المقال مترجم من اللغة الإنجليزية بتاريخ 7/1/2019
ستعجز العملات المشفرة عن الوصول لأرقام قياسية جديدة في 2019. فأصبحت الفقاعة التي رفعت سعر بتكوين إلى 20,000 دولار، ورفعت إيثيريم إلى 1500 دولار، أثرًا بعد عين. وتحوم (بتكوين) الآن حول 3,800 دولار، بينما وإيثيريم حول 150 دولار. ومن غير المنطقي أن يتوقع المرء تحولًا عظيمًا في مسار العملات المشفرة في هذه الفترة الزمنية القصيرة.
تاريخيًا، يوجد القليل من النماذج التي يمكن النظر إليها لمقارنة ما يحدث. فمرت بتكوين بفقاعة سابقة، رفعت سعر العملة المشفرة إلى ذروة سعر 1200 دولار في ديسمبر 2013، قبل أن تعود للهبوط نزولًا لسعر 171 دولار، واستغرقت العملة أعوامًا ثلاثة للتعافي، ووصلت بحلول 2017 إلى أعلى رقم قياسي. يدل ما يحدث على طبيعة شديدة التقلب. وفي مثال أكثر تقليدية، نرى أن مؤشر ناسداك المركب لزمه 15 عام ليعود إلى مستويات الارتفاع التي وصلها قبل انفجار الفقاعة التكنولوجية في بداية الألفينيات.
وسنرى ارتفاعًا يصل لأرقام قياسية في غضون عامين أو ثلاثة أعوام من وقتنا الحالي، عندما تتمكن التكنولوجيا من الوصول إلى الاتجاه العام، ويتبناها الجمهور للاستخدام اليومي، أو عندما يتوفر أموال كافية داخلة للمجال متسببة في هوس جديد بالعملات المشفرة.
تراجع عمليات الطرح الأولي، مزيد من القواعد التنظيمية
تدرج الآن Deadcoins.com 934 عملة مشفرة ميتة على لائحتها. بعض تلك العملات كان محض احتيال، والبعض الآخر تعرض للقرنصة، كما اختفى الكثير جراء تراجع التمويل. وكان بعض تلك العملات غير مناسبًا للسوق، أو كانت نماذج عملها المعتمدة غير فعالة.
تتعقب Investing.com 2533 عملة مشفرة، ارتفاعًا من 1300 منذ عام مضى. كانت هناك فرص نمو مذهلة في استثمارات العملات المشفرة، ولكن نظرًا لما حدث العام الماضي نتوقع تقلص الرقم الحالي تقلصًا ضخمًا خلال 2019.
فيتراجع الآن اهتمام المستثمرين بالعملات المشفرة، مما يعيق إصدار عملات جديدة. فنتوقع تراجع عمليات الطرح الأولي في سوق العملات المشفرة، ودافعنا لهذا التوقع هو ما نراه من تراجع في عمليات الاكتتاب العام عندما تبدأ أسواق الدببة. اتسمت عملية الطرح الأولي بالقوة في 2017، وبداية 2018، وكان المستثمرون متشوقون لأي خطوة ضخمة جديدة. ولكن الحذر هو سيد الموقف الآن.
وسيزداد تراجع عدد عمليات الطرح الأولي، ريثما نتوقع تزايد الرقابة التنظيمية في 2019. ناقشنا في مقال سابق القواعد التنظيمية في 2018. وأحدث التهم التي وجهتها هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية ضد Airfox وParagon كانت بسبب خروقات لقوانين الأوراق المالية. بيد أن الهيئة لزمها عام ويزيد لتتخذ القرار حيال ما يجب فعله.
ويبدو أن الوكالات التنظيمية تمكنت أخيرًا من إيجاد طريقة تطبيق القانون على العملات المشفرة. وبوقوع ذلك، عليك توقع توجيه المزيد من الاتهامات لعمليات الطرح الأولي للعملة، ولمنصات التداول في 2019. وبالطبع، يخشى كثير من الراغبين في طرح عملة جديدة، والمستثمرون المحتملون على حد السواء.
