المقال مترجم من اللغة الإنجليزية بتاريخ 17/5/2019
لا يمكن أن يكون هذا السؤال إلا محض تجربة، فيقول المتداول:
"لن أدخل مراكز قصيرة على النفط، في المناخ الحالي، لقاء أي ثمن، انتهى."
يحدث خلال يوم التداول، ومنذ يوم الخميس، خسارة أو جني ربح 2%، خلال يوم التداول، ويعد، الخميس، اليوم هو اليوم الثالث على التوالي لتحقيق الأرباح بالنسبة للثيران. ويمكن أن يُضاف يوم جديد لتلك السلسلة، اعتمادًا على ما سيحدث في جلسة الجمعة خلال جلسة تداول نيويورك، على الرغم من توضيح جلسة التداول الآسيوية أن السوق يهدأ، ربما تتم عملية جني أرباح قبل عطلة نهاية الأسبوع.
هل الأمر مغالاة، أكثر من كونه حقيقة؟
أجيب شخصيًّا بـ: بلى، فالتوترات الجيوسياسية ترتفع في سوق النفط، والسوق يعتمد على مغالاة وتضخيم تلك الأحداث، أكثر من إبراز الحقائق. علمنا بتبني الحوثي، المدعوم من إيران، مسؤولية تفجيرات الدرونز (طائرات بدون طيار) لمحطتي ضخ سعوديتين هذا الأسبوع، وجاءت تلك الضربات بعد عمليات التخريب التي طالت خزانات نفطية سعودية على موانئ إماراتية. نعلم كذلك أن التحالف العسكري بقيادة السعودية قام بشن غارات جوية على العاصمة اليمنية، صنعاء، الواقعة تحت سيطرة الحوثي، ردًا على الهجمات. ومن يتابع الحرب اليمنية طوال سنواتها الأربع، يعرف بقتل ما يقارب 18,000 مدني دون شعور، وربما تجرد المتابع من إحساسه إزاء لعبة القط والفأر الدائرة بين الحوثي والسعودية.
خلاصة القول: لم تكن الأحداث الجيوسياسية هي الدافع لارتفاع 2% الذي حدث للنفط. وفي الواقع، استقر خام غرب تكساس الوسيط على ارتفاع أقل من 2% يوم الخميس، بارتفاع 1.4%، وأغلق برنت على ارتفاع 1.2%. بيد أنني عجزت عن قبول تلك التحركات السعرية، بعد إصدار إدارة المعلومات الأمريكية تقريرها الأسبوعي، والذي جاء على ذكر تراكم 6 مليون برميل من النفط الخام في المستودعات الأمريكية خلال أسبوع، في اليوم السابق على الارتفاع. وصاحب هذا تقرير وكالة الطاقة الدولية، والذي قال إن حالة تشبع السوق بالإمداد لم تنته بعد، على الرغم من تخفيض دول الأوبك، وغير الأوبك إنتاجها لستة شهور.
إيران، وفنزويلا، دراما بالتصوير البطيء
ينعقد اجتماع لجنة الأوبك+ الوزارية خلال عطلة نهاية الأسبوع، وسيحاول صقور السعر، من السعودية والإمارات، وغيرهما، الدفع نحو تمديد تخفيضات الإنتاج قبل انعقاد الاجتماع الهام في 25 يونيو، بينما تدور الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة لمدى غير معلوم، ويظل مصير النفط معلقًا عليها. وقيل إن العقوبات على إيران وفنزويلا سوف تتسبب في تراجع الإمدادات العالمية من النفط، ولكن هذا التراجع يسير بسرعة أقل من سرعة السلحفاة، لدرجة تقبل البعض لهذا التحرك بأنه سينعكس قريبًا، وربما يأتي التحول من واشنطن نفسها، إذا كانت الإرادة السياسية حاضرة.
يقر المتداول بما قلته، ولكنه يستمر بالدفع في الاتجاه الآخر.
