المقال مترجم من اللغة الإنجليزية بتاريخ 13/3/2019
تراجع أداء أسهم الشركات الأوروبية على مدار العام الماضي، مقارنة بأداء الأسهم الأمريكية، وتقف القيمة السوقية للشركات الأوروبية الآن عند مستويات منخفضة لم تهبط إليها منذ عدة أعوام. وربما يرغب مستثمر مغامر بدخول السوق الأوروبية، ومحاولة إيجاد ملكية قيّمة فيها.
يهبط مكرر ربحية (سعر السهم مقارنة بالربحية) الأسهم الأوروبية عن الأمريكية، وكانت الفجوة بينهما كبيرة بنهاية العام الماضي، وفق ما ذكره روري باتيمان، رئيس Schroders (LON:SDR)، في تطلعات سوق الأسهم الأوروبية لعام 2019
واتسعت تلك الفجوة مزيدًا من الاتساع عندما شرع الرئيس ترامب في تطبيق خطة التخفيضات الضريبية على الشركات الكبرى، تلك الخطة التي ساعدت في تحفيز النمو الاقتصادي الأمريكي، وسمحت للشركات أن تعيد النقد للمستثمرين، مما رفع سعر الأسهم الأمريكية، كما ذكر مايكل هيوسون، رئيس المحللين في CMC، في أحد المقابلات. عانت الأسهم الأوروبية، وفق هيوسون، من: الاقتصاد ضعيف النمو، والتوتر التجاري متصاعد الحدة مع الولايات المتحدة، وتراجع نمو الاقتصاد الصيني عن المستويات المعهودة، وفوق هذا وذاك، حالة عدم اليقين التي تحيط بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وجاء جافير بانيزو في أحد المقابلات على ذكر أن الاختلاف ما بين أوروبا وأمريكا يتجاوز التوترات الجيوسياسية، فتكمن قوة الولايات المتحدة في الشركات التكنولوجية، بينما قوة أوروبا تتركز في القطاع المالي؛ وبانيزو هو مدير المحفظة الاستثمارية، ومحلل لبيانات المستهلك الدولي في شركة Nomura Asset Management، ومقرها لندن.
تزكي شركة Nomura بعض أسهم الأوروبية، ومنها: الشركة (LON:الشركة البريطانية الأمريكية للتبغ)، المدرجة على بورصة لندن، وشركة صناعة السيارات، المدرجة على بورصة فرانكفورت د(DE:دايملر)، وشركة (SIX:أديكو)، شركة توظيف مؤقت، مقرها زيورخ.
الشركة البريطانية الأمريكية للتبغ
أحد الخيارات الجيدة لدخول سوق الأسهم الأوروبية، يقف تداولها الآن أعلى 10 من الأرباح المتوقعة لعام 2019، وفق ما يقوله بانيزو. وترى شركة Nomura أن شركة التبغ قادرة على توليد سيولة نقدية تصل إلى 7.3 مليار يورو (9.7 مليار دولار) هذا العام، ويكفي هذا لتوزيع الأرباح التي رفعتها الشركة بنسبة 4%، ويترك نقدًا كافيًا لسداد بعض الديون.
خسرت أسهم الشركة نصف قيمتها تقريبًا، بعد أن سجلت سعرًا قياسي الارتفاع في مايو 2017. فيقف السعر الحالي للشركة منخفضًا بنسبة 50% عن السعر المتوقع تحقيقه في المستقبل لتوفير السيولة النقدية التي وضعتها الشركة في تطلعات العام الجاري، فرأت الشركة وصول سعر السهم لـ 66.9 يورو، تأتي تلك الأرقام وفق حسابات الموقع المالي سيمبلي وول ستريت، والذي قام بحساب تلك الأرقام بناء على التدفق النقدي المستقبلي لعشر سنوات.
