المقال مترجم من اللغة الإنجليزية بتاريخ 14/1/2019
يبتعد النفط كثيرًا عن مستويات المقاومة، ويتفق مع هذا حتى دببة السوق. الأمر الغامض هنا هو إلى أي مدى سيستمر سوق الثيران دون حدوث انقلاب، لأن تصميم السعودية على تخفيض المعروض، يقف عائقًا في وجه الاقتصاد الصيني الضعيف، وتأثيره على معدل الطلب في سوق الطاقة.
وعدت المملكة السعودية بإعادة التوازن إلى السوق، وبالطبع يعد هذا من دواعي الفرح لدى ثيران النفط. وقال وزير الطاقة السعودية، خالد الفالح، الأسبوع الماضي إن المملكة تضخ 800,000 برميل يوميًا أقل من الرقم القياسي التي وصلت له المملكة في نوفمبر الماضي، عندما وقف الإنتاج اليومي عند 10.2 مليون برميل. وسينخفض مقدار النفط الذي تصدره السعودية للخارج في فبراير مقدار 100,000 برميل يوميًا، أقل من معدل الإنتاج في يناير والذي يقف عند 7.2 مليون برميل يوميًا.
ربما يعود خام غرب تكساس الوسيط إلى اختبار مستوى 55 دولار للبرميل، في المرحلة الثانية من التعافي. وقعت المرحلة الأولى في أول أسبوعين في العام الجديد، مع إغلاق غرب تكساس الوسيط يوم الجمعة عند ربح نسبته 22%، بعد تراجعه إلى مستويات 18 شهر المنخفضة عند سعر 42.36 دولار، التي وصل إليها ليلة عيد الميلاد.
خام غرب تكساس الوسيط نحو تحقيق ارتفاع 42%
لو وصل خام غرب تكساس الوسيط إلى 60 دولار، بنهاية شهر يناير، سيكون هذا التعافي نسبته 42% من انخفاضات العام الماضي. ومن ناحية القياس بالنسبة المئوية، سيكون هذا الارتفاع أعلى من المنخفضات المسجلة العام الماضي. ويكون هذا أيضًا أكبر تعافي تحققه السلعة في شهر واحد، نظرًا إلى حالة التصفية التي امتدت على مدار ثلاثة أشهر.
ولكن، يظل السعر 60 دولار للبرميل، مجرد استعادة 17 دولار من الـ 37 دولار الذين خسرتهم السلعة بعد الوصول إلى مرتفعات 2018. كما أن هناك شكوك حيال الدعم الأساسي الذي يحظى به هذا الارتفاع.
وعبر دومينيك تشيرشلا، من معهد الطاقة في نيويورك، خلال عطلة نهاية الأسبوع عن قلقه حيال قصة عودة النفط:
"هناك القلق حول وضع الاقتصاد الدولي... وما إذا كان يتحرك نحو تباطؤ مستدام، أو حتى ركود في بعض مناطق العالم."
لا يوجد منطقة في العالم تهتم الأسواق بنموها مثل الصين، ويختنق الاقتصاد الصيني الآن من جراء الحرب التجارية الدائرة بين الصين والولايات المتحدة، والتي على وشك دخول عامها الأول.
الصين والطلب على النفط
استقر خام غرب تكساس الوسيط الأسبوع الماضي محققًا أكبر ربح أسبوعي منذ ستة أشهر على الأقل، وارتفع 8%، وانخفض السوق يوم الجمعة، لأن المتداولين كانوا يجنون الأرباح، بعد شيوع المخاوف حول انتهاء المحادثات بين الولايات المتحدة والصين دون ناتج إيجابي.
وقال المسؤولون -الموفدون إلى الصين لإجراء المحادثات- إن أي اتفاق سيعقد مع الصين ينبغي أن يشمل على كامل "الضمانات، وسبل التطبيق الفعالة،" ورد الطرف الصيني على ذلك بـ "الطرفان" ملزمان بالحفاظ على وعودهم. وليس لدينا سوى 45 يوم لحين انتهاء الهدنة المعلن عنها في الأول من ديسمبر الماضي، فيجب على الطرفين عقد اتفاق قبل الأول من شهر مارس، وإلا ستفرض الولايات المتحدة تعريفات قدرها 200 مليار دولار على البضائع الصينية.
