في خضم التقلبات الضعيفة لأسواق المال العالمية , تبقى الأسواق مترقبةً لأي خبر يأتي من هنا أو هناك . لا يبدو الاتجاه حقيقةً واضحاً وحتى صناع السياسة النقدية قد يكونوا عاجزين عن اتخاذ اجراء وقائي مبكر قبل حدوث أي تبعات سيئة للتراجع الاقتصادي. قال كورودا اليوم في طوكيو أن البنك المركزي الياباني مستعد للمزيد من إجراءات التيسير النقدية اذا ارتفع الين بقوة ووصل الى مرحلة تؤذي معها الاقتصاد وتجعل معها الوصول الى مستويات 2% للتضخم أكثر صعوبة.
لا نعتقد أن كورودا محافظ بنك اليابان يقول شيئاً عن عبث , ولكنه بالتأكيد يقول كلاماً سياسياً أكثر من كونه اقتصادياً واقعياً خاصةً أن كلامه كان في البرلمان الياباني اليوم في طوكيو لأنه يعرف تماماً أنه بعد أكثر من خمس سنوات على التيسير النقدي والفائدة تحت الصفر ( حالياً -0.10% في اليابان ) ومع ذلك لم يصل التضخم بعد ولن يصل الى مستويات 2% التي وضعها البنك كهدف خلال المرحلة الماضية . التيسير النقدي لوحده لن يكفي في بلد هو الأكثر شيخوخة في العالم , وهناك تراجع في مستويات الإنتاجية والاستهلاك الداخلي لأكثر من 100 مليون ياباني مهددون أصلاً بتراجع عددهم خلال العقدين القادمين . ستأتي قوة الين من عوامل خارجية , مرتبطة بعوامل عديدة :
أولاً : تراجع الدولار الأمريكي وعوائد سنداته تدريجياً .
ثانياً , الارتفاع التدريجي في مستويات المخاطر العالمية حتى لو بدت حالياً هادئة أو تحت السيطرة لأن الين من العملات الأكثر شراءً في أوقات الأزمات وحالات عدم الاستقرار.
ثالثاً , سيكون التركيز مجدداً على مؤشر نيكي والذي يبدو من خلال الرسم البياني العلاقة المهمة المرتبطة بين ارتفاعه وبين تراجع الين , ولكن حذار عندما يحدث تصحيح قاسي لمؤشر نيكي وعنها سيكون شراء الين هو الملاذ الآمن .
الدولار ين حالياً عند 110.65 ولا نتوقع حدوث تغيير كبير في هذه المستويات حيث لم يحدث تغيير كبير خلال عام من الآن ولكن لا نعتقد أن شراء الدولار الأمريكي مقابل الين سيكون استثمراً طويل الأجل بل على العكس شراءً قصيراً للمضاربة. تابعونا على حساباتنا في تويتر وتيليجرام للمزيد من التحديثات اليومية والأفكار الاستثمارية.