المقال مترجم من اللغة الإنجليزية بتاريخ 22/2/2019
أعلن بنك (NYSE:جي بي مورجان تشايس وشركاه) الأسبوع الماضي عن خطط إصدار رمز رقمي خاص به، يعرف بـ جي بي مورجان كوين. وتحرك سوق العملات المشفرة، وتكنولوجيا سلسلة الكتل جراء هذا الإعلان. فلم يكن مثل هذا التطور متوقعًا من جي بي مورجان. كما تعد هذه العملة هي أولى العملات المشفرة التي يصدرها بنك دولي كبير.
يصف البنك عملته البديلة الجديدة بأنها مشروع استطلاعي للسوق، موجه إلى عملاء المؤسسة. وتفعّل جي بي مورجان، وفق تصريحاتها، مزايا تحويل "فوري" للنقود، كما تسمح لكل من العملاء والمدينين بتسوية المدفوعات على شبكة سلسلة الكتل (بلوكشين).
جاءت بيانات على لسان المدير التنفيذي لـ جي بي مورجان، جايمي ديمون، وكان بها هجوم كبير على ({{945629|بتكوين}})، ولم يكتف بمرة واحدة بل له تصريحات في مناسبات عدة، وهذا بالتحديد ما يجعل إعلان البنك عن عملته المشفرة حدثًا مربكًا.أشار ديمون في نهاية عام 2017 إلى أغلب العملات المشفرة ذات القيمة السوقية بأنها أشكال للـ "الاحتيال،" وشبّه تحركها القوي والسريع للأعلى، بفقاعة التوليب التي حدثت في هولندا عام 1630.
وعندما انفجرت فقاعة بتكوين القائمة على المضاربة، صرح ديمون في نهاية 2018 قائلًا: "سلسلة الكتل حقيقة، فهي تكنولوجيا، بينما بتكوين ليست عملة حقيقية." وعلى ما يبدو أن عملة جي بي مورجان، وفق معايير المدير التنفيذي، ستكون شيء هجين، كالتالي: تقوم العملة على تكنولوجيا سلسلة الكتل، وهي مقومة بالدولار الأمريكي بنسبة 1:1، مما يجعلها من العملات المستقرة مثل: تيثر، وترو يو إس دي.
تقدم عملة جي بي مورجان تطورًا إيجابيًا لفئة الأصول، وللصناعة ككل، ويقول إن هيو أونج، إن ما يحدث يبرهن على كيفية تحسين سلسلة الكتل طرق عمليات الدفع والسداد، وأونج هو رئيس منصة تطوير الأعمال المنشأة على سلسلة الكتل باسم Zilliqa.
لا تدعوها عملة مشفرة
ويتابع مضيفًا أن هذه العملة لا يجب أن ترى في ضوء أنها عملة مشفرة. والأجدر بالسوق أن يصفها بـ "أصل رقمي".
"سيبني بنك جي بي مورجان عملته على دفتر الحسابات الموزع Quorum، ويوصف هذا الدفتر بـ "المختص بالمشروعات،" فتعتبر العملة نسخة خاصة من إيثيريم. طوّر جي بي مورجان وبعض الشركاء Quorum، ويتحكم البنك بالشبكة، مما سيحولها إلى شبكة مركزية، وتحتاج لإذن للتعامل معها، وبالتالي يجب أن يحوز المشاركون السلطة المناسبة ليتمكنوا من الانضمام للنظام.
يختلف هذا عن طريقة عمل بتكوين وإيثيريم، فيمكن لأي حد من أي مكان أن يدخل على عقدة وينضم للنظام دون أن يطلب إذن بالسماح."
ويستطيع عدد قليل من المشاركين الانضمام للشبكة، بسبب تلك القيود التي يقرها البنك. ونشر البنك معلومات تدل على أن جي بي مورجان كوين هي نسخة تجريبية، يختبرها عدد محدود من عملاء المؤسسة. ويخطط البنك لتوسعة البرنامج التجريبي في وقت لاحق من العام الجاري، رغم ذلك لا خطط هادفة لتقديم خدمات العملة المشفرة لعملاء التجزئة.
