في ملحمة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يشهد الجنيه الإسترليني أكبر تقلبات يومية له خلال العام الجاري، وهذا في ظل النزاع السياسي مع تصويت مجلس العموم البريطاني لمدة ثلاث أيام متتالية على عدة قرارات بشأن البريكست.
فقد تراجع الجنيه الإسترليني مقابل الدولار يوم الثلاثاء على أثر رفض مجلس العموم بشدة صفقة رئيسة الوزراء "تيريزا ماي" إتفاقية البريكست للمرة الثانية بعد أن استغرقت عامين للتفاوض عليها مع المسؤولين بالإتحاد الأوروبي.
ليأتي بعد هذا الفشل تصويت ثاني يوم أمس الأربعاء من قبل مجلسا العموم يخص تجنب ترك الكتلة الأوروبية دون صفقة، وصوت مجلس العموم في النهاية بأغلبية 321 صوتاً مقابل 278 لرفض مغادرة الإتحاد الأوروبي بدون أي صفقة.
على أثر ذلك ارتفع الجنيه الإسترليني مقابل الدولار إلى أعلى مستوى له منذ يونيو بعد أن رفض البرلمان مساء الأربعاء مغادرة الاتحاد الأوروبي بعد 46 عاماً دون وجود إتفاق للحفاظ على تدفق التجارة. بينما قبيل التصويت الثالث خلال الأسبوع بوقت لاحق اليوم قد تراجع الإسترلين بعض الشئ حيث يصوت المشرعون الآن على تأجيل الموعد النهائي الحالي في 29 مارس.
السؤال المطروح الآن هو ما نوع الخطة التي سيصوت عليها البرلمان، وما المدة التي يحتاجها السياسيون البريطانيون ليقرروا رأيهم؟
إن دراما خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي مستمرة، ورفض المشرعون في المملكة المتحدة فكرة تمزيق البلاد بخروج من الاتحاد الأوروبي دون اتفاق. فيما قيل إن رئيسة الوزراء في المملكة المتحدة "تيريزا ماي" تعتزم طلب تمديد المهلة المحددة لموعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في 29 مارس والتي تستمر حوالي شهرين.
هذا يترك رئيسة الوزراء تيريزا في وضع القتال من أجل صفقة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي مع محاولة ثالثة للحصول عليها من خلال البرلمان الأسبوع المقبل، وهذا حتى بعد أن عانت من تمرد كبير من حزبها المحافظ.
الذي ضم أعضاء من حكومتها حيث فقدت صوتين كبيرين كما شهدت إستقالة وزيراً، وانتهى بها المطاف حذراً من أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي الذي قد يتأخر لعدة أشهر.
قد يكون الإفتراض بقانون المملكة المتحدة وقانون الاتحاد الأوروبي هو أن المملكة المتحدة ستترك الاتحاد الأوروبي دون صفقة ما لم يتم الاتفاق على شيء آخر، وهذا ما أخبرته "تيرزا ماي" لمجلس العموم بعد التصويت يوم الأربعاء.
أضافت أيضاً إنه إذا تم الاتفاق على صفقة في الأيام السبعة المقبلة فسوف تطلب من الاتحاد الأوروبي تمديد فترة قصيرة، وقالت إنه إذا لم يكن هناك إتفاق بحلول 20 مارس عشية القمة المقبلة للقادة الأوروبيين فسيكون التأخير أطول بكثير. كما يعني هذا أن المملكة المتحدة ستشارك في انتخابات البرلمان الأوروبي في مايو، وهو أمر قال رئيس الوزراء إنه لن يكون صائباً.
لماذا هذا الحذر من تمديد طويل للخروج؟
يأتي تحذير "تيريزا ماي" من تأجيل طويل، والذي تم تضمينه في صياغة الاقتراح للمناقشة اليوم الخميس. يعد تكتيك يهدف إلى إقناع المحافظين المؤيدين لخروج بريطانيا وحلفائهم في الحزب الاتحادي الديمقراطي لأيرلندا الشمالية بدعم صفقة قبل فوات الآوان
لأنه من المحتمل أن يؤدي التأخير الطويل تعزيز سيطرة المعارضين لخروج المملكة المتحدة من الإتحاد الأوروبي مما يؤدي إلى تمهيد الطريق لإجراء إستفتاء ثاني، وهذا قد يقلب نتيجة الإستفتاء الأول.
أما على صعيد المستويات الفنية للجنيه الإسترليني مقابل الدولار ما زال يتداول ضمن توقعاتنا على المدى المتوسط كما ذكرنا في بداية السبوع بمدونة شركة أوربكس.
حيث نجح زوج العملة بإختبار مستوى المقاومة الثانية عند 1.3330 خلال جلسات اليوم, ومع نجاح التصويت اليوم قد يعزز نحو المزيد من المكاسب ولمعرفة المستويات المقبل يمكنك الإطلاع عليها من مقالتنا هذه (تصويت حاسم أمام الجنيه الإسترليني اليوم!).
Abdelhamid_TnT@