المقال مترجم من اللغة الإنجليزية بتاريخ 17/4/2019
فاجأت (NASDAQ:آبل) (NASDAQ:وكوالكوم) الأسواق أمس بتسوية الدعوى القضائية بينهما، تلك الدعوى التي استمرت أكثر من عامين. وتمكنت الشركتان من تسوية خلافتهما دون الحاجة لحكم قضائي، وذلك بعد عدة ساعات فقط من بداية المحاكمة القضائية التي طال انتظارها. لم يكن لأسهم آبل أي رد فعل على تلك الأنباء، بينما قفزت أسهم كوالكوم عاليا في السماء، لتجني نسبة 31%، منها 6% سجلتها الأسهم بعد ساعات قليلة من بداية التداول.
التحركات الأسبوعية لسهم كوالكوم بين 2016-19
الرسم البياني من TradingView
زعمت الدعوى القضائية المحررة في يناير 2017 أن آبل تنتهك حقوق براءة اختراع كوالكوم بعدم دفعها نظير لاستخدام تلك الاختراعات، وكانت آبل في تلك الآونة واحدة من أكبر عملاء كوالكوم، وزعمت آبل أن كوالكوم تغالي فيما تفرض عليها من رسوم لبراءة الاختراع تلك. كما زعمت آبل أن كوالكوم تنتهج ممارسات غير عادلة فيما يخص نموذج عملها، منها تدعيم مركزها القيادي في سوق صناعة الشرائح الرقمية، حتى تمنع العملاء من توريد الأجزاء من المزودين المنافسين، وبهذا تلزم العميل بالتوقيع على وثائق براءة الاختراع ودفع رسوم حتى يحصل على الشرائح. وبتلك الطريقة جنت الشركة عائدها من بيع الشرائح الرقمية، ومن الرسوم التي يدفعها العملاء لبراءة الاختراع.
فإذا رفع أحد أهم عملاء الشركة دعوى قضائية عليها يعد هذا أمر لا يستهان به، خاصة لو كان هذا العميل هو صانع هواتف الآيفون.
تحركات أسهم آبل مقارنة بأسهم كوالكوم
الرسم البياني من TradingView
وكان العامان الماضيان من الأعوام العصيبة لشركة كوالكوم. بداية، لدينا سعر السهم، وقف تداول السهم لعامين أسفل مستوى 65 دولار، وهو الموقع الذي وصله بعد الدعوى القضائية. وخلال نفس الفترة، هبطت الأسهم لـ 49 دولار، لتسجل خسارة 25%.
على الجانب الآخر، استمرت آبل في مسارها الصاعد خلال نفس الفترة، لتصبح أول شركة تصل قيمتها السوقية لـ 1 تريليون دولار.
فلماذا كانت الدعوى القضائية مدمرة لكوالكوم، في حين لم تسبب أي ضرر لآبل؟ من الناحية الأساسية، تعد الرسوم المفروضة على براءة الاختراع واحدة من مصادر العائد الكبرى في نموذج عمل كوالكوم، وكانت آبل تهدد بمحو تلك الرسوم، بتقدمها بطلب للمحكمة لتجريد كوالكوم من نموذج عملها.
واقتطعت آبل حوالي 8 مليار دولار مما تدفعه لكوالكوم خلال فترة مناقشة الدعوى، وبحثت لدى شركات أخرى عن مكونات للآيفون، خانقة بذلك عائد كوالكوم، الذي هبط بدوره نسبة 20% خلال الربع الأول من عام 2019، مقارنة بالعائد الذي حققته الشركة في نفس الربع العام الماضي.
وما تزال تفاصيل التسوية غير واضحة. فأصدرت الشركتان بيانات صحفية مقتضبة تشير إلى أن التنازل عن الدعاوى القضائية ضد كوالكوم، وتوصلت الشركتان لاتفاق يدوم لسنوات ست، اتفاق تزويد بالشرائح لعدة سنوات، وتلك التسوية تضمنت عمليات دفع، لم يكشف عنها، تمت من آبل لكوالكوم. وقالت كوالكوم إن هذا الاتفاق سيضيف 2 دولار لربحية السهم.
إذن، آبل لم تتأثر بهذا النزاع، لماذا تلجأ للتسوية؟ الإجابة هي: هيمنة كوالكوم في مجال تكنولوجيا الجيل الخامس من الهواتف الجوالة (5G).
تتيح تكنولوجيا الجيل الخامس نقل أسرع للبيانات بين الهواتف، والأبراج الخليوية، مما يسمح برفع سرعة الاتصال بالإنترنت. وتعد كوالكوم واحدة من الشركات القلائل التي تزود بشرائح بها مميزات الجيل الخامس، بجانب: هواوي(SZ:002502)، (TW:ميدياتيك)، (LON:وسامسونج).
وتحتاج آبل كوالكوم كما تحتاج كوالكوم آبل، هذا إذا لم تشرع آبل في تطوير شرائحها بنفسها. فلن تسمح آبل لأجهزتها التخلف عن أي تطور، خاصة لو كان الأمر متعلقًا بسرعة الاتصال بالإنترنت، كما أن الإصدار الجديد من سامسونج إس 10 دخل على مسار الجيل الخامس بالفعل.
وتسمح تسوية الأمس أن تعيد آبل إلى الأعمال المعتادة مع كوالكوم دون تشتيت إضافي. ومن ناحية أخرى، يبدو مستقبل كوالكوم أكثر إشراقًا.
تتيح عودة أكبر العملاء للأسهم أن ترتفع، وأن يرتفع معها العائد والأرباح. كما أنه بعد إعلان التسوية، قالت (NASDAQ:إنتل) إنها ستخرج من سباق الجيل الخامس من شبكات الاتصال، وبالتالي تظل كوالكوم وحدها في الساحة. والآن، انفرجت المشكلات القضائية، ونتوقع وصول الأسهم لـ 100 دولار.