المقال مترجم من اللغة الإنجليزية بتاريخ 18/10/2019
أقنعت المملكة المتحدة الاتحاد الأوروبي أخيرًا بدعم اتفاق الخروج. وعند صباح يوم الخميس، قفز الإسترليني بقوة أكثر من 170 نقطة، في غضون دقائق معدودة. بيد أن التصفية أطلت برأسها سريعًا على السوق، بينما تركز انتباه المتداولين على الموافقة البرلمانية. وعند بداية جلسة نيويورك، تجرد الإسترليني من الأرباح التي حققها، ولكن بينما تقدم اليوم، عادت ثقة المستثمرين للدخول إلى العملة. ونعتقد أن أرباح الإسترليني مستدامة، لأنه وبالرغم من المعركة القوية التي سيواجهها رئيس الوزراء، بوريس جونسون، لحصد أصوات النواب المؤيدة لآخر اتفاق توصل له، إلا أن النواب من الجهة الأخرى ليس من المنطقي أن يخاطروا بـ 3 سنوات أخرى من الطرق المسدودة، أو الأدهى، الخروج دون اتفاق. يجدر ملاحظة أن جونسون لم يسبق وأن فاز بتصويت واحد قبل ذلك، ففقط الأغلبية، ويواجه منافسة قوية من الحزب الديموقراطي الوحدوي. ولكن، ما يقدمه اليوم هو أقرب ما يكون لاتفاق خروج منظم ظهر للعيان في السنوات الماضية، وربما هو أفضل اتفاق يمكن الحصول عليه من الاتحاد الأوروبي.
ما أشبه الليلة بالبارحة، يتشابه اتفاق جونسون مع اتفاق ماي في عديد البنود، ولكن الاختلاف الجوهري بينهما هو التعامل مع الحدود الأيرلندية. هدف حل ماي إلى إبقاء بريطانيا بأكملها خاضعة للاتحاد الجمركي الأوروبي، وهذا ما عارضه مؤيدو الخروج بقوة. وفي اتفاق جونسون، لا حدود مادية فاصلة، كما ستغادر المملكة المتحدة الاتحاد الأوروبي، ولن تتبع الاتحاد الجمركي، باستثناء شمال أيرلندا، والتي ستكون مطالبة بالالتزام بنفس قواعد الاتحاد الجمركية، وإجراءات تداول السلع، وهذا من شأنه وضع كيان تنظيمي جمركي على الحدود.
والآن السبت هو يوم النتيجة الحاسمة، عندما يعقد البرلمان جلسته الماراثونية، لتحديد ما إذا كان سيدعم اتفاق جونسون أم لا. لو وافق نواب البرلمان، سيكون هناك مسارين: يدخل الاتفاق للقانون البريطاني، وتغادر بريطانيا يوم 31 أكتوبر كما هو مقرر، أو يحصلون على تمديد تقني للتفاوض، ومعرفة التفاصيل، ويتم إقرار تاريخ جديد للمغادرة. في عيون الاتحاد الأوروبي، الاتفاق مسألة منتهية، وبالتالي سيوافقون على تمديد الموعد النهائي. بيد أن لو رفض البرلمان مقترح جونسون، سيكون هناك استفتاء ثاني، أو انتخابات عامة، وبالتأكيد انهيار للاسترليني.
وكنا بالأمس مع جولة جديدة من البيانات الأمريكية، والتي قادت الدولار نحو مزيد من الضعف أمام العملات الرئيسية كلها. وتراجعت بداية إنشاء المنازل في شهر سبتمبر، لانخفاض 7 أشهر. بينما مسح فيدرالي فلادلفيا فتراجع، مظهرًا ضعفًا في قطاع التصنيع، المؤكد بتراجع الإنتاج الصناعي. وأتت تلك البيانات الضعيفة أمس في أعقاب بيانات مبيعات التجزئة الضعيفة، ودعمت أرقام أمس توقعات تخفيض الفيدرالي لمعدل الفائدة هذا الشهر. وحتى الآن، رأينا ضعفًا محدودًا على زوج الدولار/ين، لو زادت احتمالية التيسير، وفق توقع السوق، سنرى الزوج في تصحيح يتجه به نحو 108.
وللأمس كان الدولار الأسترالي العملة الأفضل أداء والتي ارتفعت بعد بيانات سوق العمل القوية. بينما تباطأ نمو الوظائف إلى 14.7 ألف، بعدما كان عند 37.9 ألف، وتراجعت البطالة إلى 5.2%. وزادت الوظائف بدوام كامل لـ 26 ألف، بينما الوظائف بدوام جزئي فهبطت 11.4 ألف. ورغم تخفيض الاحتياطي الأسترالي لسعر الفائدة سابقًا، إلا أ، سوق العمل مضبوط، وهذا ما يقلل احتمالية مزيد التخفيض. نرى البنك الاحتياطي الأسترالي وافق التوقعات هذا العام، ومع احتمالية تخفيض الفيدرالي نرى الأسترالي/دولار لارتفاع 70 سنت.