أزمة هواوي وترامب، أية أبعاد؟

تم النشر 21/05/2019, 08:13

عندما بدأت المناوشات الأمريكية تجاه الشركة الصينية العملاقة "هواوي" تتكرر في السنين الأخيرة، لتتطور لمواجهة مباشرة معها.. كان من الطبيعي من شركة عملاقة تملك عقولا رائدة أن تشتغل على مثل السيناريو الأخير وما يشابهه من سيناريوهات أمريكية متوقعة ضدها. غير أن التصرف الأخير لـ "غوغل" ضد الهواوي ونزولا عند ضغط ترامب هو تصرف قد يُخلف أبعادا ونتائج أكبر مما يبدو عليه الوضع، وذلك لكون جميع الشركات غير الأمريكية في مجال الهواتف النقال، ستتلقاه كتصرف سلبي غير مباشر ضدها مجتمعة، فما حدث لهواوي لن يكون مستبعدا أن تواجَه به أي شركة منافسة أخرى. وبالتالي فالخطوة القادمة بديهي أو بالأحرى مرجح حدوثها، وهي بكل بساطة و-مهما كلف الأمر- ستعمل الشركات غير الأمريكية على خلق نظام آخر بديل ومنافس، ودعمه لإرساء توازن في السوق والخروج من الجو الاحتكاري ل'غوغل' السائد في الفترة الراهنة. كما أن النظام الجديد إذا ما خرج للوجود بجودة جيدة، فنسبة نجاحه ستكون كبيرة جدا، وذلك للسبب الرئيسي المذكور أعلاه، وكذلك لوجود شركات صينية قوية جدا تشتغل في هذا المجال وتملك سوقا كبير في العالم من بينها: Huawei، Xiaomi، HTC، ZTE، OPPO، VIVO حيث هذه الشركات هي أساس صلب كافي للدفع بإنجاح أي نظام جديد مميز ومنافس لنظام الأندرويد.

فهل فعلا يمكن لأي نظام هاتفي جديد منافسة الأندرويد؟

قد يتستغرب البعض كيف لنظام جديد سيفرض نفسه بين ليلة وضحاها مستطيعا الاطاحة بنظام الأندرويد المسيطر. قطعا لن يحدث ذلك بضغطة زر أو في فترة وجيزة، بل يحدث ذلك عبر مراحل تأتي أولها الوصول إلى نسخة ممتازة ومنافسة للنظام القائم، ثم تعمل الشركات على دعمه بتبنيه في نسبة من هواتفها المزمع طرحها في السوق، مرورا بتطوير قاعدة أساسية للتطبيقات التي ستجعل من النظام الجديد بديلا مقبولا للمستخدمين له، ثم تدريجيا تكوين قاعدة جماهيرية للنظام الجديد تكبر مع مرور الوقت لتصبح منافسا يطرح بديلا قويا في السوق للنظام الاحتكاري القائم.. ولمن أراد أن يحيط علما أكثر بهذه المرحلة فليرجع لفترة ما قبل انهيار نظام السيمبيان لشركة نوكيا والذي كانت بنظامها وهواتفها تستحوذ لوحدها على أكثر من 50% من السوق العالمية ليسحب منها نظامي الأندرويد و IOS البساط بشكل شبه كامل في فترة وجيزة جدا مقارنة بالتاريخ الراسخ لنوكيا في مجال الهاتف النقال.


بتاريخ 2019-05-21 الساعة: 01:19 بتوقيت GMT
عبدالبارئ الخمليشي: مستثمر ومتابع للأسواق العالمية

أحدث التعليقات

جاري تحميل المقال التالي...
قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2025 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.