وتختلف العملات المشفرة عن ذلك بأنها متاحة لأي شخص، وفق ما يشير إليه أونج. فما يلزم على المرء فعله هو إنشاء محفظة لتخزين العملات. ولكنه يقول:
"توجد فروقات بين عملة جي بي مورجان والعملات المشفرة، إلا أن إصدار العملة، ومشاركة مؤسسة مالية ضخمة في السوق يمنح الصفة الشرعية لجزء أكبر من صناعة سلسلة الكتل ككل."
ويتفق أنجليو لوب مع أونج، يعمل لوب في Slant:
"يحتمل ألا يسمح لأحد غير جي بي مورجان وعملاء البنك باستخدام العملة الجديدة. ولا أرى أن بنوكًا أخرى سترغب في استخدام تلك العملة، لأنهم باستخدامها يكونون معتمدين على جي بي مورجان في معالجة معاملاتهم. بيد أن هذا لا ينفي أهمية وضخامة تلك الخطوة بالنسبة لبنك. فلم يكن هذا ليخطر على بال أحد منذ عام أو عامين."
وعلى الضفة الآخرى، يرى البعض أن هذا التطور ليس جديرًا بالحفاوة التي يحصل عليها. فيقول رئيس مجلس إدارة Slant، مارسيل فاسهانور، إن عملة جي بي مورجان تشبه كثيرًا الأدوات المالية الأوروبية المستخدمة في عمليات الدفع والسداد الرقمية، والمدعوة بالأموال الإلكترونية، إذا أن العملة يصدرها البنك وتكون مربوطة بالنقود التي يستخدمها العملاء. ويستمر قائلًا إن هذا المفهوم مستخدم في على نطاق واسع في تكنولوجيا الأموال.
وبرغم كل هذا، لا يستطيع البعض التخلي عن المفارقة التي حدثت، فالمدير التنفيذي للبنك، ديمون، انتهز فرص عدة لينتقد العملات المشفرة، والآن يدخل البنك الفضاء بهذه الطريقة، وتشيع تلك المشاعر حتى إذا لم تنل العملة قناعة السوق. فيقول بيدرو أندرسون، مدير العمليات، ومؤسس WindingTree:
"تتيح عملة جي بي مورجان فرصة لحصول فئة الأصول المشفرة على اعتراف بالفاعلية من طرف السوق التقليدي. ونستفيد من هذا ونقبله. ولكن، بالنسبة للعملة فهي قائمة على ثقة جي بي مورجان، وسيفعلون كل ما في وسعهم ليسيطروا على العملة، ويستطيعون ذلك نظرًا لما لديهم من أموال."
هل ما يحدث عبورًا للفجوة؟
يعتقد نيد مايرز أن دخول جي بي مورجان لفضاء الأصول الرقمية لهو علامة على أن صناعة رموز الأمان "تعبر الفجوة" بسرعة، مايرز هو نائب مدير إدارة المنتج في AlphaPoint. وعبور الفجوة هذا هو مصطلح صاغه جيفري مور يشير للتحرك من مرحلة تبني الأوائل، إلى حيازة قبول الاتجاه العام.
"أعلنت مؤسسات أخرى عن دخول فضاء تداول الأصول الرقمية، مثل: Fidelity، و ICE، و BAKKT، وصاحبتهم جي بي مورجان. وتنذر خطوة جي بي مورجان بقدوم المزيد من المؤسسات التقليدية للفضاء الرقمي، وفق ما نرى. فأتطلع إلى وصولنا لنقطة التحول، والتي تصبح فيها الأوراق المالية المرمزة هي المفتاح الفارض لنفسه بسلطة الأمر الواقع لفتح سيولة السوق."
ويجادل البعض الآخر بأن ما يحدث محض استراتيجية إعلانية. ويوافق مؤسس ومدير CloseCross، فايبهاف كاديكار، فبالرغم من تسمية البنك لعملته بالعملة المشفرة، ترى الانتقادات أنها محض وسيلة ترويج تحيالية، وفرصها لجني قيمة حقيقية ضعيفة.
"يعتمد البنك الرائد على حصته الضخمة من السوق، فيمتلك ثروة 80%، وعملائه 500 شركة، ويعتمد كذلك على تبني بنوك أخرى لتلك الاستراتيجية، مما يرفع التبني."