هناك الكثير من اللغط في الأسواق العالمية اتجاه الكثير من المفاهيم والمصطلحات التي ربما تفهم بطريقة غير دقيقة. عندما نقول بأن الذهب هو مستودع للأمان هذا لا يعني أن الذهب لا يخسر , كما أنه لا يعني أن من اشترى ذهباً لن يمنى بخسائر حقيقية أو سيحقق مكاسب مضمونة حيث لا شيء مضمون في يوميات الأسواق العالمية بمختلف الأدوات الاستثمارية حتى لو كانت سندات حكومية.
من الواضح تماماً أن الذهب وكما قلنا من قبل هو مجرد أداة استثمارية أخرى ( الذهب حالياً يتداول عند 1313.57$ للأونصة ) , سيكون مهماً جداً لو كانت من الأدوات التي يضعها المستثمر أو المتداول ضمن توزيعات الأصول التي يستثمر بها . الرسم البياني المرفق ضمن هذا المقال صادر عن مجلس الذهب العالمي , الهيئة الدولية التي تنظم عمل وتداول وتجارة الذهب في العالم . يبدو واضحاً أنه كلما كان الاستثمار طويل الأجل كلما كانت العوائد أفضل بكثير من العديد من الأصول الأخرى .
لاشك بأن أداء الأسهم الأمريكية كان ملفتاً خلال العامين الأخيرين وهذا واضح تماماً , كما أن عوائد الأسهم في الاقتصاديات الناشئة أتت بأرباح عالية جداً هي الثانية بعد الأسهم الأمريكية خلال عشر سنوات بينما منيت السلع مثلاً بخسائر كبيرة. من بين هذه الأصول يبدو الذهب مستقراً في المنطقة الإيجابية ويحقق عوائد متوازنة , قد تكون قليلة أحياناً ولكنها مستقرة ولا تخضع لتقلبات قاسية كما حدث للسلع. قد يقول أحد أن سعر الذهب وصل في عام 2011 الى مستويات قياسية تاريخية عند 1900$ للأونصة وهذا كلام صحيح , ولذلك كما قلنا بأن الخسائر قد تحصل خاصةً اذا لم نحدد اطاراً زمنياً للاستثمار أو كان الهدف لمجرد مضاربة سريعة عندها سيتحول الذهب الى أداة عالية المخاطر . هذا الكلام يتفق تماماً مع وجهة نظرنا بأن الذهب مازال لديه زخم جيد للارتفاع , قد يكون بطيئا ولكنه مستقر وأكثر أماناً.