أنهت أسعار الذهب تعاملات الأسبوع الماضي عند مستوى 1299 دولار لأونصة، لتنجح في التعافي بعد أن خيمت الخسائر على تداولات المعدن الأصفر في أغلب جلسات الأسبوع، حيث لامس يوم الخميس أدنى مستوى له منذ جلسة 25ـ01ـ2019.
جاءت مكاسب الذهب يوم الجمعة في إطار الاستفادة من الأداء الضعيف للدولار الأمريكي الذي هبط للمرة الأولى في ثماني جلسات بعد أن جدد تقرير الوظائف الأمريكية المخيب للآمال المخاوف من تباطؤ الاقتصاد العالمي.
كما تصدرت المخاوف بشأن النمو الاقتصادي العالمي عناوين الأسواق يوم الجمعة، بعد أن أظهرت بيانات من الصين أن الصادرات تقلصت بنسبة 20.7٪ في فبراير مقارنة بالعام الماضي بينما انخفضت الواردات بنسبة 5.2٪.
جاءت بيانات فبراير الصادرة من بكين وأرقام الوظائف الأمريكية المتباينة في أعقاب تحرك البنك المركزي الأوروبي لخفض توقعات النمو حيث كشفت النقاب عن جولة جديدة من التحفيز النقدي يوم الخميس.
أرقام الوظائف الأمريكية كانت متباينة، نظرا لأنها أظهرت زيادة في الوظائف بأقل كثيرا من التوقعات، في حين أن التقارير الأخرى التي تعودنا أن ترافق بيانات الوظائف، أي معدل الأجور في الساعة والبطالة كانت جيدة، مما ترك المستثمرين في حيرة من أمرهم.
وعلى جبهة المفاوضات التجارية، لم يكن هناك مستجدات تساعد على بناء توقعات لوقف أي تباطؤ في الاقتصاد العالمي قريبا، حيث قال مستشار التجارة في البيت الأبيض، كليه ويليمز، يوم الجمعة إن مسؤولي إدارة ترامب لم يقدموا أي خطط جديدة لإرسال فريق إلى الصين من أجل إجراء محادثات مباشرة. وذلك على الرغم من أن هناك أخبار في الأسابيع الماضية عن إحراز تقدم في المحادثات.
وقال سفير الولايات المتحدة لدى الصين تيري برانستاد لصحيفة وول ستريت جورنال إن الجانبين لم يحددوا موعدًا لعقد قمة حيث أنهم لم يشعروا أن التوصل إلى اتفاق وشيك.
من جانب آخر، لاحظنا تراجعا للذهب يوم الخميس خاصة بعد التصريحات المتشائمة من البنك المركزي الأوروبي الذي لم يبقي فقط أسعار الفائدة دون تغيير بل بدد كل الآمال بأن يتم رفع أسعار الفائدة في عام 2019. وأطلق البنك المركزي الأوروبي جولة أخرى من القروض الرخيصة للبنوك (TLTRO-III) اﻋﺗﺑﺎراً ﻣن ﺳﺑﺗﻣﺑر 2019 وﺗﻧﺗﮭﻲ ﻓﻲ ﻣﺎرس 2021، وﮐل ﻣﻧﮭﺎ مع فترة استحقاق تبلغ سنتين.
ماذا يعني كل هذا بالنسبة للذهب؟
المزيد من الحذر من دراغي هو أخبار سيئة في الأساس للمعدن الأصفر. جيث كان يأمل العديد من الاقتصاديين أن ينضم البنك المركزي الأوروبي إلى الاحتياطي الفيدرالي ويعمل على تطبيع سياسته النقدية. ولكن يبدو ان ذلك لن يحدث أبدا في وقت قريب. وبالتالي، ينبغي أن يعزز قرار البنك المركزي الأوروبي الأخير الدولار الأمريكي مقابل اليورو والذهب، خاصة وأن هذه الخطوة كانت مفاجئة إلى حد ما.
من جانب آخر، لا يزال الدولار الأمريكي هو الخيار المعقول الوحيد بين العملات الورقية. حيث لم يقم كل من البنك المركزي الأوروبي وبنك اليابان بتطبيع سياسته النقدية. كما أطلق بنك الشعب الصيني محفزات جديدة. ويلتزم بنك إنجلترا الحذر مؤقتًا، استعدادا للبريكست، وبدلاً من تطبيع سياسته النقدية، قام بنك إنجلترا بتوسيع الإقراض الأسبوعي ليشمل اليورو من خلال تفعيل خط مقايضة مع البنك المركزي الأوروبي، بهدف دعم النظام المالي في حالة الخروج المفاجئ من الاتحاد الأوروبي.
في مثل هذه البيئة، يبدو أن الاحتياطي الفيدرالي وعملته هي اللعبة الوحيدة الآمنة.
وخلال تعاملات هذا الأسبوع، سيتابع المستثمرون جملة من البيانات الاقتصادية من الولايات المتحدة أهمها مبيعات التجزئة يوم الاثنين وتقرير مؤشر أسعار المستهلكين يوم الثلاثاء، وستصدر هذه البيانات على الساعة 15:30 بتوقيت السعودية.
من الناحية الفنية، توقعنا في تحليلنا لأسعار الذهب في بداية الأسبوع الماضي استمرار الخسائر، وهو ما شاهدناه حيث كانت بداية التداولات الأسبوعية عند 1294 دولار لأونصة، وانتهى الهبوط يوم الخميس الماضي عند 1280 دولار الأونصة، أين وجد الذهب دعما قويا دفع به إلى 1299 دولار الآونصة يوم الجمعة، ومازلنا نرى أن اليقين إلى حد ما بتماسك أسعار الذهب سيكون بالإغلاق اليومي فوق 1300 دولار لأونصة لينطلق الذهب من جديد نحو مستوى المقاومة 1316 دولار لأوقية.
لكن بالنسبة للتداولات على المدى القصير، منطقة المقاومة ما بين 1300 / 1305 دولار لأوقية وإذا لم نشاهد ثباتا أعلى منها كما أشرنا سابقا، فإن هناك عودة لاختبار الدعوم التالية: 1294 دولار / 1288 دولار / 1280 دولار. وأي كسر لمستوى الدعم 1280 دولار سيكبد الذهب المزيد من الخسائر نحو الدعم الرئيسي 1276 دولار لأونصة. بيانات.نت