المقال مترجم من اللغة الإنجليزية بتاريخ 17/9/2019
على تقويمنا الاقتصادي يوجد 4 إعلانات للسياسة النقدية من 4 بنوك مركزية حول العالمي، ولكن النجم هذا الأسبوع هو الفيدرالي، فإعلانه الأكثر أهمية لتحركات الأسواق. تحدثنا يوم الجمعة مطولًا عمّا نتوقع من لجنة السوق المفتوح التابعة للاحتياطي الفيدرالي، ولكننا سنعود لهذا الانتظار والتوقع مجددًا بالغد، حتى قبل انعقاد لقاء الفيدرالي. بيد أننا في الوقت الحالي يمكننا مناقشة رالي الدولار الأمريكي. حاز الدولار الأمريكي قوة أمام كل العملات الرئيسية، فيما عدا الين الياباني. وتراجع زوج الدولار/ين وهذا متسق مع التراجع الحاد في عائد سندات الخزانة، وحالة التصفية التي ضربت سوق الأسهم. فالمستثمرون في حالة من عدم الاستقرار قبل اجتماع الفيدرالي، وينبع عدم استقرارهم من عدة عوامل. أولًا، البيانات الأمريكية الأخيرة الصادرة عن المؤشر التصنيعي من إمباير ستيت، وكيف خيّب آمال السوق. وثانيًا البيانات الاقتصادية الضعيفة الصادرة أمس من الصين، وأخيرًا الهجمات التي تعرضت لها منشآت النفط السعودية، والتي بدورها رفعت مخاوف تصعيد عسكري بين الولايات المتحدة وإيران.
تدور تكهنات حول خروج الطائرات المسيرة، والصواريخ من الأراضي الإيرانية، وقال الرئيس ترامب إن الأسلحة الأمريكية "محملة بالذخيرة، وجاهزة للانطلاق،" ولكنه ينتظر رأي السعودية "لنعرف من يتهمون، ووفق ما يصدر عنهم من تحقيقات سنتصرف." أنكرت إيران المزاعم الأمريكية، ووصفتها بـ "غير المقبولة" والتي "لا أساس لها" كما هددت بالهجوم على القواعد العسكرية الأمريكية. ارتفعت أسعار النفط كثيرًا أعلى 10%، ولم يعبأ سوق النفط كثيرًا بتصريحات ترامب حول إخراج جزء من الاحتياطي الاستراتيجية للولايات المتحدة. وبالنسبة للهجوم نفسه، يُفترض ألا يكون التأثير قويًا كهذا، ولكن تدور المخاوف حول اندلاع صراع مسلح، وهذا من شأنه إبقاء أسعار النفط مرتفعة، والدولار الكندي مرتفع. ونتوقع هبوط زوج الدولار أمريكي/كندي إلى 1.3150.
خرجت بيانات ضعيفة لمبيعات التجزئة، والإنتاج الصناعي من الصين، وهذا ما جعل الأنظار تتحول نحو الدولار الاسترالي، والنيوزيلاندي، لأن الصين ربما تندفع نحو مزيد من التحفيز المالي. وتعرض الدولار النيوزيلاندي للضربة الأقوى، وهبط لرابع يوم تداول على التوالي، لأن البيانات الصينية الضعيفة لم تحفز سوى الدولار الأسترالي. وانحرف الدولار الأسترالي عن مصير النيوزيلاندي بسبب تفاؤل بنك الاحتياطي الأسترالي. عندما التقوا في سبتمبر الماضي، قالت لجنة سياسة البنك إنهم يلاحظون حالة عدم اليقين بشأن الاقتصاد على المستوى الدولي، ولكنه يتوقع مزيد من النمو. وذكر البنك أيضًا أن هناك ضغوطًا تصاعدية على نمو الأجور، وهذا مؤشر على تحول مسار سوق الإسكان، لأن ارتفاع الأجور سوف يعزز من الإنفاق. ولو جاء محضر الاجتماع متفائلًا، عندها سيرتفع الدولار استرالي/دولار نيوزيلندي لمستوى 5 سنوات. وإذا رأى المستثمرون أي احتمالية للتيسير محتملة هذا العام، عندها سيمدد الدولار الأسترالي انزلاقه سريعًا، حتى لأنه سيتغلب على ضعف الدولار النيوزيلاندي.
هبط اليورو، والدولار الإسترليني بقوة يوم الاثنين، وتعرض اليوروللضربة الأقوى بعد تصريحات عضو المركزي الأوروبي لاين، والذي قال إن تحول التضخم نحو الهدف المقرر له، تباطأ، وربما يكون مساره انعكس الآن، ليبتعد عن الهدف. ويصدر تقرير ZEW اليوم، وربما يغمر التفاؤل المستثمرين بسبب التحفيزات القوية التي أقرها المركزي الأوروبي، لكن الاقتصاد الألماني ضعيف. والاسترليني على الطرف الآخر، مستمر في الوقوع فريسة لتقلبات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. فاتفق جونسون، ويونكر على محادثات مكثفة، ولكن فكرة تأجيل الخروج لما بعد 31 أكتوبر غير محتملة، إذ قال رئيس وزراء لوكسمبورج، بيتيل إن تأجيل الخروج لن يكون إلا لهدف محدد واواضح. ويجب أن يتوصل قادة المملكة المتحدة، والاتحاد الأوروبي، ولوكسمبورج إلى حل، لأن القرار النهائي يجب أن يكون بالإجماع.