تتداول الليرة التركية في الوقت الراهن عند مستوى 5.47 ليرة مقابل الدولار الأمريكي، حيث سجلت الليرة التركية خسائر أمام الدولار على مدى 6 أسابيع، ويبدو أنها تتجه لتسجيل خسائر للأسبوع السابع على التوالي!
لماذا هذا التشاؤم؟
لأن الضغوط التي تعاني منها الليرة لا تقتصر على الأزمة الاقتصادية، التي أصبحت مؤكده مع صدور تقارير في الأسبوع الماضي تفيد بدخول تركيا في مرحلة ركود اقتصادي للمرة الأولى في 10 سنوات، بل أن التوترات الجيوسياسية تلوح في الأفق مجددا، رغم انشغال رجب طيب أردوغان في حشد أنصاره المخلصين للتصويت في الانتخابات التي ستجري يوم 31 مارس.
ما هي هذه المخاطر الجيوسياسية؟
وقعت تركيا صفقة لشراء معدات عسكرية، بما في ذلك أنظمة صاروخية مضادة للطائرات متطورة للغاية، من روسيا. وقد بدأت المدفوعات بالفعل، وقد ينطلق التسليم في غضون بضعة أشهر.
هذا يمثل مشكلة بالنسبة للولايات المتحدة لأن تركيا عضو في منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو). من خلال شراء نظام دفاعي روسي واستخدامه المحتمل مع جهاز دفاع الناتو في تركيا، فإن تركيا تعرض أمن حلف الناتو للخطر، وبالتالي الولايات المتحدة. لذلك يعارض الناتو والولايات المتحدة الصفقة، وقد بدأت الولايات المتحدة في معاقبة تركيا بسببها.
نعتقد أن هذا قد يصبح مشكلة أكبر في العلاقات التركية الأمريكية. ويصر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على أن تركيا لن تتراجع عن خططها. ونحن لا نعتقد أن الولايات المتحدة ستتراجع في معارضتها لتلك الخطط. لم يتدخل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشكل مباشر في هذه المسألة حتى الآن ولكنه قد يفعل ذلك. الولايات المتحدة ليس لديها الكثير لتخسره بسبب تصاعد الخلاف. لذا في الوقت الذي تحسنت فيه علاقات ترامب – أردوغان منذ عام، فإن هذا قد لا يستمر طويلا.
حدثت توترات مماثلة في عام 2018، وتزامنت تلك الفترة مع انخفاض كبير لليرة في منتصف العام. على الرغم من أننا لا نعتقد أن التوترات الجيوسياسية كانت السبب الرئيسي لهذا الانخفاض، إلا أنها ساهمت في ذلك، لذا فمن المحتمل أن تربط الأسواق بين التوترات الجيوسياسية في حال عادت بقوة إلى الساحة وبين الأزمة الاقتصادية لنشاهد الليرة مرة أخرى في وضع لا تحسد عليه.
من الناحية الفنية، وفقا لما أشرنا إليه يوم الثلاثاء الماضي في تحليلنا لزوج الدولار/ليرة تركية، شاهدنا الزوج يتراجع إلى 5.42 ليرة ليتيح فرصة للشراء وعاد للصعود يوم الأربعاء ليقترب من ملامسة مستوى 5.48 ليرة، ومازال يحوم منذ نهاية الأسبوع الماضي عند مستوى 5.47، ويبدو أن فرص الليرة للتعافي أمام الدولار الأمريكي وكسر مستوى الدعم 5.42 ضئيلة حاليا.
ومازلنا نحتفظ بتوقعاتنا الفنية أن أي اختراق لمستوى المقاومة 5.48 ليرة وخاصة إغلاق يومي أعلى منه سيدفع بزوج الدولار/ليرة تركية نحو مستوى 5.54 ليرة. بيانات.نت