المقال مترجم من اللغة الإنجليزية بتاريخ 7/6/2019
لا شيء يفوق شعوك بالسعادة عندما تتخذ مركزك على الجانب الصحيح من السوق. والأفضل من ذلك، عندما يكون الزخم في صالحك، مما يدفعك لتجاهل الإشارات التحذيرية كافة في الطريق. ولكن، بغض النظر عن الطريق الذي تسلكه، هناك إشارة واحدة لا يجدر بك بأي حال تجاهلها، وهي: إشارة "V" أي علامة التقلب (volatility).
اغتبط دببة النفط متأملين إغلاق مُرضي آخر يوم الخميس، فيتجه السوق الآن نحو تسجيل خسارة نسبتها 5% في يومين، ولكن تحول المد فجأة إلى جزر، وانقلب عليهم. فمنذ 10 دقائق فقط، ارتفعت العقود الآجلة للخام نسبة 2%. واستمر الدببة يرفعون من صفقات ما قبل استقرار السعر بنفس درجة الحماس. وحتى ذلك الحين، كان لثيران النفط عدد من المراكز الممكن تخبئتها، بينما ألقى لهم السوق بكل ما في جعبته من: انهيار الطلب، بسبب الحروب التجارية، إلى البيانات المتشائمة الصادرة حول ارتفاع المستودعات. وعوضًا عن التراجع، يدفعون الآن بأنفسهم أمام الدببة، إذ انقلب عدو الأمس، المكسيك، صديقًا. فهل هذا ما يقع فعلًا؟
بدأت التداولات في آسيا صباح الجمعة، واستمرت أسواق النفط على نفس نهجها الصعودي، متعافية من مستويات 5 أشهر المنخفضة التي وصلتها يوم الخميس. ولكن، كان وراء هذا الصعود بعض أنباء، ولم تعد تلك الأنباء الدافعة تتحلى بنفس القوة.
تعافت أسعار النفط يوم الخميس على خلفية عنوان لخبر في بلومبرج يقول إن الولايات المتحدة تنظر في تأجيل فرض تعريفات نسبتها 5% على البضائع المستوردة من المكسيك، والتي من المقرر لها أن تبدأ يوم الاثنين. ولكن، عندما استقرت الأحوال في تداولات الخميس، صار واضحًا مبالغة المتداولين في قراءة ما بين سطور هذا النبأ، الذي دفعهم لمغادرة مراكزهم القصيرة.
هل كانت الأنباء حول المكسيك سليمة؟
جاءت قصة بلومبرج، ومعها قصص إخبارية من واشنطن بوست وول ستريت جورنال، حول موضوع تأجيل تطبيق التعريفات، وذكرت تلك القصص كافة أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لم يمنح الضوء الأخضر لهذا التأجيل، الذي سعى له المفاوضون المكسيكيون الذين يسيرون في طريق مغلق إزاء التوصل لاتفاق مع النظراء الأمريكيين في واشنطن.
لو كان الأمر كذلك بالفعل، لماذا استمرت الأسعار بالصعود ليوم الجمعة؟
لو دل الأمر على شيء، فإنه يدل تمتع تقلب سوق النفط بالصحة والقوة، رغم توافر براهين كافية على أن النفط يسير في الطريق الصحيح له على مدار الأسابيع الماضية. إلا أن التداولات تنقلب في لحظات قلال، خاصة عندما يتوفر روايات بديلة مقبولة من جانب السوق. بلغت أرباح خام غرب تكساس الوسيط من بداية العام، وحتى 25 أبريل نسبة 40%، ولكن من بعد هذا التاريخ لم يبقى في جعبة خام غرب تكساس ولا خام برنت سوى 20% من تلك الأرباح، ليدخلا مقاطعة دببة.
بدأت عملية تصفية منذ 12 مايو، جاءت على خلفية مخاوف من الركود العالمي الناجم عن الحرب التجارية الأمريكية الصينية، والأمريكية المكسيكية. وزادت الصورة قتامة بفعل توقعات توازن العرض-الطلب، بوصول الإنتاج الأمريكي من النفط الخام إلى مستويات قياسية الارتفاع، وارتفاع مستودعات الخام، بينما ضعف استهلاك البنزين، خلال موسم كان يفترض أن يبلغ استهلاك البنزين مستويات قياسية.
