المقال مترجم من اللغة الإنجليزية بتاريخ 5/6/2019
لتنس شأن دببة النفط على بورصة نيويورك، (NYSE:ICE). إليك أهم فرد قادر على التأثير، رئيس روسنفت، إيجور سيشين.
يستطيع الرئيس التنفيذي لشركة روسنفت الروسية، إيجور سيشين، إحداث دمار للأوبك، أكبر من أي بائع لعقود النفط على بورصة نيويورك؛ تعد الشركة النفطية الروسية أكبر شركة نفطية متداولة تداولًا عامًا.
يعمل السعوديون، قادة مجموعة الأوبك، في صمت على إقناع الروس بالالتزام باتفاقية تخفيضات الإنتاج للعام الثالث على التوالي، بينما يطالب سيشسن موسكو بمغادرة تلك الاتفاقية، أو تعويض شركته عمّا يلحق بها.
كراهية حليف بوتين لاتفاق الأوبك
يعد هذا تحديًّا ضد حكومة واحد من أكثر القادة الذين يُخشى جانبهم في العالم: فلاديمير بوتين. ولكن يتميز سيشين بأنه حليف للرئيس الروسي، وكثيرًا ما يوصف بأنه "نائب الرئيس الفعلي." يقود سيشين لواء مجموعة الضغط (لوبي) Siloviki،المتشكلة من مجموعة عملاء استخباراتيين سابقين، ويقع في دائرة بوتين الداخلية من المستشارين. لم يبذل سيشين أي جهد لإخفاء عدم اكتراثه بمصير الدول غير الأعضاء التسع، هؤلاء المجتمعين تحت الراية الروسية في الائتلاف مع السعوديين، وهو ائتلاف معروف بـ أوبك+10. يركز سيشين على حماية روسيا الأم. ولهذا السبب، ما يقوله سيشين يلقى صداه لدى الحكومة والدولة.
وقال سيشين وفق خدمة الأنباء الروسية، إنترفاكس:
"هل من المعقول لروسيا أن تخفض الإنتاج النفطي إذا كان للولايات المتحدة القدرة على أخذ حصتنا السوقية؟ علينا الدفاع عن حصتنا في السوق."
تراجعت الصادرات النفطية الأمريكية في شهر أبريل، بعد أن وصلت للرقم القياسي 3.6 مليون برميل يوميًا خلال العام السابق، ولكن عادت تلك الصادرات للارتفاع مجددًا إلى 3.3 مليون برميل يوميًا للأسبوعين الماضيين، وفق ما أظهرته البيانات. ويعمل السعوديون على تخفيض الإنتاج لمستويات قياسية، محاولين الضغط على روسيا المترددة إزاء القيام بالمِثل.
يرغب سيشين في إيقاف أشكال تخفيضات الإنتاج كافة، حتى لا يرى الأمريكيين يملؤون الفراغ الروسي، من روسنفت وغيرها. ولا يرى أي منطق في موافقة موسكو على تخفيضات الإنتاج لأبعد من ذلك، فالإنتاج الروسي بالفعل عند انخفاضات 3 سنوات، بسبب أزمة تلوث خطوط الأنابيب، تلك التي نتج عنها إنتاج 10.87 مليون برميل يوميًا فقط في الفترة من 1-3 يونيو، بعد أن وصل الإنتاج في مايو 11.11 مليون برميل يوميًا.
ليس تلك المرة الأولى التي يظهر فيها سيشين كرهه للأوبك+، فكتب لبوتين في ديسمبر الماضي منتقدًا الائتلاف في رسالة مشهورة تم تسريبها.
فلو رُفض طلبه مجددًا، عندها يرغب في الحصول على تعويضات على خسائر روسنفت المتولدة من تخفيضات الإنتاج.