بلغ عائد الشركة في عام 2018، 25.76 مليار يورو، وهذا الرقم معدل وفق تقلبات العملة، وتأثير استحواذ الشركة في 2017 على راينولدس أمريكان. وعندما استحوذت الشركة البريطانية الأمريكية للتبغ على هذه الشركة زاد عائد الشركة بنسبة 3.5%، بسبب زيادة أرباح الحصة السوقية، وارتفاع الأسعار. وارتفعت ربحية السهم، على بعض الأسس، بنسبة 11.8%، أي مقدار 315.5 بينس، وفق ما ذكرته الشركة في 28 فبراير.
وتقع أسهم الشركة تحت ضغط، بينما تتجه إدارة الغذاء والدواء الأمريكية نحو حظر بيع السجائر بنكهة المينثول. وتعتقد شركة، Hargreaves Lansdowne، أن السجائر المُنكَهة تلك ربما تكون مدخلًا للمدخنين الجدد. وإذا أقدمت الإدارة الأمريكية على فعل هذا، ستكون "ضربة قوية" لشركة التبغ، بسبب مركزها المهيمن في صناعة السجائر بنكهة المينثول داخل الولايات المتحدة، بعد الاستحواذ على راينولدز.
خسرت الشركة الاستئناف على أحد الدعاوى القضائية التي رفعتها هيئة المدخنين الكنديين ضد وحدة تبغ كندا التابعة للشركة البريطانية الأمريكية للتبغ، وكانت الدعوى أيضًا ضد اثنيتن من الشركات المنافسة، وقالت الشركة الأسبوع الماضي إنها ستدفع 436 مليار يورو من أرباح 2019، بسبب تلك الخسارة. فأيدت محكمة استئناف كيوبيك، في وقت سابق من هذا الشهر الحكم الصادر في 2015، القاضي بدفع الشركات الثلاث 15.6 مليار دولار كندي (11.6 مليار دولار أمريكي) تعويضات للمدخنين.
ويقول بانيزو إن تلك التطورات لا تغير موقفه من الشركة. فالتعديلات في خطة المحاسبة بعد إصدار محكمة الاستئناف حكمها النهائي لن تقود إلى أي تراجع في التدفق النقدي، وبالتالي لن تعكس التوقعات المستقبلية. ويتابع قائلًا إن إغلاق الوحدة الكندية للشركة، سيكبدها خسائر بنسبة 4% على الربح.
ويعتقد بانيزو أن المخاطر التنظيمية "وصلت لمفترق طرق" باستقالة مفوض إدارة الغذاء والدواء، سكوت جوتليب، أبرز الوجوه المؤيدة لتشريعات صارمة ضد شركات التبغ. ويضيف: "يلوح في مستقبل صناعة التبغ جيل جديد من المنتجات، مثل الفايب، وأنواع السجائر التي تحتاج لدرجة حرارة عالية، ولا تحتاج الحرق." تستثمر الشركة البريطانية الأمريكية للتبغ في مزيج من المنتجات الجديدة، وبناء على ما فعلته الشركة جاءت نتائج المدى المتوسط إيجابية.
دايملر
يحبذ مديرو الأصول في Nomura، أسهم شركة دايملر، وهي الشركة المالكة للعلامة التجارية مرسيدس بينز، ويستمر تزكية تلك الأسهم حتى في ظل التحديات المتزايدة التي تقف في وجه شركات صناعة السيارات الأوروبية هذا العام. فتواجه الشركات: تراجعًا في المبيعات داخل أوروبا والصين، واحتمالية فشل الولايات المتحدة والصين في حل النزاع التجاري بينهما، وخطر زيادة الولايات المتحدة للتعريفات المفروضة على السيارات الأوروبية، وذلك بعد توجه الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بطلب لوزارة التجارة، لفتح تحقيق بهدف الكشف عمّا إذا كان استيراد السيارات الأوروبية يشكّل تهديدًا للأمن القومي.
