المقال مترجم من اللغة الإنجليزية بتاريخ 9/1/2019
تتحدد قيمة العملات المشفرة بعدد من العوامل التابعة للعرض والطلب والمنافسة والمشكلات التنظيمية، وثقة المستثمرين في نظام الإدارة الداخلي للعملات البديلة، ولكن تختلف العملات المستقرة عن ذلك، فتزود السوق باقتراح بديل لتحديد قيمتها. صُممت تلك العملات لتكون مستقرة، فهي مثبتة بأصول أقل تقلب، مثل بعض العملات التقليدية كالدولار الأمريكي.
وتعد تيثر أشهر العلات المستقرة، فقيمتها مقابل قيمة الدولار تعادل 1:1، وتشغل المركز الثامن كأكثر العملات المشفرة شعبية، بناء على قيمتها السوقية البالغة 1.92 مليار دولار. تغير ذلك المركز في 2019، وانطلقت عملات مشفرة مستقرة جديدة، تنافس تيثير، التي شاعت حولها مشكلات بشأن الشفافية. وأدت مشكلات الشفافية في بعض الأحيان إلى تقلبات حادة في السعر، ولم يكن من المفترض أن تلعب تلك الأزمات أي دور في تحريك سعر العملة المستقرة (هي مرتبطة بالدولار وتتحرك مع الدولار).
وهيمنت تيثير على سوق العملات المستقرة في أكتوبر 2018، وبلغت حصتها الاستثمارية 96%، وفق CryptoPotato. وتراجعت الحصة الاستثمارية للعملة المستقرة إلى 73% في ديسمبر. ظهرت بعض العملات المستقرة البديلة من أمثال: TUSD، PAX/، ودُشنت هاتان العملتان في 2018، ولكن نتوقع مزيد من العملات المستقرة في 2019.
وصدر إعلان في وقت مبكر من هذا الأسبوع من بنك Mizuho الياباني، وينوي البنك تدشين عملته المستقرة في مارس المقبل، وترتبط تلك العملة بالين الياباني. وتعاونت أيضًا هيئة التدقيق PwC، مع منصة الإقراض اللامركزية Cred، بهدف استحداث عملة مستقرة جديدة خاصة بهم، مثبت سعرها بالدولار الأمريكي.
وأعلنت أيضًا منصة التداول اليابانية، يقع عليها تداولات أزواج العملات المشفرة، أنها بصدد إضافة 3 أزواج من العملات المشفرة المستقرة من ضمنها: PAX/TUSD -لمزيد من التفاصيل https://news.bitcoin.com/the-daily-binance-adds-stablecoin-pairs-tzero-patents-integration-platform/. كما يوجد تطور آخر مثير للاهتمام في الولايات المتحدة، إذ ذكرت الإدارة المصرفية في ولاية تكساس أن أي عملة مستقرة لها غطاء من عملة سيادية ستعد ورقة مالية، أو لها قيمة نقدية وفق قانون الخدمات المالية -لمزيد من التفاصيل: https://www.dob.texas.gov/public/uploads/files/Laws-Regulations/New-Actions/sm1037.pdf
ويشرح نيك كوان أن العملات المستقرة من المحتمل أن تكون السمة الرئيسية لعام 2019 بالنسبة لمجتمع العملات المشفرة، خاصة مع النمو الواضح في معدل تبنيها؛ يعمل كوان مديرًا وهو مؤسس Gibraltar Stock Exchange. ويقول:
"تقوم العملات المستقرة على ربط العالمين الواقعي وشبكة سلسلة الكتل (بلوكشين) فترتبط العملات المشفرة مع عملات تقليدية مثل الدولار واليورو، ويوفر هذا سيولة للمتداولين حول العالم. على سبيل المثال، تسهل العملات المستقرة عملية الانضمام لمجتمع العملات المشفرة والحصول على تلك العملات للقادمين الجدد، لأنه يمكن الحكم عليها من خلال معايير أكثر تقليدية عن طريق اليورو أو الدولار، بدلًا من الدخول في دوامة قيمة بتكوين. فتعد تلك خطوة إيجابية جديدة نحو تحويل فضاء العملات المشفرة إلى فضاء مؤسسي، وتجسير الفجوة بين النظام المالي التقليدي، وفضاء العملات المشفرة الجديد."
