ترامب يمنح إيران هدية بعد الهجمات الأخيرة، فهل نشأت علاقة صداقة بين العدوين؟

تم النشر 20/09/2019, 15:24

المقال مترجم من اللغة الإنجليزية بتاريخ 20/9/2019

يقول ترامب شيء، ولكن تنطلق إدارته في فعل شيء آخر كما جرت العادة، وتلك الطريقة تعد هدية لإيران في أعقاب اتهامها بمهاجمة منشآت نفطية سعودية، فخرج ترامب ليؤكد على عدم توجيه أي ضربات عسكرية نحو إيران، غير مباليًا بمطالبات البيت الأبيض.

وبعد انقضاء أسبوع على الهجمات التاريخية، قال ترامب إن إيران هي المتهم الرئيسي هنا. ولكنه، أوضح في الوقع نفسه عدن رغبته في خوض حرب ضد إيران.

والآن، إيران متمسكة بكلمات ترامب، بينما وزير خارجيته، مايك بومبيو، يضغط لأجل دعم دولي لمعاقبة إيران على ما اقترفته.

إيران الماكرة تتحكم في ترامب ضد بومبيو

نرى المكر الإيراني بوضوح فيما وقع يوم الخميس، عندما ظهر وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، ليدب الخلافات بين بومبيو، وترامب. وصف ظريف بومبيو بأنه يحاول دفع ترامب، رغم عنه، إلى حرب، ليس هناك أحد بحاجة لها.

وللحظة، بدا ظريف وكأنه حليف ترامب الذي يحذره من أعدائه.

وبينما لم يذكر ظريف أي أسماء، إلا أن معسكر الشر الذي قصده كان تحت قيادة مستشار الأمن القومي السابق، جون بولتون. وطرد ترامب بولتون في وقت سابق من الشهر الجاري، بسبب رفض ترامب لغالبية تزكياته الهادفة لشن حرب على إيران.

الأزمة السعودية تظهر صداقة غريبة بين ترامب والإيرانيين

لم يكن أحد ليرى مستقبلًا نشوء علاقة صداقة بين ترامب وإيران، ولكن تجنب ترامب للحرب جعله أفضل آمال الإيرانيين في الأزمة الحالية مع السعودية. حقيقة: بينما يأمل السعوديون تفجير عدوهم اللدود، ومحوهم من على الأرض، ترامب يرغب بإبقاء الإيرانيين على قيد الحياة.

ألغى ترامب ضربات صاروخية مصوبة نحو إيران في يونيو الماضي، وأقر بأن الضربات العسكرية ردًا مبالغًا فيه على إسقاط إيران طائرة أمريكية مسيرة، وعندها أدرك صانعو القرار في إيران أن ترامب متوقعة أفعاله.

فقبل أيام من الهجوم الواقع على المنشآت النفطية السعودية، في 14 سبتمبر، حاول ترامب جذب إيران لطاولة المفاوضات، للتوصل إلى حل للأزمة النووية بين البلدين. بينما ضغطت إدارة ترامب في حملة لها على أهمية جعل الإيرانيين يشعرون "بأقصى ألم ممكن" عن طريق عقوبات قاسية، وتلك أحد سياسات ترامب التي يلجأ لها، عندها تفشل الحلول الديبلوماسية مع طهران.

التحركات الأسبوعية لخام غرب تكساس الوسيط

وقعت الولايات المتحدة عقوبات على إيران منذ نوفمبر العام الماضي، وبعدها سحب ترامب الولايات المتحدة من الالتزام بالاتفاق الذي عقدته أطراف دولية مع إيران، برعاية سابقه -أوباما، بهدف تقليص القدرات النووية الإيرانية. ومن ثم طالب ترامب بإعادة التفاوض مع إيران، ولكن الأخيرة رفضت، مما أشعل توترات الشرق الأوسط مرة أخرى.

ويقول الشريك المؤسس في Again Capital، جون كيلدوف:

"بالنسبة لترامب، وجد الإيرانيون فيه شخص من السهل التلاعب به، إذ يعلن عن ضربات، ومن ثم يتراجع عنها، ويسمح لهم بأن يفعلوا ما يحلو له، دون أي خوف من عقوبة."

ومن جانبه أعلن ترامب يوم الأربعاء توجهه بطلب لوزير الخزانة الأمريكية، ستيفين منوتشن لتشديد العقوبات على إيران، بعد عجزه عن توجيه أصبع اتهام واضح لإيران.

أعلن الحوثيون، متمردو اليمن، مسؤوليتهم عن الهجمات، قائلين إنهم استخدموا طائرات مسيرة لضرب البقيق، وحدة معالجة النفط الخام، وحقل النفط الخام، خريص، مما تسبب في إيقاف إنتاج 5.7 مليون برميل يوميًا من النفط السعودي، أو 5% من الإمداد العالمي.

تصريحات نارية بين ظريف وبومبيو

زار وزير الخارجية الأمريكية، مايك بومبيو، السعودية يوم الأربعاء، وذكر بأن "آثار بصمات آية الله، عرضت إمدادات الطاقة الدولية للخطر." ودعا الهجمات الإيرانية بـ "فعل حرب" وضغط لتشكيل مجموعة دولية لدحر إيران.

ورد ظريف على تويتر

"فعل حرب، أم محاول إشعال حرب؟ بقايا فريق بولتون (+حلفاء طموحين) يحاولون خداع ترامب للدخول في حرب."

كما وعد "بحرب شاملة" كرد على أي جرائم حرب ترتكب على الأراضي اليمينة من جانب المملكة العربية السعودية، والولايات المتحدة. وقال الحوثي إن الضربات الجوية في اليمن تمت بمساعدة من الاستخبارات الأمريكية، كما زودتهم أمريكا بالدعم اللوجستي، وقتلت آلاف من المواطنين الأبرياء.

وأضاف ظريف لتغريدته:

"لمصلحتهم علينا أن نوجه دعواتنا حتى لا يحصلون على ما يسعون إليه. فما زالوا يتحملون أعباء حرب صغيرة اندلعت في اليمن، منعتهم عجرفتهم من إنهائها قبل أربع سنوات."

ما زال باب الفرصة مفتوح لضربات نحو إيران

رغم الرهان الإيراني على عدم إقبال السعودية على ضرب إيران، إلا أن هناك تقرير خرج من واشنطن بوست في وقت سابق من الأسبوع الجاري، يشير إلى أن الرياض تخطط لتوجيه ضربة لإيران، توجه الضربة لمحطة التكرير عبدان، من أكبر المحطات في العالم، وكذلك جزيرة الخرج، وهي من أكبر المنشآت النفطية للتصدير في البلاد. ومن المتوقع توجيه هجمات لتلك المواقع، وهذا من شأنه تخفيض قدرة إيران على بيع النفط.

كما أن هناك أهداف أخرى من ضمنها مواقع إطلاق الصواريخ، والقواعد، والأصول النفطية الأخرى التابعة لقوات الحرس الثوري، وتلك القوات هي المسؤولة عن شن أغلب الهجمات الإيرانية.

وجاء في التقرير احتمالية تنفيذ الضربات بالتعاون مع الاستخبارات الأمريكية، بما لها من قدرات استهدافية، ومعلوماتية، على الرغم من أن الولايات المتحدة نفسها لن تطلق أي سلاح. وهذا ما يتماشى مع تعليقات ترامب حول الأسلحة المحملة بالذخيرة والمجهزة للانطلاق، ولكنها غير مستعدة للحرب.

أحدث التعليقات

جاري تحميل المقال التالي...
قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2025 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.