بقيت المعنويات في السوق هشة يوم الثلاثاء، حيث خفض المستثمرون تعرضهم للأصول ذات المخاطر العالية وحوّلوا أموالهم إلى أصول أكثر أمناً، وسط تجدد المخاوف حول النمو العالمي والشكوك التجارية. الأنباء التي أفادت بأن الولايات المتحدة ستمضي قدماً في تسليم الرئيس التنفيذي لشركة هواوي الذي تم إلقاء القبض عليه في كندا، أثرت على المعنويات في وقت مبكر، والتقارير اللاحقة بأن الولايات المتحدة رفضت إجراء محادثات تحضيرية قبل المفاوضات التجارية الرفيعة المستوى في الأسبوع القادم، زادت من المخاوف. لم تقدّم البيانات الصادرة أية دعم للعواطف بدورها، حيث إن كل من مسح الثقة في الاقتصاد الألماني ((ZEW ومبيعات المنازل القائمة في الولايات المتحدة كانا مخيبين للآمال، وغذّيا قصة التباطؤ العالمي.
وبناء على ذلك، شهدت أسواق الأسهم الأمريكية بعض الضعف، حيث انخفض مؤشر S&P 500 ومؤشر داو جونز بنسبة 1.42٪ و 1.22٪ على التوالي في اليوم الأول بعد العطلة الرسمية. وبالرغم من ذلك، فقد وجد كل من هذين المؤشرين دعمًا بالقرب من متوسطه المتحركة لخمسين يوم وعاد وارتدّ، لتبقى الصورة الفنية على المدى القصير حيادية في الوقت الحالي. وأما بالنسبة للعملات الأجنبية، تفوق الين الياباني الدفاعي على معظم نظرائه الرئيسيين، في حين انخفضت عملات السلع الأساسية مثل الدولار الاسترالي والدولار الكندي، بالتوازي مع انخفاض أسعار النفط.
أما الأسبوع القادم، فإن الاجتماع الذي سيعقده وزير الخارجية الأمريكي منوشين، والممثل التجاري ليدايزر، ونائب رئيس مجلس الدولة الصيني ليو هي، سيكون مهم للغاية بالنسبة لشهية المخاطرة. تشير التقارير الأخيرة إلى أن الولايات المتحدة غير راضية عن عدم إحراز تقدم في القضايا الرئيسية مثل نقل التكنولوجيا القسري. لذا فسيكون من المثير للاهتمام أن نرى ما إذا كانت إدارة ترامب “ستتحمل ذلك لفترة طويلة”، أي أنها هل ترغب في التمسك بالتنازلات حول الموضوعات الرئيسية، أم أنها سترضى بحل قصير الأجل يعزز الأسواق فقط.