ويشرح جاي هيرش، المدير العام لـ eToro أن العملات المستقرة "تجربة." فيقول بوجود عديد من حالات الاستخدام للعملات المستقرة، كما يمكن ربطها بعديد من الأصول مثل: الأوراق المالية السيادية، والسلع، ويوجد كذلك عديد من ميكانيكيات الربط تقع تحت الاختبار الآن، وفي 2019 يجب أن نتوقع رؤية المزيد من الاختبارات على نطاق أوسع.
العملات المستقرة وتهدئة التقلب
يقول هيرش:
"تمتلك العملات المستقرة شعبية لأنها تساعد في تهدئة حدة التقلب، بينما تستخدم سلاسل الكتل لتسهيل المعاملات. بدون سلسلة الكتل ستكون المعاملات أصعب وسيلزم وقت أطول لإتمامها، وكذلك سترتفع النفقات المالية، كما ستتسم المعاملة بتراجع مرونتها عندما يتعلق الأمر بالانتقال المكاني، وسيكون من العسير أيضًا برمجة المعاملات لتصبح ذكية."
ويذكر هيرش مشكلتين رئيسيتين فيما يتعلق بالتبني الجماهيري لتلك العملات المستقرة: الأولى: سهولة الدخول والتحويل لكل الأطراف المشاركة في المعاملة، والمشكلة الأخرى هي الدعم في النظام البيئي للعملات المشفرة. "بالنظر إلى عالم الدفع والسداد سنرى أنه يقوم على النقد أو البطاقات الائتمانية، ويحصل النوعان على دعم عالمي لتسهيل إتمام المعاملة، على طرف النقيض تقف العملات المستقرة، التي ستسلك طريق طويل للوصول لهذا الدعم. نعتقد بوجود طرق نظرية لجعل العملة المستقرة لا مركزية، ولكن تحتاج العملات المستقرة إلى الدعم المركزي لتصل مرحلة النضج والتبني الواسع في خلال نطاق زمني ينحصر بين 3-5 أعوام،" كما يفسر هيرش.
100 عملة تدخل السوق
يتوسع عالم العملات المشفرة المستقرة بالتأكيد وفق ما يذكر أحد مؤسسي ورئيس الأسواق في GSR، ريتش روزنبلم. ويقول:
"يوجد الآن 5 عملات مستقرة متداولة في السوق، ولكن من المتوقع أن يدخل السوق 100 عملة جديدة هذا العام. لست متأكدًا من أن ما يحدث يمكن أن نطلق عليه عودة قوية، بسبب: الطبيعة المستقرة للتحرك السعري لتلك العملات، فتلك العملات استطاعت الحفاظ على قيمتها أكثر من أي عملة رقمية."
ويستمر بالشرح قائلًا إن هناك عدد متنوع من الأسباب التي تدفع شعبية العملات المستقرة، والسبب الأكثر وضوحًا هو التقلب الحاد في فئة العملات المشفرة، لذلك من الجيد أن يتحوط المستثمرين في فئة أصول رقمية أقل مخاطرة، دون الحاجة إلى اللجوء للعملات التقليدية مرة أخرى.
يقول البعض أن العملات المستقرة معارضة لفكرة اللامركزية، لأنها مثبتة بعملات مركزية. يضيف روزنبلم: "حتى الآن، أغلب العملات المشفرة داخلة في نظام مصرفي مركزي، مثلها مثل العملات التقليدية. ولكن، يمكن تداول العملات المستقرة على المنصات اللامركزية، ويمكن أن يكون لها فائدة في تكاثر الصناعة التي تدعم اللامركزية. وإضافةً، يوجد عدد من العملات المستقرة اللامركزية قيد الإنتاج."
ويتفق على إنه ما إن تعادل (بتكوين)العملات المستقرة، سيكون لها قدرة على إزاحة العملات المستقرة المسيطرة على السوق حاليًا.