ويُضاف لتحديات شركات صناعة السيارات: القواعد التنظيمية الصارمة بشأن الانبعاثات المتولدة من محركات الديزل والمؤثرة على البيئة تأثيرًا سلبيًا والتي بدأ تنفيذها العام الماضي، وعندها كذلك منافس قوي مثل تيسلا، وخدمات المركبات التشاركية (أوبر على سبيل المثال)، والتي تزيد من الضغط على شركات صناعة السيارات حتى تبدأ في تطوير مركبات كهربية، ومركبات هجينة، وللقيام بذلك يتوجب حصولها على استثمار قوي وضخم.
تعد دايملر "شركة عالية الجودة، داخل قطاع رخيص ولا يفضل أحد دخوله،" وتجذب الأسهم المستثمرين الآن لأن توقعات أرباح عام 2019 تدل على أن تلك الأسهم سترفع 6.5 مرة عن سعرها الحالي.
ويذكّرنا بانيزو أن الشركة لديها علامة تجارية لها اسم أقوى من المنافسين، كما أن الشركة أعلنت التزامها بزيادة الانفاق على قطاع السيارات الكهربية، وتطوير تكنولوجيات جديدة لتقليل الانبعاث. وأضاف: "تخطط شركة صناعة السيارات لإنتاج 10 سيارات كهربية للسوق على مدار الأعوام الخمسة القادمة.
وبينما تراجعت ربحية السعر بنسبة 29% لعام 2018، وتأتي تلك النسبة مقارنة بربحية السهم لعام الماضي. وتتوقع الشركة، وفق ما جاء في بيانها المالي الصادر في 15 فبراير، أن تنمو الأرباح في عامي 2019، و2020.
أديكو
هي ثالث خيارات Nomura، وأكبر شركة توظيف في العالم، يقف تداول السهم مرتفع 10.6 عن الأرباح المتوقعة لعام 2019. وبوضع هذا الارتفاع في الاعتبار نرى أن السوق "لا يرى تدهورًا قويًا في سوق العمل الأوروبي، والذي تدور توقعات حول دخوله في ركود،" وفق ما يقوله بانيزو.
ويحدث تباطؤًا في الاقتصاد الأوروبي، ولكن الركود ليس من بين الأمور المتوقعة بقوة. وتوقع بعض محللين في استقصاء لشركة Consensus Economics، أن توسع منطقة اليورو سيكون أقل من 1.6%، لتمر المنطقة بثاني أعوام التباطؤ، وكان المتوقع العام الماضي بلوغ النمو نسبة 1.9، وفي 2017 كانت التوقعات تدل على توسع 2.4%، كما جاء في تقرير الفايننشال تايمز.
وبلغ صافي خسائر الشركة السويسرية 112 مليون يورو، عن نحو غير متوقع، بالنسبة للربع الرابع من عام 2018، ويأتي ذلك بعد تلف أعمالها في ألمانيا، ورغم أن ما حدث للأعمال في ألمانيا كان عن حسن نية، ويعود لتغيرات مؤقتة في التوظيف، وانخفاض الإنتاج في قطاع السيارات الألماني، والتباطؤ الاقتصادي، وفق ما ذكره الرئيس التنفيذي للشركة في مقابلة أجراها لتلفاز بلومبيرج، بتاريخ 28 فبراير.
وبالرغم من التباطؤ الذي يصيب أوروبا، من المتوقع للشركة أن يستمر نمو الشركة في الولايات المتحدة، وآسيا، كما ذكر الرئيس التنفيذي للشركة.
ويزكي المحللون "التمسك" بالأسهم، وفق بيانات شبكة رويترز. وكان لدى المحللين شكوك في تراجع هيكلي في الهوامش الربحية، وقال المدير المالي للشركة الشهر الماضي إنه مسألة تحسين الهوامش تزداد صعوبة في بيئة يغمرها تحديات النمو، وفق تقرير رويترز. بيد أن أديكو تمكنت من الوصول لهامش نمو في الربع الرابع يفوق التوقعات، وهذا "مشجع" وفق ما يعتقده بانيزو.