هل تغيرت أي من تلك العوامل يوم الخميس؟
الإجابة بالطبع: لا. وليس لا فقط، فهناك إحصائيات إضافية توضح لماذا يجب على المستثمرين القلق من تبعات الحروب التجارية التي تشنها إدارة ترامب.
وتقول التقديرات الرئيسية من تلك الإحصائيات إن التعريفات على المكسيك وحدها يمكن أن تكلف الولايات المتحدة خسارة 406,000 وظيفة، وأكثر من 41 مليون دولار من الناتج الإجمالي المحلي.
وذلك المستقبل الضبابي يأتي على خلفية أرقام متشائمة ظهرت الأسبوع الماضي في تقارير مستودعات النفط الخام الأمريكي، التي ارتفعت حوالي 7 مليون برميل، مقابل عمليات سحب متوقعه، بلغت 850,000. كما ارتفعت مستودعات البنزين مقدار 3.21 مليون برميل الأسبوع الماضي، وارتفعت مستودعات مواد التقطير مقدار 4.57 مليون برميل، في حين كانت التوقعات 500,000.
تكافؤ بين ضد، ومع
وفي مقابل تلك العوامل المعارضة لارتفاع السوق، يوجد عوامل لها نفس القوة تصب في صالح النفط، وفق إيلين آر والد، رئيسة Transversal Consulting،والكاتبة المساهمة في Investing.com.
فتذكر أن استمرار الضغط على الإنتاج بفعل تخفيضات الأوبك، التي يمكن أن تزداد حدة عندما تجتمع المنظمة في وقت لاحق من الشهر الجاري، يصب في صالح الثيران، ويصاحبه: تراجع الشحنات التي تصدرها إيران، وفنزويلا بسبب العقوبات الأمريكية، وإعاقة الحرب الأهلية الليبية للإنتاج، وتراجع الإنتاج الروسي لمستويات 3 سنوات المنخفضة، بسبب تلوث خطوط الأنابيب.
فتقول والد:
"بأي حال من الأحوال، أزمات الإمداد تلك كان لها أن ترفع أسعار النفط للأعلى خلال الأسابيع القليلة الماضية، ولكنها لم تفعل."
"فيرى سوق النفط تفاوتًا كبيرًا بين الأساسيات وبين مراكز المتداولين."
ويعني هذا أن التقلب يمكن أن يسوء، في أي لحظة تضعف جبهة عوامل الارتفاع أو الانخفاض.
وعلينا ألا ننسى: بعد دورة من البيع، عادة ما تتعافى الأسعار، ولكنه تعافي قصير.
ويذكرنا ستيفن إنيس، الشريك الإداري في Vanguard Markets:
"بعد وصول الأسعار لأدنى قاع لها هذا الأسبوع، ووقفوها في منطقة تشبع بيعي، سيكون المتداولون عرضة لحجز الأرباح قبل عطلة نهاية الأسبوع."
تذكر التقلب
إذا لم يكن هذا كافيًّا، فتخبرنا مذكرة من Neuberger Berman،بوجوب توخي الحرص للحفاظ على رأس المال والعوائد.
فتقول المذكرة:
"عندما تقف الأسواق عند نقاط محورية، توقع تطرفًا في مشاعر المشاركين في السوق والزخم على كلا الجانبين وبالتساوي. بعد تصفية ديسمبر، ورالي يناير، شاع القلب في السوق، وعادة لا يتوقف التقلب بسهولة."
وتذكر شركة إدارة الاستثمار بينما تتخذ مراكز بناءة على مخاطر الأصول، بالنظر إلى توقعات الهبوط الهادئ، والتقييمات المعقولة، "يستمر التقلب يطاردنا، لأن الأسواق والاقتصاد يعدلان نفسيهما للتوافق مع تطلعات النمو المتواضعة.