فيذكر: "أثار خط الأنابيب هلعًا،" مشيرًا لهجمات الدرون على محطات الضخ السعودية.
"لو كان المهاجمون أوفر حظًا لكانوا تسببوا في مشكلة كبيرة. وما عاذ الله ربما لاستهدفوا خزان (تاليًّا). يصعب عليهم هذا، لأنهم يعملون في مجموعات صغيرة، ولو نجحوا يمكنهم التسبب في مشكلة ضخمة، وعندها سيكون من الجدير لوم إيران."
وأضاف معقبًا:
"يتمنى الجميع، وأنا من ضمنهم، أن يهدأ الموقف، ولكن المخاطرة قائمة، وحقيقية. فيصعب التنبؤ بالمتعصبين، وبالدمار الذي يمكنهم إثارته بسهولة."
"أتفهم إحباطك، من المخجل أن العالم/الناس على هذا النحو. لكن، لتعش، ولتدعهم يعيشون."
وهذا ما أوردني النقطة التالية في مقالي: هل ما زال هناك دببة نفط شجعان في السوق؟
الدب القادر سيظهر على الآخرين في النهاية
بينما لن يغير أي فهد من موقعه، ناهينا عن الدببة، بناء على انحياز للناحية الهابطة، أو المراكز المُؤَمنَة، فيوجد عوامل عديدة في مسرح الأحداث الآن، تدفع حتى أقوى البائعين على المكشوف نحو التوقف مؤقتًا.
فيقول جون كيلدوف، الشريك في صندوق تحوط Again Capital، في مقابلة قريبة مع Investing.com، إن "من لديهم الاستراتيجية السليمة، والقناعة، ستنشب أقدامهم بقوة في الأرض ضد الاتجاه الحالي، إذ لا يثيرهم أي أمر أكثر من إثبات خطأ السوق."
ولكنه يضيف:
"يجب عليك التذكر عندها أنك تقف بوجه قطار سريع. فهذا ليس للضعفاء أو الجبناء الذين ترهبهم عوامل الخوف العديدة التي يلجأ لها الثيران لرفع الأسعار."
والعوامل الرئيسية بين عوامل الخوف تلك هي حرب الخليج التي يمكن أن تندلع في أي لحظة، والتي تضمن إيران المترددة، والسعودية التي ترغب بمعاقبتها على الأعمال العدائية ضد مناطق السيادة السعودية النفطية.
ترامب نفسه لا يرغب بدخول حرب مع إيران
بفضل مستشار الرئيس الأمريكي للأمن القومي، جون بولتون، أحد الصقور ضد إيران، تظل تلك الحرب قائمة، ليس في أذهان الثيران فقط، ولكن الدببة أيضًا، فيعمل بولتون على غرس تلك الفكرة في وجدان الجميع. بيد أن تقرير أخير خرج من رويترز يشير إلى أن كبار المستشارين وترامب نفسه لا يرغبون بإقحام الولايات المتحدة في حرب مع إيران.
ولا تقف الجغرافيا السياسية وحدها في وجه الدببة. يوجد بنية الرالي الحالي، والوقت الذي يصب في صالح السعر. مما تسبب في أكبر عمليات تأجيل البيع في سوق النفط، ليزيد جني الأموال سهولة، فيؤجل البائع بيع الشهر الأمامي الذي تنتهي صلاحيته، ويستبدله بعقود شهر آخر. وهذا ما يثبت رالي النفط.
يقول سمسار العقود الآجلة في NXGN، سكوت شيلتون:
"أعتقد أنه من الآمن قول "عاصفة مثالية" من المعلومات المادية الثيرانية، مع كمية مناسبة من المخاطرة الجيوسياسية."
"وللباحثين عن بائعين، أعتقد أنه يجب النظر للمنتجين، وهذا ما سيزيد عمليات تأجيل البيع سوءًا."