المقال مترجم من اللغة الإنجليزية بتاريخ 18/9/2019
يعلن البنك الاحتياطي الفيدرالي اليوم عن سياسته النقدية، ويعد الحدث الأكثر مخاطرة في الأسبوع، بينما من المتوقع على نطاق واسع أن تقدم عدد من البنوك المركزية على تخفيض معدلاتها للمرة الثانية هذا العام. ويقف زوج الدولار/ين عند أعلى المستويات في أكثر من شهر. وفي الأحوال الطبيعية، عند خفض معدلات الفائدة تنخفض العملات، بيد أن ما وقع بعد اجتماع البنك المركزي الأوروبي كان وصل اليورو لقاع بعد تحفيز السياسة النقدية، ومن النادر أن يكون الأمر بمثل تلك البساطة. إذ تلعب التوقعات دورًا رئيسيًا في المشهد، ولعدة أسباب، وهي التي تدفع المستثمرون لشراء الدولار/ين قبل اجتماع البنك المركزي. فيعتمد السوق اعتمادًا كليًا على تخفيض الفيدرالي معدل فائدته 25 نقطة أساس، ولكن ربما لن يلتزم بأول بما هو أبعد من ذلك.
فشهد الاقتصاد الأمريكي تحسنًا، وتدهورًا منذ اجتماع مايو. فتباطأ نمو مبيعات التجزئة، واعتدل نمو الوظائف، بينما تراجع أداء نشاط الصناعات التحويلية، وارتفعت معنويات المستهلك. بيد أن الضغوط التضخمية استقرت، وتسارع نمو الأجور، وكذلك قطاع الخدمات. كما خرجت تقارير اقتصادية تدعم انتهاج الفيدرالي للهجة متوازنة. فتباطأ نمو الوظائف في أغسطس، وفق تقرير التغير في الوظائف غير الزراعية، ولكن على جانب آخر زاد نمو الأجور في الساعة. لم يخلق الاقتصاد الأمريكي سوى 130 ألف وظيفة، بانخفاض من 159 ألف، ولكن الأرباح نمت بنسبة 0.4%، بعدما كانت وتيرتها 0.3% في يوليو. وتعد تلك أسرع وتيرة لنمو الأجور في ستة أشهر. ووفق الكتاب الرملي، ما زالت الأعمال تتمتع بنوع من التفاؤل، رغم ما يكدرها من عدم يقين، ولم تتوقف عن دفع المزيد للعمال. إذن، وبينما تخفيض معدل الفائدة أمر منتهي لهذا الأسبوع، إلا أن توقعات الفيدرالي لمسار الاقتصاد، يمكن أن يضر بالدولار.
في واقع الأمر، كل ما سمعناه من مسؤولي الفيدرالي يدل على ترددهم إزاء خفض معدلات الفائدة. وفي مذكرة لنا الأسبوع الماضي، ألقينا الضوء علة تعليقات رؤساء الفيدرالي الذي يشككون في حاجة الاقتصاد للتيسير النقدي. وأكد روزنغرين، عضو الفيدرالي الذي له حق التصويت، على حالة التردد تلك بقوله "لا حاجة إلى قرار من الفيدرالي، لو استمرت البيانات على مسارها الصحيح." ويشعر العضو ويليامز أيضًا، وله حق التصويت، بأن الاقتصاد يظل قويًا، ولن يصدر أحكامًا مبكرة على نتائج اجتماع سبتمبر. ويتفق رئيس الفيدرالي، كابلان، على وجوب الاستمرار في تقييم البيانات الصادرة حول صحة الاقتصاد قبل اجتماع لجنة السوق المفتوح، ونوعية القرار الواجب اتخاذه. وهذا يتعارض مع يقين السوق بشأن تخفيض المعدل 25 نقطة أساس اليوم، ويثير هذا نوعًا من القلق حول إساءة السوق لتقدير موقف الفيدرالي. وربما يخفض الفيدرالي معدل الفائدة اليوم فعلًا، ولكن البيان المصاحب ربما يكون أقل تيسيرًا.
لو خفض الفيدرالي معدل الفائدة مع تفاؤل بشأن الاقتصاد، عندها سيكون زوج الدولار/ين هو المستفيد الأكبر، وسيخترق 109. بينما يمكن لليورو/دولار تحويل مساره إلى أقل من 1.10. وإذا كنا مخطئين حيال باول، وهو في مركز تيسير الآن، وفتح الباب على احتمالية التخفيض في ديسمبر، عندها سيختبر الدولار/ين 107، ولكن الدولار/كندي سيكون العملة الأفضل للبيع. وإضافة إلى قرار خفض الفائدة، سيكون الفيدرالي مستمر في تحديث التوقعات الاقتصادية، والتي ستحرك الدولار.