يتعامل المتداولين مع وصول رئيس الوزراء البريطاني الجديد إلى سدة الحكم في بريطانيا كما لو كان قرارا محتوما بإنهيار الإسترليني في حين أن رئيس الوزراء الذي وصل إلى مكتبه الجديد مصحوبا بإستقالات وزراء وتحركات برلمانية كافية تماما لتحويله إلى ما إصطلح الأمريكان على تسميته بالـ ( بطة عرجاء ) وهو مصطلح يطلق على الرؤساء الأمريكان الضعفاء قبل إنتخابات الفترة الثانية أو عندما يكون الرئيس متورطا والكونجرس والسينيت يكبلون يديه
للحصول على التحليلات والتوصيات اليومية إضغط هنا للإشتراك الآن في خدمة التوصيات والتحليلات اليومية المجانية ثم قم بمتابعة صفحتي الشخصية على الموقع
في بريطانيا لدينا موقف مماثل ، رئيس وزراء غير مرغوب فيه ينتظر الجميع الفرصة للدعوة لإنتخابات عامة مبكرة كما أن البرلمان كبل يديه مسبقا فيما يخص أي تحرك فيما يخص البريكزت ، وأيضا وضع البرلمان نفسه في مأمن من تحركات بوريس جونسون القادم ضد إرادتهم ومحمولا على إنتخابات خاصة بالحزب لم يكن ليصل إليها لولا إستقالة تيريزا ماي
بوريس جونسون ليس لديه الكثير ليفعله ، فعليا ليس لديه سوى أن يبقى ( محايدا ) كي لا يفقد مقعده الذي لن تتكرر فرصة الوصول إليه ، حزب المحافظين نفسه يدرك أن بوريس جونسون بعد تيريزا ماي هو وصفة سحرية للتراجع للخلف وفقدان أي إنتخابات قادمة ، لذلك لا ننتظر أي دعم حقيقي للرجل الوحيد في 10 داوننج ستريت
الإتحاد الأوروبي هو أيضا ليس لديه ما يغيره ، فهو لا يتعامل مع أشخاص ولا يحب بوريس جونسون أو يكري تيريزا ماي ، ولا يفهم من الأمر سوى الإصرار على إجبار بريطانيا على دفع ثمن الإنفصال
لذلك لم نلحظ أي تراجع حقيقي على أسعار التداول ، التراجح الحاد لأسعار تداول الإسترليني كانت قبل إعلان النتيجة بصورة مضاربية منحت ضعاف الأعصاب المبرر الكافي للخروج عند مستويات وجدوا أنها سيئة وأن الأسوء لم يأت بعد لكن فعليا لا جديد تحت شمس بريطانيا الغائبة
لذلك لا ننتظر تراجع حاد على الإسترليني الموجود ضمن مناطق شراء ممتازة ولا ننتظر سوي تمديد للبريكزت لبعض الوقت أو مزيد من التفاوض المحايد والخروج بأقل الخسائر
فعليا لا جديد ولا مبرر للفزع من قدوم هذا الرجل ويمكن التعامل معه كما لو كان خارج المشهد سواء منحنا بعض التصريحات الهوجاء أو ثاب إلى رشده خوفا على مقعده الضعيف