وعند أخذ خطوة للأمام، سيكون الحذر هو المسيطر على المستثمر في سوق الدببة المستمر هذا، وبالتالي سيختار المستثمرون العملات المشفرة الأكثر ثباتًا وأكبر قيمة من أمثال: بتكوين أو حتى الدولار الأمريكي. وسيجبر هذا مصدرو العملات المشفرة، ممن ليس لديهم إدارة مثالية، على التفكير مرتين قبل دخول السوق، لأن تلك مقامرة خطيرة في سوق دببة، إلا إذا كانوا قادرين تحمل النفقات مستخدمين العملة المشفرة في ذلك، وهذا ما لايحدث في أغلب الأحوال. فسيواجه عدد من المشروعات ليس بالقليل عواقب سوء الإدارة في 2019.
يقول وارن بافيت في مقولة منسوبة له: "عندما يهدأ المد، سنكتشف من كان يعوم عاريًا،" وفي مفارقة لا يحب بافيت العملات المشفرة. ويتراجع الآن التدفق النقدي الذي أغرق السوق سابقًا، وتتضح حقيقة الموقف تدريجيًا، من كان يعمل بجد، ومن لم يقم بعمل شيء.
هل نرى صندوق مؤشرات متداولة في 2019؟
أوضحت هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية أنها لن تقدم على إعطاء موافقة بشأن الأدوات المالية للعملات المشفرة، إلا عندما يتوافر الدليل على استحالة استخدامها في التلاعب بفئة الأصول، وأنها منطقة استثمار آمنة للعامة. ويعني هذا أن الهيئة تدعو الآن إلى معدل استقرار وشفافية لا يستطيع فضاء العملات المشفرة توفيرها.
وما زالت المشروعات كافة (ومنها بتكوين) في مراحل التطوير الأولية، مما يجعلها أقل استقرارًا مما ترغب هيئة الأوراق المالية. أمّا فيما يتعلق بالشفافية، فسمة العملات المشفرة الرئيسية أنها مشفرة، أي الخصوصية، مما يتعارض مع المتطلبات التنظيمية الراغبة في الكشف عمن يشتري ومن يبيع، وغرضها من الكشف عن تلك المعلومات هو تهدئة حدة التلاعب، ومنع عمليات غسيل الأموال.
تقدمت كل من VanEck وSolidX باقتراحات من أجل بدء صناديق مؤشرات متداولة للعملات المشفرة (تبدأ من حجم سهم مقدر بـ 25 بتكوين)، وبدا هذا الاقتراح واعدًا، ولكنهم لم يوفروا الأدلة اللازمة على عدم استخدام الصناديق في التلاعب. إضافةً، بالنظر لسعر بتكوين المستمر في الانخفاض، يمكن بسهولة إيقاف تصنيف تلك الصناديق كصناديق مؤشرات متداولة مؤسسية، لأن أسهم عدد محدود من الدولارات، ل تعد استثمارًا، ولكنها مجرد بيع تجزئة.
تطورات إيجابية
تتجه أسعار العملات المشفرة نحو الأسفل، ولكن لم يتخل محبو فئة الأصول عنها. فيوجد العديد من فرق التطوير، يعملون على بناء البنية التحتية اللازمة للعملات المشفرة، والتي ستسمح للعملات المشفرة -بتكوين على وجه الخصوص- بالانتعاش. تذكر أن العملات المشفرة ما زالت في مراحلها الأولية. وتستمر القيود التكنولوجية متطلبة لحلول مبدعة يطورها بعض العارفين بالتكنولوجيا.
على الجانب الآخر، تظل المدفوعات ببتكوين بطيئة، رغم شبكة البرق التي ساهمت في تسهيل استخدام بتكوين في عمليات الدفع والسداد. كما أن الحلول التكنولوجية مثل: Casa Hodl، وNodl.it تهدف إلى التزويد بعقد بتكوين جاهزة، لا تتطلب تكويد، ويعد هذا أساسيًا للشبكة. فتحتاج تلك الجهود عملاقة على مدار السنوات القادمة.
يوجد فرق تطوير تعمل على إيثيريم هي الأخرى، ومنها تلك المطورة لخطة المراحل الست، التي ستخلق إيثيريم 2.0، المعروفة أيضًا بـ Serenity. يبدأ هذا التحديث في الربع الرابع من عام 2019، ويتضمن الابتعاد عن نموذج عمل إثبات الحصة.
ورغم عجز تلك التطويرات عن التأثير على سوق العملات المشفرة حتى عام 2020، على أقرب تقدير، إلا أنه يوجد ربيع للعملات المشفرة في الأفق.
يقدم كليمنيت تيبو برنامج البث الأسبوعي "Cryptalk" متاح على: iTunes ، وSpotify.