من أجل تجنب هزيمة محرجة في البرلمان اليوم، قررت رئيسة وزراء المملكة المتحدة، تيريزا ماي، في اللحظة الأخيرة تأجيل التصويت على البريكزيت والذي طال انتظاره، مما أضعف الباوند ودفعه الى الانخفاض بشكل حاد أمام الدولار ليسجل أدنى مستوى له خلال 18 شهر أمام العملة الأمريكية عند 1.2505. وبما أن الوزراء كانوا قد أظهروا خلافات قوية حول خطة الانسحاب التي وافق عليها كل من ماي وزعماء الاتحاد الأوروبي، كان الاقتراع السلبي حتمياً ومسيرة ماي السياسية في خطر. الأمر الذي كان من الممكن أن يضع ماي في موقف صعب في قمة الاتحاد الأوروبي التي ستُعقد يومي 13 و 14 ديسمبر.
لكن تأجيل موعد التصويت الى ما بعد عيد الميلاد، أصبح لدى “ماي” الفرصة لطلب تنازلات من قادة الاتحاد الأوروبي، خاصة على دعم الحدود الإيرلندية، والسعي إلى تحصيل خطة ترضي غالبية الوزراء في الوطن. إذا فشلت في الاتفاق مع مسؤولي الاتحاد على مثل هكذا خطة قبل الموعد النهائي المحدد في 21 يناير، فإن الخروج غير المنظم في 19 آذار سيكون النتيجة الأكثر ترجيحاً مع انتهاء وقت المناقشات. مما قد يؤدّي أيضًا إلى حجب الثقة عن قيادة ماي.
من جانب الاتحاد الأوروبي، جلبت الأخبار صداعًا جديدًا، حيث حذر رئيس المجلس الأوروبي دونالد تاسك من أن الاتحاد الأوروبي لن يعيد التفاوض بشأن الصفقة وتحديدًا قضية الحدود الإيرلندية. ومن المتوقع أن يلتقي توسك ماي في أقرب وقت، وتحديداً اليوم وفقا لمسؤولي الاتحاد الأوروبي، في حين من المتوقع أن تعقد ماي محادثات مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل اليوم وكذلك مع قادة الاتحاد الأوروبي الآخرين.
في الوقت الذي تستمر فيه حالة عدم اليقين حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، سيتحول اهتمام المستثمرين بعض الشيئ إلى الى تقرير التوظيف لشهر أكتوبر. من المتوقع أن يكون معدل التوظيف قد ارتفع قليلاً ليصل الى 25 ألف، بعدما كان قد بلغ 23 ألف في الشهر السابق، في حين أن من المتوقع أن يكون متوسط الأرباح الأسبوعية ومعدل البطالة في ثلاثة أشهر قد بقي ثابتين عند 3.0٪ و 4.1٪ على التوالي. قد تساعد أية مفاجئة ايجابية في البيانات الباوند على الارتداد، على الرغم من أن المكاسب قد تكون محدودة بانتظار أية أخبار جديدة في موضوع البريكزيت.