إرتفع النفط بأكثر من 25% هذا العام مع استمرار منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" وشركائها في إظهار التزامهم بكبح الإنتاج حتى في مواجهة انتقادات الرئيس دونالد ترامب كما وضحنا بالسابق في مدونة شركة أوربكس بمقالتنا هذه (ما زالت حرب الكلمات من “ترامب” مع “أوبك” تحدّ من ارتفاع النفط!).
اضطرت أوبك إلى تقليص الإنتاج لدعم أسعار النفط التي تراجعت في أواخر عام بشكل حاد 2018، ومنذ الأول من مارس إرتفع النفط الخام بنسبة 1.9% وإرتفع نفط برنت بنسبة أكثر من 1%. فيما قال مسؤول سعودي إن أكبر مصدر للنفط الخام في العالم يعتزم ضخ ما يقل عن 10 ملايين برميل يومياً في أبريل مما يعني تخفيضات أعمق من المتفق عليها ليكون هذا للشهر الثاني.
تواصل أسعار النفط تلقي الإيجابية بعد إعلان المملكة العربية السعودية أمس الثلاثاء أنها ستقيد بشكل كبير المعروض من النفط في أبريل. في الوقت نفسه أيضاً إنخفض إنتاج فنزويلا العضو في أوبك بسبب مشاكل الكهرباء التي تجعل من الصعب تشغيل الآبار مما عزز الأسعار.
كما ارتفع النفط لليوم الثالث على التوالي بعد أن أظهر تقرير صناعي انخفاضاً غير متوقع في المخزونات الأمريكية في الوقت الذي يقال فيه أن أكبر المنتجين في العالم يبحثون عن خطة لتمديد قيود الإنتاج.
من جهة أخرى, أظهر تقرير من أوبك أنه بحلول عام 2024 ستنخفض قدرة منظمة البلدان المصدرة للبترول ضخ النفط الخام فعلياً بسبب الانخفاض في إيران وفنزويلا وفقاً لوكالة الطاقة الدولية، وقد يكون التقرير قراءة واقعية لأوبك التي توجت إنتاجها خلال العامين الماضيين لتفادي وفرة عالمية من شأنها أن تخفض الأسعار.
فيما تقدر وكالة الطاقة الدولية أن أمريكا ستستأثر بنسبة 70%من النمو في طاقة إمدادات النفط العالمية حتى عام 2024. إلا هناك مخاوف بشأن إزدهار إمدادات الصخر الزيتي في الولايات المتحدة.
في حين لا يزال من المتوقع أن يصل إنتاج الخام إلى مستويات قياسية، ولكن خفضت الحكومة الأمريكية توقعاتها لإنتاج النفط لأول مرة منذ ستة أشهر مع تراجع الحفارين في مناطق الزيت الصخري الصغيرة وخليج المكسيك الأمريكي.
حيث خفضت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية توقعاتها الشهرية على المدى القصير لعام 2019 بواقع إنتاج يقدر 12.3 مليون برميل يومياً أي أقل بمقدار 110 ألف برميل عن التوقعات السابقة. أما تقديرات عام 2020 قد خفضت التقديرات عن الشهر الماضي بمقدار 170 ألف برميل لييصل الإنتاج إلى 13.03 مليون برميل يومياً.
من المقرر أن يصدربوقت لاحق اليوم معدل التغيير بمخزونات النفط الخام الأمريكية الأسبوعية حيث تشير التاقديرات أن يتراجع المخزون بالأسبوع الماضي إلى مقدار 2.7 مليون برميل تقريباً، وإذا أكد تقرير إدارة معلومات الطاقة الأمريكية إنخفاض مخزونات النفط الخام فسيكون هذا هو الإنخفاض الثاني خلال ثلاثة أسابيع.
النظرة الفنية "الربع الثاني"
منذ بداية فبراير ونحنو نتوقع إستمرار المكاسب بأسعار النفط الخام بالنصف الأول كما وضحنا في مدونة شركة أوربكس بمقالتنا تلك (النفط الخام يحقق أعلى مستوى في 2019، فهل يمدد من مكاسبه؟)، وهو ما يتحقق بالفعل حتى الآن.
فعلى المدى المتوسط وما نتوقعه حتى نهاية النصف الثاني من العام الجاري أن يرتفع النفط بعد أن شكل لنا نموذج فني إيجابي "الرأس والكتفين" المنعكس، وهو ما عزز من أسعار النفط الخام لإستهداف مستوى المقاومة الأولية عند 57.50.
فإذا نجح بإغلاق يومي أعلاه للمرة الأولى منذ 13 فبراير 2018 قد يعزز من المكاسب لإستهداف مستوى المقاومة الثانية عند 59.70، وبإختراقها سوف يختبر متوسط متحرك 200 يوم عند 62.10 تقريباً. أما إذا حافظ على إغلاقاته الأسبوعية أعلى مستوى المقاومة الثانية قد يستهدف مستوى المقاومة الثالثة عند 63.80.
أما الإتجاه السلبي لأسعار النفط الخام لن يكون إلا مع إختراق النقطة المحورية للإتجاه الصاعد عند 54.50. حيث دون هذا المستوى سيواجه مقاومة أولية عند 52.30 فبإختراق هذا الدعم سيواجه مستوى دعم هام للنموذج المتوقع عند 50.50. حيث إختراقه يلغي النموذج الفني المتوقع ويمدد من التراجعات نحو مستوى الدعم الثالث عند 47.00.
Abdelhamid_TnT@