المقال مترجم من اللغة الإنجليزية بتاريخ 30/8/2019
ربما نال ترامب مراده وبدأ الدولار الأمريكي حالة من الضعف. إذ يظل الدولار الأمريكي في حالة من القوة العنيدة منذ 2018، بيد أن علامات الضعف بدأت الظهور الآن. نشهد هبوطًا لعوائد السندات في دول العالم. ولكن، معدل هبوط سندات الخزانة الأمريكية أسرع. ونتج عن هذا تراجع الفارق بين عوائد السندات الأمريكية والعالمية، ومن شأن هذا دفع الدولار للهبوط أمام سلة العملات.
بدأت علامات الضعف تظهر على الدولار أمام الين الياباني. كما لا يبدو أن هبوط أمام اليورو ببعيد. فلو ضعف الدولار، سيخلق هذا سيناريو مثير للفيدرالي، بينما يبدأ في تيسير سياسته النقدية.
الدولار القوي
ارتفع مؤشر الدولار حوالي 11% منذ ربيع 2018. بيد أن علامات التقدم على مؤشر الدولار توقفت، وبدلًا من الهبوط، أصبح الدولار متداول بشكل جانبي منذ خريف 2018، والنطاق محدود بين 96.50، و99. وبما أن الفجوة بين عوائد السندات تقل اتساعًا الآن، ربما يبدأ الدولار انخفاضه العميق.
الين
بدأ الدولار يتراجع أمام الين الياباني، بينما الفارق بين عوائد السندات الأمريكية واليابانية لأجل 10 سنوات وصل إلى 135 نقطة أساس منذ نوفمبر 2018، ليتقلص إلى 1.75%. وفي خلال نفس الفترة، اشتد الين الياباني أمام الدولار بنسبة 7%، ما نسبته تقريبًا 106، من 115. وهناك إشارات على أن تلك القوة ربما تزداد إلى 100. واليوم يتجه نحو 100 منذ أبريل، وإذا هبط الين أسفل المقاومة الفنية عند 104.80، يمكن أن يزيد هذا من القوة.
اليورو
وصل الفارق بين عوائد سندات الخزانة والسندات الألمانية لأجل 10 سنوات إلى 65 نقطة أساس تقريبًا منذ نوفمبر، بنسبة 2.2%. ويمكن أن يهبط الرقم إلى 2%. وبينما يزداد عمق الفارق، يجب أن يزيد هذا من قوة اليوروأمام الدولار. في الواقع، استقر اليورو حول 1.10 إلى 1.11 منذ أبريل أمام الدولار، رغم توقعات إقدام البنك المركزي الأوروبي على إجراء سياسيات تيسير نقدي، في اجتماع سبتمبر.
والأكثر إثارة للاهتمام بهذا الصدد هو قدرة اليورو على التماسك بقوة في وجه التيسير. ويدل هذا على أن سوق العملات يتوقع عنف أكبر من جانب الفيدرالي لاستبقاء نهج التيسير لفترة أطول مقارنة بالمركزي الأوروبي. وإذا لم يكن الأمر كذلك (أي ظل الفيدرالي معارض لخفض الفائدة)، سيضعف اليورو أمام الدولار قبل اجتماع المركزي الأوروبي في سبتمبر.
إلى أي مدى يمكن أن يضعف الدولار؟
ربما من المبكر معرفة مقدار هبوط مؤشر الدولار على إطار طويل المدى. ولكن، من المنطقي وصوله إلى حوالي 95، بنسبة تفوق 3%. وبعد ذلك، يكون مستوى المقاومة الأهم تاليًا للمؤشر 92.50، بتراجع 6%.
وإجمالًا، ربما ينذر الدولار بأنه وصل إلى أقصى ارتفاع يمكنه وصوله، وفترة القوة تلك انتهت. وسيضفي ذلك أزمة جديدة لخطة الفيدرالي بشأن معدلات الفائدة. فلو ضعف الدولار فعلًا، عندها ستشتعل نيران التضخم، وترتفع أسعار سلع مثل: النفط، والنحاس، والحديد.
إن عالم المال متشابك، وربما يومًا ما تتفق الأسواق والبنوك المركزية. بيد أنه لحين ذلك الحدث، يبدو أن التقلبات ستستمر في سوق العملات. وفي الوقت الراهن، ربما يعود الدولار ليشهد ضعفًا مماثلًا لعام 2017، وأجزاء من عام 2018.