المقال مترجم من اللغة الإنجليزية بتاريخ 19/8/2019
هل يمد الفيدرالي يد العون لأسواق السلع هذا الأسبوع؟ أم يدفع النفط والذهب لمسار منخفض.
يعقد الفيدرالي التجمع السنوي له في جاكسون هول، من يوم الخميس وحتى يوم السبت، مع خطاب من الرئيس، جيروم باول، إلى المنتدى يوم الجمعة. وقبل ذلك، يصدر الفيدرالي محضر اجتماع لجنة السوق المفتوح يوم الأربعاء، وفيها سنرى تخفيض معدل الفائدة للمرة الأولى في عقد.
ماذا سيفعل الفيدرالي للتعامل مع مخاطر الركود؟
بالنسبة للمفكرة الاقتصادية العالمي، فما سينعقد في جاكسون هول بالغ الأهمية: فيفحص المستثمرون حول العالم هذا الاجتماع، باحثين عن أي دلالة حول مستقبل السياسة النقدية.
وبينما تكمن الأهمية الأكبر في خطاب باول، إلا أن المناقشات الأخرى، حتى تلك البعيدة عن قرار معدلات الفائدة، يمكنها جر الأسواق لتحركات قوية، خاصة مع تحمس المستثمرين لخفض الفيدرالي معدل الفائدة مرة أخرى في سبتمبر. وتندفع أسعار النفط، والذهب مع أي تلميح بتخفيض المعدل.
ويراقب المستثمرون كيفية رد الفيدرالي على مخاوف الركود، بعد انقلاب منحنى عائد سندات الخزانة الأمريكية.
وعلى الرادار أيضًا: هناك مؤشر مديري المشتريات الألماني، ومحضر المركزي الأوروبي
لنضع جاكسون هول جانبًا، سيكون لدينا بنك مركزي آخر في بؤرة الضوء، مع إصدار المركزي الأوروبي لمحضر اجتماعه يوم الخميس، بعد الفيدرالي.
أبقى البنك المركزي الأوروبي على معدلات فائدته ثابتة الشهر الماضي، وعدّل من "التوجهات المستقبلية" ليضع تخفيضات معدل الفائدة في المستقبل. ويعني هذا أن الأرضية ممهدة لتخفيض محتمل في سبتمبر. كما يدل هذا على إمكانية بث الحياة مجددًا في برنامج التيسير الكمي خلال الأشهر القادمة.
وقبل وقائع بنك المركزي الأوروبي، يحصل المستثمرون على تحديث حول صحة اقتصاد منطقة اليورو، ببيانات من: قطاعي الصناعة، والخدمات. فيراقب السوق عن كثب مؤشرات مديري المشتريات من ألمانيا، بعد تراجع اقتصاد منطقة اليورو بحدة خلال الربع الثاني، مما حفز مخاوف الركود الوشيك.
أمّا من الولايات المتحدة، فتنتبه الأسواق إلى مبيعات المنازل القائمة والجديدة، وتصدر الأرقام يومي الأربعاء والجمعة، على التوالي. في الوقت الراهن، حصل المؤشران على دعم قوي من ثقة المستهلك، وارتفاع الأجور، وتراجع معدلات الرهن العقاري.
تباين محركات النفط
ضربت التقلبات أسواق النفط، لتندفع الأسعار بعنف للأعلى وللأسفل لأسبوعين على التوالي حتى الآن، والمستثمرون في حالة من عدم اليقين إزاء الاتجاه.
وحدث التأرجح الأكبر الأسبوع الماضي، ما بين الثلاثاء، والأربعاء، عندما قفز الخام الأمريكي نسبة 4% للمرة الأولى بعد تأجيل الولايات المتحدة فرض رسوم جمركية على البضائع الصينية، قبل الانزلاق نسبة 3% في الجلسة التالية جراء مخاوف الركود، والارتفاع في مخزونات النفط. وفي سياق آخر، مر مؤشر تقلب أسعار النفط من بورصة شيكاغو للخيارات بأكبر تحرك يومي له في الأول من أغسطس، بارتفاع 8%.