ولم يكن لتوقيت طلبات رئيس روسنفت من الأوبك أن يكون أسوأ. لو وافقت موسكو على ما يقترح من طلبات، وتردد بوتين في عقد اتفاق جديد مع المنظمة، ربما يعني هذا إعادة للربع الرابع من عام 2018، عندما انهارت أسعار النفط. تقف العقود الآجلة للنفط عند مستويات 4 شهور المنخفضة، فخام غرب تكساس الوسيط على وشك اختراق مستوى 50 دولار للبرميل، مستوى الدعم، بينما نفط برنت يحوم حول أرضية 60 دولار على بورصة ICE. وخسر خام غرب تكساس الوسيط 20% أو أكثر لشهر مايو، وبرنت فقد 11%. وترقى تلك الخسائر لنسبة 20% أو أكثر لو نظرنا إليها مقارنة بارتفاعات أبريل، وعندها يكون النفط في مقاطعة دبيّة رسميًا.
ولإنقاذ السوق من الانهيار، يحتاج السعوديون للعون الروسي.
تذكر تقارير الأنباء على لسان مصادر روسية غير مسماة منذ أسبوعين أن اجتماعات الأوبك، والأوبك+10، تغير موعدها من 25-26 يونيو إلى تواريخ غير محددة في شهر يوليو. وأزعجت المضاربات وزير الطاقة السعودي، خالد الفالح، لدرجة إصداره بضع كلمات تكذيب، اتسمت بالحدة والهدوء في الوقت نفسه، في مقابلة له مع جريدة أخبار العرب خلال عطلة نهاية الأسبوع، حيث ذكر أن لا أساس من الصحة لتلك الأنباء. ولكن، استمرت الأحاديث حول التأجيل، وأوقدت إيران نيران الشائعات يوم الثلاثاء، بعد اقتباس رويترز لرسالة وزير النفط الإيراني، بيجان زانجانيه، الرافض لاجتماعات يونيو الرسمية. لو صحت تلك الأنباء، لن تكون القرارات الإيرانية مدهشة، بالنظر إلى التعاون السعودي التكتيكي مع الولايات المتحدة لإيصال الصادرات الإيرانية للصفر، تحت عقوبات إدارة ترامب.
الحرب التجارية وسحق التأثيرات الإيجابية للتخفيض
لو تمكن السعوديون من إبرام اتفاق آخر مع روسيا، ليس هناك يقين حول صعود أسعار النفط بنفس قوة الصعود في بداية العام الجاري، وذلك بسبب حروب التجارة التي أشعلتها الولايات المتحدة مع إيران والمكسيك.
يبدأ الصيف في غضون أقل من ثلاثة أسابيع، بينما يغيب طلب المصافي القوي المعتاد على البنزين عن المشهد. في الأحوال العادية، يتسم ضخ الوقود بالقوة في هذه الأثناء، وترتفع لمبيعات، بدخول موسم القيادة في الولايات المتحدة. تراجعت المستودعات النفطية الأمريكية 0.28 مليون برميل في الأسبوع المنتهي بتاريخ 24 مايو، مقارنة بالتوقعات التي أوصلت التراجع لـ 0.86 مليون برميل. وارتفعت المستودعات 5 مليون برميل خلال الأسبوعين الماضين بسبب عمل المصافي الضعيف. وأصدر معهد البترول الأمريكي الأرقام الأولية للأسبوع المنتهي بتاريخ 31 مايو، يوم الثلاثاء، ووردت فيه أرقام غير مبشرة، إذ يصل تراكم الخام لـ 3.6 مليون برميل.
ويعلق كاتب الرأي في بلومبرج، ليونيد بيرشيدسكي، على التحالف الروسي السعودي في ديسمبر قائلًا إن تخفيضات الإنتاج منطقية لو كان الناتج عنها زيادات كبيرة مستدامة في الأسعار. وبينما خفضت الأوبك+ الإنتاج، لم تتمكن من توليد الأرباح إلا بنسبة 40% عند أكبر الارتفاعات، والآن نحن على بعد 20% من تلك الأرقام المرتفعة.
ويضيف بيرشيدسكي:
"لا يرغب السعوديون ولا الروس في تخفيض الإنتاج بينما ترفع الولايات المتحدة إنتاجها، وتتحول لمنافس لهم في الأسواق العالمية."