ترامب بصدد مشكلات عديدة، فهل تنتهز الأوبك الفرصة لتحافظ على الأسعار مرتفعة؟

تم النشر 28/02/2019, 11:13

المقال مترجم من اللغة الإنجليزية بتاريخ 28/2/2019

يحكم التوقيت كل شيء في عالم السياسة. ويمكن تطبيق ذلك على الأسواق الآن، خاصة سوق النفط.

WTI 60-Min Chart

ارتفعت أسعار النفط الخام بنسبة 3% يوم الأربعاء، بعد تقرير إدارة معلومات الطاقة المفاجئ، والذي أدهش الأسواق بهبوط المستودعات الأمريكية مقدار 9 مليون برميل خلال الأسبوع الماضي، وكان المحللون يقدرون زيادة المخزون المتراكم في المستودعات بـ 3 مليون برميل.

ولكن، سبق على تقرير إدارة معلومات الطاقة سبب آخر يدفع الأسعار للارتفاع، وهو: رد ائتلاف دول الأوبك الأعضاء وغير الأعضاء (25 دولة) على ما غرّد به الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، يوم الاثنين، الذي دعا أعضاء المجموعة إلى "التهاون" فيما يتعلق بتخفيضات الإنتاج التي تقرّها، وقال عن تلك التخفيضات إنها ترفع أسعار النفط الخام "أكثر من اللازم."

ورد خالد الفالح، وزير الطاقة السعودي، قائد الأوبك، يوم الأربعاء ، بتصريحات لشبكة سي إن بي سي:

"نأخذ الأمور ببساطة. فنستمع للرئيس المحترم، وننصت إلى مخاوفه بشأن المستهلكين ونطمأن الجميع، سواء كان هو، أو قادة الدول النامية، بأننا نركز على مصالح الاقتصاد العالمي والمستهلكين حول العالم، كما نركز على مصالح المنتجين."

وأضاف الفالح أن الدول الـ 25 في ائتلاف الأوبك+ ينتهجون "نهجًا بطيئًا ومحسوبًا،" بصدد تخفيضات الإنتاج، وهدفهم من ذلك هو جلب "الاستقرار أولًا وأخيرًا."

الرئيس ترامب بين شهادة كوهين، وكوريا الشمالية

يجتمع ترامب مع قائد كوريا الشمالية، كيم جونغ أون، في النصف الآخر من العالم؛ تنعقد القمة في هاناواي، فيتنام. لم يتسن لترامب الرد على الفالح، ولكنه غرّد حول بيونيانغ، وأمله في نزع السلاح النووي منها. وعلى أي حال، جاء من البيت الأبيض تعقيبًا على القمة يوم الخميس، قائلين بأنه قُلصت مدتها، ولن يوقع البلدان أي اتفاق أو تحالف.

وغرّد الرئيس الأمريكي حول أمر آخر يوم الأربعاء، وهي مسألة تزعجه أشد الإزعاج، فتحدث حول: اتهام محاميه السابق، مايكل كوهين لترامب بأنه أدلى بأكاذيب حول مصالحه وأعماله مع الطرف الروسي المنعقدة أثناء الحملة الانتخابية لعام 2016، كما قال كوهين إن ترامب كذب بشأن علمه بفضيحة البريد الإلكتروني لمنافسته، هيلاري كلينتون، وتطرق إلى الحديث عن النقود التي دفعها نيابة عن ترامب بهدف التغطية على الفضائح الجنسية الطائشة المزعومة لترامب.

ونتوقع ألا يمنح ترامب الأوبك عظيم اهتمامه الآن، لوجود أمور عدة تشغله وتزعجه، من مخاوفه حول شهادات كوهين، ومشكلات كوريا الشمالية، وصعوبة التوصل لاتفاق تجاري مع الصين.

فيشابه الموقف الآن ما حدث في ديسمبر الماضي عندما استولى الإغلاق الحكومي، الذي دام لأكثر من شهر، على ذهن ترامب، وهجر على إثره حملته الشعواء لتخفيض أسعار النفط، التي تسببت في خسارة سوق النفط 40% خلال الربع الرابع من العام الماضي.