وتأتي تلك التحركات على خلفية تباين محركات النفط. على سبيل المثال نأخذ يوم الجمعة، أصدرت الأوبك تقرير مظلم حول مستقبل الطلب على النفط هذا العام، والعام التالي له. وبغض النظر عن التقرير صعدت أسعار النفط الخام لتحقق مكاسب أسبوعية. فبعد "رالي وقع للتخفيف من حدة الهبوط" في سوق الأسهم، ساهم في تهدئة مخاوف التقلب في سوق النفط.
واستقر خام غرب تكساس الوسيط مرتفعًا هذا الأسبوع بنسبة 0.7%، عند سعر 54.87 دولار للبرميل، بينما ربح خام برنت 0.2% هذا الأسبوع، ليظل أسفل المستوى الرئيسي 60 دولار للبرميل، عند 58.64 دولار.
وقال وزير المالية الصيني مبدئيًا الأسبوع الماضي، إنه يلزم اتخاذ إجراءات مضادة للتعريفات الأمريكية الأخيرة المقرر فرضها على 300 مليار دولار أمريكي من الواردات الصينية.
وفي غضون 24 ساعة، قالت إدارة الرئيس، تشي جين بينغ، إنها تأمل لو تتوصل لتسوية النزاع التجاري مع الصين. ولإيضاح الصورة، تراجع ترامب جزئيًا عن خطة التعريفات الجديدة، فكان سيفرضها في الأول من سبتمبر، والآن أجلها إلى ديسمبر، وتشمل التعريفات: الهواتف الجوالة، وأجهزة اللاب توب، وبضائع استهلاكية، وجاء التأجيل لتخفيف وطأة تلك الرسوم على أسعار المستهلك الأمريكي في فترة الأعياد.
الذهب لامع
وعلى عكس مستثمري النفط، فمحبي الذهب واثقين من اتجاهه، بعد سنوات عدة من إشارات البدء الزائفة.
يسعى المستثمرون خلف الذهب في أوقات الشدة والرخاء، فهو ملاذ آمن من الأزمات السياسة، فالمعدن الأصفر يحظى بأفضل أيامه منذ وصوله لمستويات قياسية في ثماني سنوات.
وتحوم الأسعار أسفل مستويات ستة أعوام المرتفعة، عند 1,525 دولار للأونصة، لعقود الذهب القياسية، كومكس، على بورصة نيويورك للمعادن، مرتفعة نسبة 16% من بداية العام وحتى الآن، مسجلة أعلى العوائد منذ 2011، عندما بلغت أعلى المستويات في 1,911.60 دولار.
وجنى الذهب منذ بداية أغسطس، أكثر من 6%، أو حوالي 90 دولار، في خضم احتدام التوترات التجارية، مع استدامة عمليات شراء البنوك المركزية للذهب، استجابة للبيانات الاقتصادية المخيبة للآمال على مستوى العالم. ومنحت صناديق التحوط دعمًا للشراء غير المباشر للذهب عبر صناديق المؤشرات المتداولة، وتعد من أكبر محركات الرالي الحالي.
كما اتحدت الأساسيات القوية للذهب، والتحركات السعرية القوية نسبيًا مع الفنيات. وعلى عقود الذهب الآجلة تضع التحليلات الفنية اليومية من Investing.com تزكية "شراء قوي" على الذهب، فالمقاومة العالية عند 1,599.24 دولار على المدى القريب.
ويرى بعض الاستراتيجيين الذهب عند 1,820 دولار، أعلى هدف، والذي إذا وصلته عقود كومكس، يمكنه التمهيد للوصول إلى رقم أعلى.
وفي مذكرة المعادن الثمينة الأسبوع الماضي، ذكر بنك أوف أمريكا أن هناك مزيد من فرص الشراء على الذهب.
ولكن البعض يحذر
ولكن يضع البعض أهداف أقل تألقًا للذهب، رغم التفاؤل المحدود.
بعد ارتفاعات يومية نسبتها 2% أو أكثر خلال الأسابيع الماضية، كما تباطأ صعود الذهب مؤخرًا، مع انتظار المستثمرين إشارات من البنوك المركزية حول التيسير، بعد دخولهم مراكز طويلة جديدة. ونظرًا لهذا، يشير بعض المحللين لتراجع محتمل.
فاستقرت عقود الذهب القياسية أمس أسفل 1,526 دولار، وهي إشارة على تخفيض الانكشاف في المراكز الطويلة، ورفع نقاط وقف الخسارة. ويقول محلل الذهب، مايكل بطرس: "احذروا من احتمالية إنهاك الأسعار."