لم تتغير حقيقةً وأشرنا اليها سابقاً , الآن يمكننا الحديث عن ثلاثة نقاط أساسية:
أولاً , عمليات شراء متواضعة قد ترفع أسعار النفط بنسبة 5% أخرى للعودة الى 55$ للبرميل ( ولكن باعتقادنا قد تكون بطيئة )
ثانياً , لن يقف السعوديون والروس مكتوفي الأيدي اتجاه هذه المستويات . قمة الدول العشرين في نهاية الأسبوع الجاري في الأرجنتين ستكون محورية للغاية . قلناها سابقاً ونعيدها , لن يرتفع النفط بقوة الا بقرار سياسي .
ثالثاً , من المبكر الكلام عن تعافي جيد ومستدام وحتى لو حدث سيكون تدريجياً تعود بالنفط الى مستويات 60$ / 64$ للبرميل خاصة اذا بدأ الاقتصاد العالمي إعطاء إشارات ضعف في العام القادم .