سكوت ترامب عن النفط يمد يد العون للأوبك

حصل ترامب على بعض الراحة عندما تمكن من تخفيض أسعار النفط قبل انتخابات التجديد النصفي في نوفمبر، ولا يبدو أنه سيتمكن من التغريد بنفس الكثافة حول النفط الآن. وبتوقف ترامب عن التغريد استطاعت السعودية وروسيا، قادة الأوبك+، التحكم في رواية السوق عن النفط، مما تسبب في ارتفاع الأسعار بنسبة 35% منذ هبوط ليلة عيد الميلاد البالغ 35%.

بإبعاد ترامب عن سوق النفط مجددًا، يحصل الفالح ومسؤولو الأوبك على بعض الراحة، نظرًا لأن تغريدات ترامب تنجح عادة في تغيير المزاج الثيراني للسوق، حتى لو دام هذا التغيير ليوم واحد.

بينما لدينا آراء متضاربة حول المدى الذي يمكن لأسعار النفط وللطلب عليه وصوله في 2019.

فقال محللو (NYSE:غولدمان ساكس)، مُتنبِأ أسواق الطاقة الأكثر تأثيرًا في وول ستريت، إن الذروة التي بلغتها أسعار النفط الأسبوع الماضي بين 70 دولار و75 دولار الأسبوع الماضي، والانخفاض مجددًا إلى 60 دولار خلال النصف الثاني من الشهر يعود جزئيًا للارتفاع القوي في إنتاج الولايات المتحدة، والتي وصلت إلى الرقم القياسي العالمي لـ 12 مليون برميل يوميًا، ويمكنها الارتفاع لـ 13 مليون برميل يوميًا في 2020.

خيارات ترامب في مواجهة التصميم السعودي

تدور مناقشات كثيرة حول ما يمكن أن يفعله الرئيس ترامب أو أعضاء الكونجرس الذين يعملون لصالحه لتخفيض أسعار النفط.

يمكن أن يستغل أحد الطرفان قانون نوبيك (منع احتكار النفط) ليواجه أي دولة تدخل في ائتلاف للسيطرة على السوق مثل الأوبك، ووافقت لجنة من الكونجرس الأمريكي على هذا القانون في 7 فبراير.

ربما يحاول ترامب إغراق سوق النفط في الولايات المتحدة بالإمدادات من مستودع النفط الاستراتيجي التابع للحكومة، وبهذا المستودع 730 مليون برميل.

ولكن على الجهة الأخرى يصمم الطرف السعودي على تخفيض إنتاجهم بالمقدار اللازم ليعود السوق لسعر 80 دولار للبرميل، وهو مستوى وصل له برنت في أكتوبر الماضي، ويرى محللون أن ترامب أمام صراع جدي.

قال الفالح يوم الأربعاء إن تحليله يوضح أن الأوبك+ ربما يلزم عليها أن تمدد تخفيضات الإنتاج لنهاية العام لتعيد التوازن للسوق. ويجتمع الائتلاف مجددًا خلال شهر فبراير، ليصدر آخر القرارات.

وذكر وزير الطاقة السعودي:

"وقوف النفط عند المستويات الحالية ليس أمرًا إلهيًا، فهذه أفضل تسوية توصلنا إليها في ديسمبر الماضي."

"لذلك إذا وجدنا بنا حاجة لوضع حدود أخرى، وهدف يختلف عن 1.2 مليون برميل، بالتأكيد نحن منفتحون على الخيارات الجديدة. ولكن الطريق الأسهل، هو الافتراض بأن السوق يعاني من زيادة الإمدادات، وهذا ما سنحكم على أساسه."

وستكون لكلمات ترامب أو أفعاله أهمية أقل كثيرًا هذه المرة، بالنظر للمعطيات الأساسية للسوق، وذلك وفق دومينيك تشيرشيلا، مدير إدارة المخاطر والتداول في معهد إدارة الطاقة بنيويورك.

يقول تشيرشيلا:

"ليتمكن ترامب من تغيير الاتجاه الصاعد للنفط، عليه هذه المرة أن يفعل أكثر من إرسال بضع تغريدات، فاتجاه الأسعار الصاعد هذا مستمر من نهاية ديسمبر."

أحدث التعليقات

جاري تحميل المقال التالي...
قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2025 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.