المقال مترجم من اللغة الإنجليزية بتاريخ 14/8/2019
لمتداولي النفط الخام، اربطوا أحزمتكم: لأن السوق على وشك أخذكم في جولة عنيفة.
فتختبر أسعار النفط واحد من أعنف التقلبات في تاريخها، بينما لا يعرف أحد إلى أين ستتجه الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة.
وإليك مثال على ذلك: ارتفع النفط في رالي أمس، الثلاثاء، بعد قرار إدارة ترامب بتأجيل فرض تعريفات جمركية على بعض الواردات الصينية.
في أي يوم آخر، كانت أسعار النفط ستهبط خوفًا من اشتداد سوء مجريات أحداث الحرب التجارية. ولكن هذه المرة، ارتفعت الأسعار بنسبة 4%، بسبب تفاؤل بأن العلاقات بين الطرفين ربما في طريقها للتصالح.
تأثر محدود للسوق، في حال نزع طبقات الجيو سياسة، والتجارة
مثل ما وقع أمس يثبت أمر واحد: النفط بالكاد يتحرك بمفردة كسلعة متداولة، لا يدفعه سوى التحركات التجارية والجيوسياسية المحيطة به.
ولا يمكن ألا نأتي على ذكر تأثير الإصدارات الأسبوعية من إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، وقرارات الأوبك حول تخفيض الإنتاج التي تمنع النفط من الانزلاق لمستويات سحيقة، إذ تفرط السعودية في استخدام تلك التخفيضات هادفة إلى خلق فقر في الإمدادات، بينما يستمر الإنتاج الأمريكي في الارتفاع.
ولكن تلك العوامل كلها تتهمش ما إن تظهر قصص إخبارية كبيرة في السوق، وأحد تلك القصص هو التأرجح في أسعار النفط، والذي سيزداد عنفًا خلال الفترة القادمة، وهذا يصب في صالح متداولي التقلبات، أو الساعين وراء التحركات اليومية الكبرى لتحقيق أرباح.
مؤشر التقلب
شهد مؤشر تقلب النفط من بورصة شيكاغو للخيارات، تحركات كبرى منذ بداية أغسطس، مصحوبة مع تقلبات على خام غرب تكساس الوسيط، السعر المعياري الأمريكي.
يستخدم هذا المؤشر نفس نهج مؤشر فيكس (VIX) ولكنه مُطبَق على الصندوق الاستثماري النفطي السيادي الأمريكي، ويقيس توقعات السوق على مدار 30 يوم من التقلبات، وارتفع المؤشر ببداية الشهر الجاري، وبينما قفز خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 8%، في الأول من أغسطس، ارتفع المؤشر لـ 38.64. وجاءت تلك الحركة بعد إعلان الرئيس ترامب عن فرضه 10% من التعريفات الجمركية على ما قيمته 300 مليار دولار من البضائع الصينية، ابتدءًا من 1 سبتمبر.
وسجل المؤشر الخاص بتقلبات النفط ثاني أكبر التحركات في 5 أغسطس، بعد هبوط خام غرب تكساس الوسيط مجددًا، ولكن لم يكن الهبوط عميق التأثير، بنسبة 1.7%. وأتت تلك الحركة في أعقاب رالي نسبته 3.2% مسجل في اليوم السابق، وهذا ما بث الحياة مجددًا في التقلب. وصل مؤشر التقلب لـ 38.79 في 5 أغسطس، عندما خفضت الصين من قيمة اليوان، تاركة إياه يهبط أسفل مستوى 7.0 يوانات للدولار، وهذا ما لم يحدث في عقد. وأعلنت بكين أيضًا إيقافها عمليات الشراء للمنتجات الزراعية الأمريكية كافة.
لكن، كانت أكبر التحركات على السلعة بعد يومين من ذلك، في الـ 7 من شهر أغسطس. فارتفع مؤشر التقلب للنفط إلى 40.61، بينما هبط خام غرب تكساس الوسيط مجددًا، هذه المرة بنسبة 4.7%. وكان هذا التحرك بعد أول تراكم في المخزون النفطي الأمريكي في ثماني أسابيع، وهذا ما أذهل الأسواق.
بعد أيام أربعة من الارتفاع، تراكم آخر في المخزون يأتي للنفط بالتقلبات السعرية
كل الرسوم البيانية بدعم من TradingView
ومن ذلك الحين، ارتفع خام غرب تكساس بلا توقف لأربع جلسات متتالية، بينما تعهد القائد الفعلي للأوبك، السعودية، بمنع السوق من الانهيار، كما حدث في 2018، ويتم لها المنع عن طريق تخفيض الإنتاج بمستويات تتجاوز 1.2 مليون برميل يوميًا، ذلك الرقم الذي اتفق عليه أعضاء منظمة الأوبك.
تمكنت السلعة من جني ربح نسبته 11% منذ 7 أغسطس، لتسجل رابع أقوى قفزة لها منذ ديسمبر 2016. فارتفع الخام القياسي، للسعر خارج الولايات المتحدة، برنت، حوالي 9% خلال نفس الإطار الزمني.
ومنذ ذلك الحين لم يسجل المؤشر أي حركات، إذ سارت السلعة في اتجاه واحد، وهو: الصاعد.
ولكن لهذا أن يتغير بصدور بيانات من معهد البترول الأمريكي تشير إلى أن التراكم في المستودعات الأمريكية مستمر للأسبوع الثاني على التوالي.
وفي لمحة سريعة تستعرض حجم المخزونات النفطية صدرت يوم الثلاثاء، بعد استقرار خام غرب تكساس الوسيط على بورصة نيويورك، قال معهد البترول أن المخزونات الأمريكية ارتفعت بنسبة 3.7 مليون برميل للأسبوع المنتهي في 9 أغسطس، في حين قالت التوقعات بهبوط نسبته 2.78 مليون برميل.
جاء المعهد على ذكر رقم مماثل لتراكم مخزونات البنزين، 3.7 مليون برميل، والتي كان متوقع لها أن تشهد توسعًا نسبته 26,000 برميل. ولكن في مخزونات نواتج التقطير، سجل المعهد انخفاضًا مقداره 1.3 مليون برميل، على خلاف توقعات السوق التي رأت الانخفاض متوقفًا عند 985,000 برميل.
وفي تمام الساعة 10:30 بتوقيت المنطقة الشرقية اليوم، ستثبت إدارة معلومات الطاقة دقة ما صدر عن معهد البترول، عندما يخرج التقرير الرسمي الأسبوعي للمخزونات الأمريكية للأسبوع المنتهي في 9 أغسطس.
وقال فيل فلين، رئيس محللي الطاقة في Price Futures Group، غاضبًا من التماثل بين بيانات معهد البترول، وإدارة معلومات الطاقة.
فكتب:
"الغاز والنفط ارتفعا 3.7؟ أمر مثير للريبة. بالفعل ارتفعت واردات الغاز بقوة."
"ولكن أرى أنه يجدر الانتظار لرؤية بيانات إدارة معلومات الطاقة. إذ تبدو أرقام معهد البترول وكأنها أرقام محددة مسبقًا، الغرض منها إصلاح الانخفاض الذي بلغ 3 مليون برميل في الأسابيع الثلاثة الماضية."
وفي إشارة لتوقعاته قبل أرقام إدارة معلومات الطاقة، أضاف فلين:
"سننتظر تقرير يوصل عمليات السحب من المخزون لـ 4 مليون برميل."
وتلك إشارة على تقلبات مستقبلية في السوق.