وحتى في حالة التوصل إلى اتفاق، سيظل لدينا المخاوف حول نمو الاقتصاد الصيني في 2019، واحتمالية أن يكون الأقل منذ 1990. وتعد الصين أكبر مستهلك للنفط، وأي تراجع في الاقتصاد الصيني، سيكون له عواقب وخيمة على الطلب في سوق الطاقة.
وبوضعنا الصين جانبًا، يخشى السوق من بقاء خام غرب تكساس الوسيط أعلى 50 دولار، فالبقاء أعلى ذلك المستوى يهدد باستمرار زيادة إنتاج النفط الصخري من الولايات المتحدة، ذلك الإنتاج الذي ارتفع بأكثر من 2 مليون برميل يوميًا في 2018، ليصل إلى الرقم القياسي 11.7 مليون برميل يوميًا. وورد في تقرير لرويترز تعليق من الشركة الاستشارية JBC الأسبوع الماضي يقول بإنه من الممكن أن يصل إنتاج الولايات المتحدة إلى أعلى من "12 مليون برميل يوميًا" هذا الشهر.
الذهب يزاح عن عرشه
وبعيدًا عن النفط، أصبح البلاديوم أقوى السلع الثمينة، فهو أغلى معدن في العام، منذ الأسبوع الماضي، فوصل المعدن المستخدم في صناعة السيارات إلى رقم قياسي أعلى من 1,300 دولار للأونصة، ليزيح الذهب عن عرشه كأغلى معدن في العالم.
بدأ ارتفاع البلاديوم منذ أكثر من عام مضى، تحديدًا في أكتوبر 2017، ولكنه وصل لذروته الأسبوع الماضي، لوصل المستثمرون ما بين المعدن الثمينة، واستخدامه في تنقية الانبعاثات الكربونية من السيارات، بإعلان الحكومة الصينية عن تحفيزها امتلاك السيارات.
ولكن بالنسبة للبلاديوم، ربما يكون الطلب الصناعي هو الجانب الوحيد لراوية قصته.
ويقول والتر بيوتش إن نشاط المضاربة هو ما يدفع سعر البالاديوم للأعلى "لتزايد اهتمام المستثمرين أكثر فأكثر بهذا السوق الصغير نسبيًا،" بيوتش هو نائب الرئيس التنفيذي لـ Dillon Gage Metals."
ويذكر بيوتش، ليدلل على حجم السوق، أن الاهتمام بعقود شهر مارس من البلاديوم وقف عند 25,000 عقد، يصل سعرها لـ 2.5 مليون أونصة من السلعة، في حين أن السوق الحقيقي لا يوجد به سوى 44,000 أونصة، في المخازن التابعة لبورصة لندن للمعادن.
اهتمام يفوق العرض
يقول بيوتش:
"ما زالنا على بعد ستة أسابيع من بداية التداولات على عقود شهر مارس. وحدّت البورصة من كمية العقود التي يمكن لمكان واحد امتلاكها، ولم يكن هناك أي مشكلة. ولكننا لم نر البلاديوم يقف عند تلك الأسعار من قبل، وبتزايد اهتمام المستثمر، سيكون من المثير للاهتمام مراقبة كيفية تجنب البورصة مشكلة محتملة."
وتقول الشركة الاستشارية Metals Focus إنه بينما العرض الآتي من كبار المنتجين، مثل روسيا وجنوب أفريقيا لا ينمو، ولكن الطلب على المعدن في سوق صناعة السيارات من المتوقع له أن وصل إلى المستوى القياسي 8.5 مليون أونصة العام الماضي.
ويقول رئيس المحللين وتنمية السوق في PJSC، في مقوله تنسبها له بلومبرج، إن مزيج البلاديوم المستخدم في السيارات الهجينة، أو القابلة للشحن يمكن أن يصل إلى ثلاثة أمثال ما كان عليه في 2016، خلال عام 2020.
ويقول محللو (NYSE:جي بي مورغان) أيضًا أنه من المتوقع نمو حصة السيارات الهجينة من السوق من مجرد 3% في 2016، إلى 23% من المبيعات في 2025.
ويضيف بيوتش: "سنراقب عن كثب ما ستفضي إليه تلك التطورات."