ليس من المستغرب أن يتراجع زوج الجنيه الاسترليني مقابل الدولار GBP/USD إلى مستوى الدعم 1.2382 وقت كتابة التحليل والأدنى له منذ 28 شهرا. مستقبل الـ BREXIT – خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي- الغامض لايزال عامل مؤثر سلبا على أي محاولات للاسترليني على الانتعاش. وعلى غير المعتاد لم يتأثر الزوج إجابيا بما تم الإعلان عنه من أرقام الوظائف والأجور في بريطانيا. حيث أظهرت نتائج البيانات بالأمس بأن معدل البطالة في المملكة المتحدة لم يتغير عن أدنى مستوياته منذ 44 عاما وكان التحسن أقوى في نمو متوسط الأجور في البلاد إلى أعلى مستوى له منذ 11 عاما وفى المقابل تم الإعلان عن ارتفاع عدد المطالبين عن تعويضات البطالة ، وأبرز ما ورد مؤخرا حيال مستقبل البريكسيت وتسبب في خسائر الاسترليني زعم كلا من Boris Johnson و Jeremy Hunt الليلة الماضية أنهما ليس لديهما مصلحة في فترة زمنية محدودة ، والتي تمت قراءتها كدليل إضافي على أن الـ Brexit بدون صفقة سيكون القرار النهائي لخروج البلاد من الاتحاد الأوروبي.
واستفاد الدولار الأمريكي كثيرا من الاعلان عن نتائج إيجابية لأرقام مبيعات التجزئة الأمريكية حيث ارتفعت مبيعات التجزئة بنسب قوية خلال الشهر الماضي، مما يوفر دعماً حاسماً للاقتصاد الأمريكي في الوقت الذي تلاشت فيه محركات النمو الأخرى. وأعلنت وزارة التجارة الثلاثاء أن مبيعات التجزئة فى البلاد ارتفعت بنسبة 0.4 ٪ في الشهر الماضي، وهي الزيادة الرابعة على التوالي. وتؤكد أرقام شهر يونيو أهمية إنفاق المستهلك وأثره على الاقتصاد الأمريكي. الذى يواجه ضعف الاستثمار التجاري، وتعثر إنتاج المصانع، وأثر تباطؤ النمو العالمي على مستويات الصادرات. وظلت ثقة المستهلك الأمريكي مرتفعة مسجلة مستويات تاريخية وتشير أرقام مبيعات التجزئة لشهر يونيو إلى أن الإنفاق الاستهلاكي، الذي يمثل ثلثي الاقتصاد، لا يزال قوياً.
ومن منظور تقنى: سيظل الجنيه الاسترليني مقابل الدولار GBP/USD تحت ضغط هبوطي ما دام مستقرا دون المقاومة النفسية 1.3000 . الأداء لايزال منفتحا على اختبار مستويات دعم قياسية جديدة ما دام التشاؤم يسيطر على مستقبل البريكسيت. أقرب مستويات الدعم حاليا للزوج 1.2350 و 1.2280 و 1.2100 على التوالي.