المقال مترجم من اللغة الإنجليزية بتاريخ 28/9/2019
ألقت السياسة بظلالها الثقيلة، لتتفوق على الاقتصاد خلال شهر سبتمبر. فيقف المستقبل السياسي لزعماء العالم من ترامب وجونسون وترودو على المحك. وتسببت تلك الأزمات السياسة لهؤلاء القادة في ضعف عام لعملات: الاسترليني، والدولار الكندي. ولكن في حالة الدولار، والأسهم الأمريكية، وعوائد سندات الخزانة، ارتفعت بقوة، على الرغم من البداية الرسمية لإجراءات عزل ترامب، بفتح تحقيق لمساءلته. بينما هبطت الأسواق، فيوم الأربعاء، فطنت الأسواق إلى أن احتمالية إزاحة ترامب من منصبه ضعيفة جدًا. كما أعجب المستثمرون ما قرأوه في نص المكالمة الهاتفية بين رئيسي الولايات المتحدة وأوكرانيا. فتعهد الرئيس ترامب في البداية بنشر النص الكامل للمحادثة، ولكن عوضًا عن ذلك نشر البيت الأبيض "مذكرة للمحادثة الهاتفية،" "لم تكن تحوي فحوى الحوار،" ولكن "مجموعة من الملاحظات." وابتهج المستثمرون لتلك الأنباء، لأنه بينما طلب ترامب من رئيس أوكرانيا فتح تحقيق بشأن بايدن، إلا أنه لم يكن هناك أي ذكر لمقايضة تؤدي لتفح تحقيق جنائي.
كما استفادت الأسواق الأمريكية أيضًا من تعليق الرئيس ترامب على الاتفاق التجاري بينه وبين الصين، واحتمالية اقترابه أكثر من المتوقع. وهناك بعض المحللين يجادلون بشأن تحقيق المساءلة هذا، وقدرته على تقييد بعض التشريعات التي يمكنها الإضرار بالاتفاق التجاري. هذا ليس بمستغرب على ترامب، فكلما كانت هناك أزمة سياسية أو اقتصادية، يستخدم ورقة تقدم المفاوضات مع الصين ليداوي جروح أسواق المال، وربما الأمر هنا مشابه. وخلال الشهرين الماضيين، رمى ترامب للأسواق بفكرة الاتفاق المصغر، وربما الآن الوقت الأمثل للتقدم في مثل تلك الخطوة. وقفز الدولار أمريكي/كندي من انخفاض 4 أيام، على خلفية احتمالية هذا الاتفاق، ولكن الأسترالي والنيوزيلاندي يجب أن يلحقا بالدولار.
تداول الدولار النيوزيلاندي على انخفاض أمام الدولار الأمريكي أمس الأربعاء. يلزم المستثمرون عدة أيام لهضم عواقب الأحداث. وتراجع الدولار النيوزيلاندي بدافع من أرقام بنك الاحتياطي النيوزيلاندي الضعيفة. بينما انطلق النيوزيلاندي/دولار نحو الأعلى، بعد إبقاء البنك المركزي معدلات الفائدة عند نفس مستوياتها، وكان بيان السياسة مائل لمعسكر الحمائم. قال البنك إنه من المرجح تيسير السياسة النقدية إذا استلزم الأمر، ولم يشر إلى أي تغيير في مستقبل السياسة. وارتفع العجز التجاري إلى -1.56 مليار في أغسطس، أكثر من ضعف عجز الميزانية المقدر بـ 700 مليون في يوليو. وجاء التدهور نتيجة تراجع في الصادرات، وزيادة الواردات. كما أن كميات النفط المنخفضة لعبت دورًا في التراجع، ولكن صادرات الحليب البودرة، والزبدة، والجبن ظلت على قوتها. تخبرنا تلك البيانات بأن الطلب على صادرات الطعام يظل قويًا رغم تحسن النمو العالمي.
بينما أنهى اليورو/دولار جلسة تداول نيويورك أمس أسفل 1.0950، للمرة الأولى منذ مايو 2017. لا يوجد تقارير اقتصادية صادرة ليوم أمس، ولكن الضعف المستمر في اقتصاد منطقة اليورو، مع قوة الدولار كانا القشة التي قصمت ظهر العملة الموحدة. وعند بداية الأسبوع ذكرنا أن اليورو/دولار متجه لـ 1.09. ولزم نفس الزخم للتأرجح، ولكن يبدو أن الزوج متجه إلى هذا الهدف الآن. كما تراجع الإسترليني أكثر من 1% أمام الدولار. وبعيدًا عن الطلب على الدولار، يعاني زوج الإسترليني/دولار من حالة من عدم اليقين بسبب البريكزيت. بينما قال رئيس الوزراء، بوريس جونسون، إنه يبقي على تفاؤل حذر. وقال رئيس الوزراء ما يدل على أنه لم يحرز أي تقدم في مفاوضات الخروج.